سياسة

بين قمة غوا وقمة لندن سوريا إلى أين ؟

اختتمت في مدينة غوا الهندية القمة الثامنة لمجموعة “بريكس” ببيان مشترك طالب قادة دول المجموعة فيه بإنهاء الحرب على سوريا وإيجاد حل سلمي عبر الحوار السوري بحلول عام 2017، “آخذين بعين الاعتبار تطلعات الشعب السوري وطموحاته”.

فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لدينا هدف مشترك بمحاربة الإرهاب وحل الأزمة في سوريا سياسياً”، مؤكداً خلال مؤتمر صحفي في ختام القمة أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة لم تتدهور بسبب سوريا، بل بدأ الأمر من يوغوسلافيا، وشدد على أن موسكو لا تريد مواجهة مع واشنطن.

ورداً على سؤال صحفي حول خطط محتملة للهجوم العسكري ضد الإرهابيين بسوريا قال بوتين ممازحاً “أتتوقعون مني أن أكشف لكم كل شيء؟ الهجوم، متى ومن أين سيبدأ؟”.

أما في لندن حضر وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري، والمملكة المتحدة بوريس جونسون، وفرنسا جان مارك إيرولت والسعودية عادل الجبير، إلى جانب نواب وزراء خارجية ومسؤولين من ألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي والأردن والإمارات وتركيا لمناقشة الأزمة السورية.

وعقد كيري وجونسون مؤتمراً صحفياً في ختام الاجتماع شدد فيه جونسون على “وجوب العمل على فصل جبهة النصرة عن المعارضة المعتدلة في سوريا”، مؤكداً وفق موقع “روسيا اليوم” أن لندن وواشنطن “تدرسان فرض عقوبات اقتصادية على دمشق وموسكو بسبب حلب”.

من جهته، قال كيري “نحن نناقش كل آلية متوفرة لنا، ولكنني لم ألحظ رغبة كبيرة لدى أي أحد في أوروبا لخوض حرب”، مضيفاً وفق “فرانس برس” : “نحن ندرس إمكانية فرض عقوبات إضافية وكما أن الرئيس باراك أوباما لم يستبعد أي خيار عن الطاولة” في تناقض واضح عما رشح عن اجتماع أوباما بإدارته يوم الجمعة الماضي الذي وجه فيه الرئيس الأميركي إلى استبعاد الخيار العسكري بسوريا.

بدوره، أكد وزير خارجية فرنسا أن وقف “قصف حلب” شغل الحيز الأكبر من المحادثات، وأضاف إيرولت بعد انتهاء الاجتماع “نرى أن للنظام السوري والدعم الروسي أهدافاً أخرى”، وتابع “نحن دائماً على استعداد للتحدث إلى الروس والإيرانيين لكننا نطلب أن يكون وقف القصف شرطاً مسبقاً”.

وكانت صحيفة ذي صنداي تايمز” نقلت عن مصدر مقرب من وزير الخارجية البريطاني جونسون أن سيقدم قرارا يقضي بإنشاء مناطق حظر طيران، أو حظر قصف في سوريا كحل لمسألة حلب، بالإضافة إلى إجراء مناقشات حول فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية ضد المسؤولين السوريين والروس”، وهو مالم يتم.

من جهتها، كشفت صحيفة “فرانكفورتر ألجماينه زونتاج تسايتونج” الألمانية نقلاً عن مصادر قريبة من ميركل أن الأخيرة تريد الحصول على موافقة باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على تشديد العقوبات ضد روسيا بسبب دورها في الحرب السوريا، خلال قمة للاتحاد يومي الخميس والجمعة المقبلين.

ثلاثة اجتماعات حضرها السوريون من بعيد بخصوص بلادهم لم يرشح عنها شيء “عليه القيمة”، فمن مع سوريا ظل معها ومن ضدها ظل ضدها وظل الطرفان يتراشقان كلاميا ويعدون ويتوعدون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى