العناوين الرئيسيةموجوعين

تصريحات ٢٠٢٠.. هل لاقى السوريون “طبطبة” حكومية على جراحهم؟

ليس غريباً أن تكون أغنية “اه لقيت الطبطبة”، للفنان الذي يعتقد البعض به شؤماً، حسين الجسمي، واحدة من أكثر الأغاني استماعاً لعام 2020، هذا العام الذي استقبلناه بمصيبة فيروس “كورونا”، وودعه السوريون بعشرات الكوارث غيرها.

وفوق الكوارث السورية العديدة، لم يجد هذا الشعب “الصامد” حكومة “تطبطب” على ألمه، وفيما يلي بعضاً من تصريحاتها وقراراتها التي عصرت فيها ليموناً على الجرح، فزادته وجعاً.

البدل الداخلي عالسعر “الوهمي”

مع تأكيد الحكومة السورية على أن سعر صرف العملات الأجنبية في السوق السوداء هو سعر “وهمي”، بالرغم من أن أسعار السلع لطالما ارتفعت على ارتفاع سعره في تلك السوق

حتى نشر مصرف سوريا المركزي سعر صرف الدولار بقيمة 2550 لمن يود تسديد بدل الخدمة الثابتة والطيارين، فيما يبلغ سعر صرفه في النشرة الرسمية للمصرف بـ1250 ليرة سورية فقط، ليعاد تخفيض القيمة لاحقاً 50 ليرة.

على طريقة “الضراير”.. تقاذف التهم بين الكهرباء والنفط

تبادلت وزارتا الكهرباء والنفط التهم حول سبب زيادة التقنين الكهربائي في مجمل المحافظات السورية.

وأثيرت القضية بعد تصريح مصدر في وزارة النفط، لوسائل إعلامية قال فيه إن “الوزارة ليست سبباً بزيادة تقنين الكهرباء على اعتبار أنها تسلم كميات الغاز المطلوبة لمحطات توليد الكهرباء”، لتضطر الوازرة لاحقاً إلى نفي تصريح مسؤولها.

وبعد أخذ ورد طويل الأمد منذ بدء موسم الشتاء بين الوزارتين، خرج وزير الكهرباء عن صمته قائلاً “لا داعي لتقاذف الاتهامات وجميع البلاد تمر بظروف صعبة”. وبين التصريحين لا يزال المواطن ينتظر بفارغ الصبر، تخفيض التقنين الكهربائي، أو على أقل تقدير عدالته بين مختلف المناطق، خاصة في أوقات الشتاء.

حيث اعتاد السوريون على التدفئة باستخدام الكهرباء، كخيار بديل عن النفط، ولذلك تحمل الوزارة المواطن سبب زيادة التقنين، كونه يحمل هو الآخر التيار الكهربائي “أحمالاً زائدة” للتدفئة. وبالحديث عن التدفئة، بدأت وزارة النفط خلال شهر كانون الأول، تخفيض مخصصات مازوت التدفئة للدفعة الواحدة إلى النصف، بعدما انخفض من 200 ليتر إلى 100 فقط، وبعد مرور أشهر على بدء موسم البرد، لا تزال العائلات السورية متأملة بالحصول على كميات المازوت المقننة هي الأخرى، قبل انتهاء الموسم.

نفي النفي .. توكيد!

اعتبر السوريون عام 2020، سنة النفي، ومع كل نفي، يحصل المواطن على نفي للنفي، أي توكيداً لما تم نفيه سابقاً.

حيث نفت الحكومة رفع سعر المشتقات النفطية .. وارتفع، ونفت رفع تعرفة المواصلات من سيارات أجرة وسرافيس.. وارتفعت، ونفت رفع سعر الخبز، كونه “خط أحمر”.. وارتفع.

وكان قرار رفع سعر الخبز، غير مفاجئ للسوريين، لولا أن “الكيس” لوحده بلا خبز، ارتفع سعره هو الآخر، فبات المواطن أمام خيارين، إما خبز بكيس مقابل 100 ليرة، أو بلا كيس بـ75 ليرة. وبالرغم من التسعيرة الجديدة، ما بين الخبز والكيس، التي وصلت إلى 100 ليرة، لا تزال تباع ربطات الخبز على الطرقات بـ1000 ليرة أو أكثر.

بين كل طابور وطابور.. طابور “مجاني”

أمضى السوريون معظم سنة 2020 على طوابير الانتظار: طابور الخبز، وطابور البنزين، وطابور المازوت، وطابور البنك لاستلام راتب التقاعد، وطوابير تحليل فيروس “كورونا” للمسافرين، والكثير من الطوابير التي لم تجد من يبرر وجودها.

وحظي طابور الخبز بتبرير إحصائي، قال فيه مدير عام الشركة السورية للحبوب، إن “طوابير الخبز هي متتالية حسابية، سببها المواطن الراغب بالحصول على أكثر من ربطة خبز واحدة في كل مرة، وبالتالي تطول أوقات الانتظار”.

“كابوس” البطاقة الذكية..

بات تخصيص كميات من أي مادة نفطية أو تموينية على البطاقة الذكية، يسبب شبه جلطة للمواطن، الذي صار يعرف أن “التخصيص” يعني “شحادة المادة” والانتظار الطويل للحصول عليها، فبعد البنزين والمازوت والرز والسكر والزيت، كانت الطامة الكبرى هي ظهور “الخبز الذكي”، الذي خلق طوابير طويلة، وتردي في نوعية الخبز، وجودته، وإصابات وضرب بالأيدي في بعض المرات. وفي حلب، وصل عنف طوابير الخبز، حد الاعتداء على رجل ثمانيني بالضرب على رأسه، ما أدى إلى أذيته وسيلان الدم من رأسه نزفاً.

100 دولار على حدود الوطن!

لم يسلم السوريون خارج البلاد من الأزمات الاقتصادية التي يعانيها المواطنين داخل البلاد، و منذ اللحظة الأولى التي تطأ أقدامهم فيها أرض الوطن، على السوري على تصريف 100 دولار عن كل شخص.

“المركز الوطني للزلازل” وانتظار المولدة الكهربائية

في الوقت الذي تشهد فيه سوريا، هزات أرضية متتالية، فاجأ “المركز الوطني للزلازل” الشعب السوري بتصريح غريب، عند سؤال تلفزيون الخبر عن إحداثيات هزة أرضية شعر فيها سكان دمشق وريفها.

وقال حينها المركز إنه “بانتظار تشغيل المولدة لحين عودة التيار الكهربائي”، تزامناً مع نشر مواقع عالمية مختصة بالزلازل إحداثيات وشدة الهزة الأرضية التي ضربت سوريا، لتنفي وزارة النفط تصريحها، وتعود وتحذف نفيها بعد عدة ساعات على نشره.

بانتظار سرافيس الـ”GPS”

عام آخر يمر ولا زال الشارع السوري ينتظر بفارغ الصبر سرافيسه وتكاسيه المزودة بخدمات الـ”GPS” لعل وعسى أن تحد هذه الخدمة من أزمة مواصلاته اليومية، أزمة تستهلك طاقة أي مواطن خلال محاولاته “كمصارع محترف في WWE” للحصول على مقعد أو شبه مقعد في مواصلات النقل العامة.

“علقة” بين وزارة التربية وكلية الطب البشري

مع أول تصريحات الوزير الجديد في وزارة التربية، اشتعلت حرب تصريحات بين الوزير دارم طباع، والدكتور نبوغ العوا عميد كلية الطب البشري حينها، طلب فيها الوزير من العوا عدم التدخل في شؤون دوام أو تعطيل المدارس، لأن الوزير لم يتدخل بقرار دوام أو تعطيل الجامعات.

وانقسم الشارع السوري إلى فريقين، الأول دعم الرأي الطبي، والآخر صف مع الفريق الأكاديمي، واستمر السجال، حتى وجد الشعب “تريند” جديد يتلهى به، وسط مصائبه المتكررة واليومية والدائمة. يبدأ العام الجديد، وهو مثقل بمشاكل ومصائب العام الماضي، أو الذي قبله، وبعضها منذ سنوات سالفة، ترافقنا مجدداً على أمل حلول تحلها قبل أن تفني أصحابها في عام ما.

لين السعدي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى