محليات

ترميم القسم الغربي من أيقونة قصور حمص القديمة “قصر الزهراوي”

يعتبر قصر الزهراوي، تحفة من التحف الفنية التاريخية، و أيقونة غنية بالتقاليد المعمارية، التي تدل على تطور مراحل البناء و فنونه عبر عصور تاريخية مختلفة، و تميزها عن الآخرى.

من أشهر بيوت حمص القديمة الأثرية، و الذي شيد في العهد المملوكي، و بناه “علي بن أبي الفضل الأزهري”، استناداً إلى كتابة تأسيسية، منقوشة على حجرة في الواجهة الشمالية المطلة على باحة الدار عام 661 م.

فالفن الفارسي، يظهر بالأقواس المرتكزة على الجدران، والتي تلتقي في الأعلى لتشكل قوساً كبيراً، أما الأقواس التي بشكل حدوة حصان هي من التقاليد المعمارية العباسية، إضافة إلى المقرنصات الأيوبية والزخرفة المملوكي، و كتابة تعود للعهد الأموي.

و كما مر عليه عصور تاريخية، تجلت بالفن و الإبداع، تعرض للحرق في بدايات القرن 19 و للتخريب في عام 2015 على يد المجموعات الإرهابية، و منذ استملاكه خضع لعدة مشاريع ترميم و تبلغ مساحته 350 متراً.

ترميم القسم الغربي

تعمل دائرة الآثار في حمص، على مشروع ترميم وتأهيل القسم الغربي من قصر الزهراوي الأثري، والمخصص لمتحف التقاليد الشعبية، و الذي يعد أحد القصور الأثرية المهمة في المدينة القديمة.

و قال رئيس دائرة الآثار في حمص المهندس حسام حاميش لتلفزيون الخبر: إن “عملية التأهيل تشمل، إعادة ترميم الجدران والسقف، وتدعيم البهو الرئيسي الفاصل بين القسمين الغربي والشرقي للقصر”.

و أضاف المهندس حاميش: “مع إعادة تركيب الأبواب و النوافذ، حسب الصور والمخططات المحفوظة لدى الدائرة، للحفاظ على الجمالية الأثرية والتاريخية للقصر”، مشيرا إلى أن “التأهيل ليس إسعاف، كون كافة عناصر القصر مستقرة و آمنة”.

و بين المهندس حاميش أن “كلفة المشروع تبلغ 20 مليون ليرة سورية، و مدة التنفيذ 100 يوم” لافتاً إلى أنه “تم طلب ملحق لمدة 75 يوماً، لظهور عناصر معمارية جديدة، تتطلب إظهارها بالشكل الأثري اللائق”.

و أوضح المهندس حاميش أن “المشروع يهدف، إلى تأهيل و إبراز العناصر المعمارية الأساسية في القصر، و إعادتها كما كانت خلال فترة بنائه الأولى، من خلال مراجعة كافة الوثائق المحفوظة”.

و أضاف المهندس حاميش “وإزالة كل التداخلات التي جرت قبل استملاكه، و لتهيئته لاحقا و لإعادة افتتاحه كمتحف للتقاليد الشعبية و التراثية لمدينة حمص”.

و أشار رئيس دائرة الآثار في حمص إلى أن”عملية الترميم هي الثانية في الفترة الحديثة، حيث سبق أن تم ترميمه عام 2015، بعد تحرير حمص القديمة، جراء تعرضه للتخريب على يد المجموعات الإرهابية”.

و تابع المهندس حاميش “وجرت أعمال اسعافية للعناصر الإنشائية الخطرة، و خاصة القبب التي يتميز بها هذا القصر المملوكي، وتدعيم كل الأجزاء الآيلة للسقوط”.

و بين المهندس حاميش أن “عمليات الترميم أظهرت أثناء إزالة القشرة الطينية في القسم الجديد الذي بني بعد الفترة المملوكية، قوس مدبب في منسوب الطابق الأول، و هو قوس جميل من روائع البناء”.

أيقونة فنية غنية بالتقاليد المعمارية

و يشير حاميش إلى أن “سقف الإيوان من أجمل الأعمال الفنية في القصر، بمقرنصاته المزخرفة بدقة وإبداع، والتي تتخذ الشكل البيضاوي، حيث ترتكز أقواس السقف على الجدران”.

و أضاف رئيس دائرة الآثار في حمص “ويعتبر قصر الزهراوي من ايقونة المباني في حمص، الذي يتميز فنياً عن غيره بوجود المقرنصات كاملة، و ليست معرضة للتخريب”.

مشيراً إلى أنه “كان سابقاً يحوي على فريسكات و بسبب تعرضه للحرق في بداية القرن 19 اختفت، ولكن المقرنصات ظاهرة بكثافة في الإيوان و الغرف الداخلية بالواجهتين الشمالية و الجنوبية”.

و أردف المهندس حاميش “إضافة إلى الرواق الداخلي، المعروف على شكل عقد رباعي محمول على ثلاثة فصوص، و يفصل القسم القديم عن الحديث”.

تاريخ قصر الزهراوي

و عن المراحل التاريخية التي مر بها القصر يقول رئيس دائرة الآثار في حمص : “سمي القصر نسبة للعائلة التي أقامت واستقرت فيه، و استخدم كدار للحكم في حمص، بعد قلعة أسامة، في نهاية عهد الأسرة الأسدية التي حكمت حمص”.

و يضيف “و يتألف من قسمين رئيسيين، الأول ويسمى الدار الكبيرة، وتضم ثلاثة أجنحة الشمالي، الشرقي، الغربي وهذه تعود للعهد المملوكي (القرن13م)، وتقول لوحة تأسيس البناء أن بانيه هو علي بن أبي الفضل الأزهري 661 ميلادي”.

و تابع المهندس حاميش “كما نلاحظ وجود شعار مملوكي يعود للملك “الظاهر بيبرس”، وهو شعاره المشهور السبعين المتقابلين، و نقش على حجر، و وضع على الواجهة الشمالية لباحة القصر”.

وختم حاميش “أما القسم الثاني فيعرف بالقصر، ويشمل القسم الجنوبي ويعود لأواخر القرن 18 وبناه “أحمد أبو المعالي القاضي”، و بني هذا القسم فوق قبوين من العهد البيزنطي، كما اكتشف تحت القبوين مدفن يعود للقرون الميلادية الأولى”.

يذكر أن أشهر القصور الأثرية في حمص القديمة قصر فركوح و دار الأمين و بيت اليافي و قصر الحيش، وأهمها قصر الزهراوي

تلفزيون الخبر – حمص

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى