العناوين الرئيسيةمجتمع

تشرين وحطين يقدمان إنموذجاً لـ “ديربي الانسانية” في اللاذقية

قدّم ناديا حطين وتشرين انموذجا تحلى بالمسؤولية الاجتماعية والروح الرياضية، وبدأوا الديربي قبل موعده المحدد، فانتقل التنافس الرياضي بينهما الى تنافس على خدمة أبناء مدينتهم.

ومع أول يوم من الحرائق الأخيرة التي ضربت الساحل السوري، وبعض مناطق حمص وحماة، أعلنت صفحتا الناديين الرسميتين على موقع الفيسبوك عن تقديم مقرّاتها كمأوى لسكن العائلات النازحة من القرى والبلدات التي نال منها الحريق.

المباراة المنتظرة بين الفريقين أو كما يسميها عشاق الكرة ” بالديربي” حُدد موعدها يوم الاربعاء الحادي والعشرين من الشهر الحالي، ولكن مع الاحداث المؤسفة التي تعرضت لها اللاذقية، استبقها الناديان، بتنافس إنساني واغاثي.

ديربي من نوع آخر 

فالصفحة الرسمية لنادي حطين قامت بنشر بيان اداري تبدي به استعدادها لاستضافة العائلات المنكوبة وتأمين المستلزمات لهم.

وفي تصريح لتلفزيون الخبر قال خالد الطويل رئيس نادي حطين ” أن النادي قام بالتنسيق مع الجهات المعنية وقام بتقديم النادي كمركز ايواء وتجهيزه بالطعام والماء وتم الاستنفار لساعات متاخرة من مساء يوم الجمعة “.

وتابع الطويل أن “الاستنفار استمر الى يوم السبت” مؤكداً “ أن حطين وكوادره بتصرف المدينة وأهلها حيث أن النادي اجتماعي قبل أن يكون نادي رياضي”.

من جهته قام نادي تشرين بطل الدوري السوري للموسم المنصرم بإعلان تضامنه مع شريكه الانساني “فوج اطفاء اللاذقية” ومع الأهالي المتضررين من الحرائق .

وأعلن النادي الأصفر عن جاهزيته لتقديم كل الدعم والمعونات بالتنسيق مع فوج الاطفاء وفتح النادي كمأوى لمن خرج من بيته بسبب الكارثة.

كما قام النادي بنشر رقم”طارق زيني” رئيس النادي الشخصي للتواصل لتقديم الدعم.

وباتصال تلفزيون الخبر مع “زيني” أكد أن نادي تشرين هو نادي جماهيري وهو معني بالوقوف بجانب جماهيره التي لطالما وقفت معه وتقديم الدعم لأي مواطن بحاجة لدعم في اللاذقية وجميع أنحاء سوريا.

ونوّه “زيني ” الى أن “النادي الآن هو تحت تصرف أي جهة تود تقديم الدعم لأهلنا المتضررين وأن نادي تشرين على استعداد لتقديم الدعم بشتى الوسائل”.

يُشار إلى أن نادي تشرين أعلنَ في الموسم الماضي أن فوج الاطفاء سيكون “شريكه الانساني” وقاموا بوضع شعار الفوج على الكتف الايمن لقميص الفريق الرسمي الذي حصد البطولة، وتم تجديد التعاون بين الجهتين للموسم القادم.

الألتراس “ع الندهة ”

ولم تقف جماهير الناديين مكتوفي الأيدي وأعلن ألتراسا الفريقين عن تقديم الدعم لكل من تضرر من جرّاء الحرائق الاخيرة.

فصفحة “آلتراس ايغلز” التابعة لجمهور نادي تشرين أعلنت عن وضع كافة امكانياتها البشرية والمادية في خدمة أهل القرى الهاربين من الحرائق ونشرت أرقام هواتف لمسؤولين فيها لتأمين الناس وتقديم المأوى لهم.

ونشرت الصفحة لاحقا صوراً لمنتسبيها على خطوط النار وشرحت الوضع السيء والظروف القاهرة التي يحارب بها رجال الاطفال النيران، وأعلن الالتراس عن تقديم المساعدة لرجال الاطفاء قدر المستطاع.

وقام التراس بلوز، الخاص بجماهير نادي حطين، بالتاكيد على أن المجموعة وأفرادها ستشارك المعنيين وفرق الطوارىء بتجهيز واستقدام المساعدات لمن هم بحاجة، أكدت على أن التعاون والتكاتف هو عنوان المرحلة لانقاذ المدينة وأهلها والوافدين لها.

وبنفس الوقت أعربت التراسات أندية اخرى عن تضامنها مع المتضررين والمنكوبين، وقدمت بعضها مساعدات عينية وأبدت جاهزيتها للمساعدة بشكل أكبر اذا اضطر الأمر..

واستمرت البوادر المضيئة من كلا الناديين لليوم التالي ففي يوم السبت 10-10 افتتح الدوري السوري للشباب بلقاء بين نادي تشرين ونادي حطين، المباراة التي انتهت بانتصار نادي النسور بأربعة أهداف لهدف.

وشهد لفتة جميلة من هدّاف نادي تشرين اللاعب أنيس قاسم الذي احتفل بهدفه الرابع بأن قبّل الكتف الأيمن للقميص النادي، الكتف الذي يحمل شعار فوج اطفاء اللاذقية ، تحية منه لتضحيات رجال الاطفاء.

وفي نفس اليوم وقبل المباراة الودية التي جمعت نادي حطين مع نادي الجيش، في دمشق، دخل لاعبوا الحيتان وهم يحملون لافتة كتب عليها” بردا وسلاما #سورية_جبال_الساحل” .. للتضامن مع المنطقة المنكوبة جرّاء الحريق.

صدى إيجابي “على غير المعتاد”

وترك هذا التنافس الإنساني بين ناديي تشرين وحطين صدىً ايجابياً لدى الشارع الرياضي،على غير العادة.

فمباريات الفريقين قلما تنتهي بلا مشاكل أو ردّات فعل عنيفة لدى الجمهورين وحتى لدى البعض من الكوادر، حيث أصبح هذا الصراع الرياضي مثالا للتعصب لدى رياضيّي سوريا.

وخاصة مع العديد من الحوادث المؤسفة من تخريب للمتلكات الخاصة والعامة حول الملعب بعد لقاءات الفريقين وبعد الاصابات جراء عنف الملاعب والتي تنتهي بعضها في المشافي، كما حدث الموسم الماضي حين فارق المشجع ” عبد الحليم حوا” الحياة اثر اصابته بالعاب نارية خلال مباراة “وديّة ” جمعت الفريقين خلال دورة تشرين الكروية.

يذكر أن الفريقان سيقصّان الشريط الافتتاحي لدوري الرجال في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، وعلى أمل ان تستمر هذه الروح الرياضية، وأن تكون هذه البوادر مترجمة على أرض الملعب أيضاً،لما للأزرق والأصفر من مكانة في قلوب أهالي المدينة.

فردّة الفعل الايجابية كانت احدى النقاط المضيئة في ظلام الدخان الاسود الذي لف اللاذقية وريفها و التي تلتها العديد من الخطوات الاغاثية من العديد الفرق التطوعية والجمعيات الأهلية.

لؤي سليمة – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى