رياضة

بين ” روماريو ” و” أبو حمزة ” .. خيارات مدرب وضغط الجمهور

عام 2002 صدم المدرب البرازيلي لويس فيليبي سكولاري الجمهور البرازيلي بعدم استدعائه للنجم روماريو، الذي قدم ذاك العام أداءا متميزا في الدوري البرازيلي، على الرغم من عمره الذي بلغ الـ 35 عاما.

ولم يأبه المدرب البرازيلي لدموع روماريو ولا لتوسلاته ولا لضغوط البرازيليين جمهورا واعلاما، والذي انضم إليهم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، كل ذلك لم يغير رأي سكولاري.

وقاوم سكولاري كل الضغط الشعبي ورفض استدعاء النجم الذي حقق كأس العالم 1994، مبرراً بأنه لا يتناسب مع تشكيلته، في حين أن السبب الأساسي كان شخصية روماريو التي كانت تزعج جميع المدربين الذين يتعاملون معه، وعدم التزامه بالتدريبات لأنه كان يرى في نفسه مختلف عن جميع اللاعبين.

وتمكن سكولاري في بطولة كأس العالم 2002 والتي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، من حصد البطولة الأغلى بفوزه على ألمانيا في المباراة النهائية بهدفين نظيفين، وكان بديل روماريو ووريث رقمه 11 عاملا مهما في الاتجاز، النجم رونالدينيو.

واليوم، وباختلاف المستويات، تتكرر نفس الحالة مع مدرب منتخبنا، الألماني بيرند شتانغه بقراره استبعاد لاعب الخبرة فراس الخطيب عن صفوف المنتخب، لأسباب فنية، بحسب تعبيره.

ورافق استبعاد الخطيب حملة جماهيرية ضخمة هدفها الضغط على الألماني لاستدعاء الكابتن الأول لمنتخبنا، لبطولة كأس آسيا التي ستقام في الأمارات مطلع العام 2019.

فضلا عن مشاركة بعض لاعبي المنتخب بالتضامن مع الخطيب، إلا أن رد شتانغه كان “الخطيب كبير في العمر رغم أنه لاعب ممتاز”، مردفا “يجب معاقبة اللاعبين الذين قاموا بأعمال ليست من اختصاصهم”.

ويُرجّح البعض أن الخلاف بين شتانغه والخطيب هو شخصي وليس فنّي، بسبب امتناع الأخير عن الالتحاق بمعسكر النمسا وتفضيله التحليل على إحدى الفضائيات في كأس العالم روسيا، على الرغم من إخبار شتانغه الخطيب بحاجته بجانبه لأن هو كابتن الفريق، ولكن الخطيب رفض واعتذر عن الحضور.

وعالميا أيضا، ظهرت حالات كثيرة حديثة، منها استبعاد الألماني لوف للاعبه الشاب ليروي سانييه وزميله ذو الـ 30 عاما فاغنز، عن تشكيلة كأس العام الأخيرة، رافضا الاستماع لأي رأي، ما دفع فاغنز للاعتزال دوليا، وسانييه لإصدار بيان يعبر فيه عن حزنه.

كما قرر مدرب منتخب بلجيكا الاسباني مارتينيز استبعاد نجم خط الوسط رادجا نايغولان، مبررا بقوله “نحن لا نختار اللاعبين على أساس الأسماء لكن نبني إختياراتنا بناءً على نوعية اللاعبين ونعلم تماماً أن بعض القرارات لن تكون مرضية للجماهير وهذه هي مهمة المدرب”.

الأمر الذي رفضه نايغولان، الملقب لـ “النينجا”، معلنا اعتزاله دوليا ومهاجمة مدربه، وتضامن مع اللاعب غالبية الجمهور معبرين عن غضبهم، وكل ذلك لم يغير من قرار المدرب الاسباني.

يذكر أن شتانغه تسلم منتخبنا الأول بعد انتهاء تصفيات كأس العالم، وقدم مستويات مختلفة في المباريات الودية، ودائماً مايقول بأنه يثق باللاعبين وبقدرتهم على الفوز والوصول إلى أبعد مكان في البطولة الآسيوية.

فراس معلا – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى