فلاش

بين الحنين والحداثة .. كيف يرى الطراطسة كورنيشهم ؟

بين الحنين والحداثة .. كيف يرى الطراطسة كورنيشهم ؟

يختلف أبناء مدينة طرطوس في توصيفهم وتفضيلهم للكورنيش البحري في المدينة، فمنهم من يفضل الكورنيش بحلته القديمة، ومنهم من يرى أن الكورنيش حاليا هو بحالة أجمل.

وأصحاب الرأي الأول بأغلبهم من قبل جيل الـ 2000، أجيال التسعينات والثمانينيات يذكرون الكورنيش القديم بكثير من الحنين، فهو بالنسبة لهم مرتبط بأيام الطفولة.

محمد لطش شاب من طرطوس من مواليد 1991، أوضح رأيه الذي يميل لتفضيل الكورنيش القديم بقوله “الكورنيش القديم مرتبط لدي بأيام الطفولة التي تطبع في الذاكرة”، مضيفا ” الجديد جميل جدا ولكن القديم ذكريات أجمل”.

وقالت ريم حسين، مواليد 1993، “الكورنيش القديم كان أجمل لأنه كان أبسط، البساطة بالنسبة لي أجمل، بينما الكورنيش الجديد جميل كتصميم، أو كفكرة، ولكن أفضل القديم”.

يذكر أن الكورنيش الجديد تم افتتاحه في 2008 في الرابع من تموز بكلفة اجمالية حينها بلغت 1.2 مليار ليرة سورية، وهو يمثل صورة لسفينة فينيقية.

والقسم الآخر من شباب طرطوس، وهو الأقلية وأغلبها من جيل النصف الثاني من التسعينيات، يفضل الكورنيش بشكله الجديد، حيث يعتبرون أنه أصبح “جد كورنيش”، بمقابل القديم الذي “لا شكل له”.

يارا هلال من طرطوس مواليد 1996، تدرس في كلية السياحة، أوضحت أن الكورنيش الحالي هو سياحيا أجمل وأرقى، حيث أصبح له شكل خلاف القديم الذي كان متروكا.

وقالت يارا “أذكر من الكورنيش القديم الشاطئ الرملي الذي كان يمتلئ بالأوساخ التي تأتي من البحر، كما أذكر السفن التي كانت “تجنح” على الشاطئ، أما حاليا فلا وجود لهكذا مناظر”.

ويمتد الكورنيش من منطقة مقابل فندق مشوار حتى نهر الغمقة عند مبنى نادي الضباط الجديد بطول حوالي 1500 متر، وعرض بحوالي 57 م ويضم خمسة ألسنة أو ما يعرف بـ “مكاسر” أطولها يمتد داخل البحر بـ 150 م، وينتشر في الطرف المقابل عدد من البيوت في الطرف الجنوبي، فيما تنتشر المقاهي والمطاعم والفنادق في الطرف الشمالي.

ويبلغ طول الشريط في مدينة طرطوس 16750 م من بداية نهر الحصين وحتى أخر نقطة في المرفأ، منها شاليهات بطول 1800 م، و 1200 م منطقة خالية، و 3000 م غير منظمة، فيما يبلغ طول المرفأ حوالي 1750 م، أما مشروع الكورنيش فهو بطول حوالي 1200 م من الجهة الشمالية، فيما يمتد الطول الاجمالي لشاطئ المحافظة بحوالي 90 كم.
مع الإشارة إلى أن الأغلبية العظمى من أهل طرطوس يتشاركون رأيا واحدا فيما يخص الكورنيش الجديد والسباحة، فالقديم كانن يمكن لأي كان أن يسبح في أي مكان يختاره نظرا لكونه شاطئا رمليا طويلا، أما الآن مع الكورنيش الجديد فأماكن السباحة تقلصت كثيرا، وحرم كثيرون من الشاطئ الرملي لحساب المنظر السياحي.

ومنذ سنوات قليلة بدأ تخديم الكورنيش يأخذ حيزا أكبر، بإقامة بعض المطاعم وبعض “الكولبات” التي تنتشر على طوله، وتم صيانة بعض المقاعد المخصصة للجلوس، علما أنه تنتشر المقاهي الشعبية على المكاسر قريبا جدا من البحر.

وبين من يعتبر القديم أجمل كونه كان شاطئا رمليا حقيقيا على عكس الحالي الذي هو عبارة عن صخور ومكاسر أبعد ما تكون عن تسمية شاطئ، وبين من يرى في الجديد مركزا سياحيا كما يجب أن يكون، يظل الكورنيش مقصدا لـ “الطراطسة” ومن النادر أن يخلو جوال أي طرطوسي من صورة لغروب الشمس على كورنيش مدينته.

علاء الخطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى