سياسة

بلسان أبناء دوما .. قصة الكيماوي في مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية

قدم عدد من أبناء مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية شهاداتهم حول ما قيل أنه اعتداء مزعوم بالسلاح الكيميائي في المدينة واتهام الجيش العربي السوري باستخدامه.

وقدمت بعثتا سوريا وروسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية 17 شاهداً من أهالي مدينة دوما بمقر المنظمة في لاهاي لإثبات أن الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما عبارة عن مسرحية مفبركة.

وخلال المؤتمر الصحفي فند أهالي مدينة دوما الادعاءات والدعاية الغربية حول مسرحية استخدام الكيميائي المزعوم في مدينتهم.

وأكد عمر دياب، والد الطفل السوري حسن دياب الذى استخدمه ارهابيو “جيش الاسلام” في فبركة فيديو الكيميائي المزعوم في دوما، أنه “لم يكن هناك أي استخدام للمواد السامة في دوما”، مضيفاً “جئت مع زوجتي وأطفالي إلى هنا لنقول كلمة الحق”.

وأوضح دياب أن “أولاده وزوجته كانوا موجودين في القبو حين سمعوا صوتاً ينادي اهربوا إلى النقطة واحد، أي المشفى، وعند خروجنا شاهدنا إطارات مشتعلة وغباراً حيث قام الإرهابيون بنقل الأطفال وبينهم طفلي حسن إلى المشفى، ومن ثم أخذوا يعرونهم من ملابسهم ويرشون عليهم الماء وكذلك رشوا الماء على زوجتي، وعند حضوري إلى المشفى لم يسمحوا لي بأخذ الأولاد”.

وقال الطفل حسن دياب، 11 عاماً، والذي ظهر في فيديو الكيميائي المزعوم، تفاصيل ما جرى معه يوم الحادث وكيف نقله الإرهابيون مع أطفال آخرين بسيارة بيضاء عبر أحد الانفاق إلى المشفى وبدؤوا يرشون عليهم الماء.

كما أكد أعضاء الكادر الطبي في مدينة دوما، من أطباء وممرضين ومسعفين، أنه لم يكن هناك أي حالات تسمم باستخدام المواد الكيميائية في دوما.

وبين طبيب الإسعاف حسان عيون إنه “في السابع من الشهر الجاري عند الساعة السابعة توافد إلى المشفى حوالي 15 إلى 20 حالة لديها أعراض تنفسية بسيطة إلى متوسطة ولدى قيامنا بالفحص السريري لهذه الحالات لم يتبين لدينا وجود أي أعراض صارخة تدل على استخدام أي سلاح غير تقليدي”.

وأضاف عيون “ولم يكن هناك أي توسع أو تضيق في الحدقات لديهم ولا يوجد علامات سحب بالأضلاع أو مفرزات قصبية غزيرة”، مبيناً أن “جميع الحالات تم تخريجها بعد عدة ساعات ولم تحصل أي حالة وفاة”.

بدوره، طبيب الجراحة ياسر عبد المجيد أوضح أن “أحد الأشخاص قدم إلى قسم العمليات في المشفى وهو يحمل طفلة عمرها حوالي سنتين ويدعي أنها تعرضت لمواد سامة أو كيميائية”، مضيفاً “أثار فضولي فقمت بفحصها فحصاً شاملاً فتبين لي عدم إصابتها بأي مواد سامة”.

كما أوضح الطبيب خليل الجيش أن “جميع الحالات التي وصلت إلى المشفى يوم الحادث المزعوم لم تظهر عليها أي أعراض عصبية أو جلدية بل أعراض تنفسية وفي هذه الأثناء ظهر رجال غرباء تابعون لما يسمى “الخوذ البيضاء”، وبدأوا برش المرضى بالماء رغم عدم وجود أي أعراض غريبة عليهم ما سبب حالة من الهلع”، موضحا أن “كل الحالات خرجت من المشفى ولم تحصل أي حالة وفاة في ذلك اليوم”.

وقال الطبيب ممتاز الحنش، اختصاص جراحة عظمية”، إنه “وفي حالة غريبة تم جلب عناصر من متطوعين غير مدربين إلى نقطة الإسعاف في المشفى قبل تصوير الفيديو المفبرك وكانوا يعملون دون التنسيق مع الكوادر الطبية ودون علمهم”، مبينا أنه “بعد ارتفاع الأصوات عن استعمال السلاح الكيميائي عمت المكان حالة من الفوضى وتم اتخاذ إجراءات طبية من قبل هؤلاء دون علم وتنسيق مع الكادر الطبي”.

وأوضح الحنش أنه “تمت مراجعة المشفى من قبل بعض الناس وبعد فحصهم لم يتبين أي علامات نوعية تدل على تعرضهم لمواد كيميائية، وكانت هناك فقط أعراض تنفسية نتيجة تعرضهم للغبار الناجم عن العمليات الحربية”.

من ناحيته، أوضح الممرض موفق النسرين أنه “مع توافد بعض الحالات التي بدا عليها أعرض اختناق من الغبار والأقبية التي لم تكن مؤهلة صحياً، دخل شخص ملثم وهو يصرخ “كيماوي.. كيماوي”، الأمر الذي بث الفوضى والذعر بين الناس”.

وأكد الممرض أحمد الساعور في شهادته أنه “لم يتم استقبال أي حالة عليها أعراض ناتجة عن حالات سمية أو مواد كيميائية”.

العامل في قسم الإسعاف بالمشفى، أحمد قشوع، ذكر أنه “كان هناك أشخاص مجهولين يقومون بتصوير قسم الإسعاف والفوضى وعملية رش المياه من الخراطيم التي كانت مخصصة لعملية تنظيف الأرض، واستمرت هذه القصة لحوالي ساعة”.

أما عبد الرحمن حجازي، من أهالي مدينة دوما، فأوضح أن عناصر ما يسمى “الخوذ البيضاء” طلبوا منه أن يقوم “برش الماء على القادمين إلى المشفى” وبقي هناك لمدة ساعتين، مؤكدا أنه “لم يكن هناك أي استخدام للمواد الكيميائية”.

وشرح سعيد دعاس، فني مخبري في مشفى دوما، كيف علت الأصوات داخل المشفى تقول “كيماوي.. كيماوي” وبعدها بدأت حالة من الفوضى ورش المياه على الناس.

وقال نائب مندوب سوريا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الدكتور غسان عبيد في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في لاهاي إن “الإحاطة التي تقدم اليوم مهمة جدا لاطلاع الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية على الحقيقة التي لا تريد الدول الغربية سماعها من أفواه الأشخاص الذين تواجدوا في دوما يوم 7 نيسان عندما زعمت هذه الدول وادعت بأن هناك حادثة استخدام أسلحة كيميائية قام بها الجيش السوري”.

وبين عبيد أن “جميع الشهادات أكدت عدم وجود حادثة استخدام أسلحة كيميائية في دوما، لكن الدول الغربية التي شنت العدوان على سوريا قاطعت هذا الاجتماع لأنها لا تريد أن تسمع الحقيقة ولا أن تواجه أقوال الشهود، وخاصة أقوال الطفل البريء الذي يتحدث بكل عفوية ويقول الحقيقة”.

وكانت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا شنت عدواناً على سوريا بأكثر من 110 صاروخاً، متذرعة باستخدام الجيش العربي السوري لأسلحة كيميائية في دوما، كما قام مندوبو هذه الدول بمقاطعة شهادات أبناء دوما التي أدلوا بها في مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى