العناوين الرئيسيةموجوعين

“بلا دف عم نرقص” .. كهرباء حمص” كل سبعة بلمعة” رغم القرارات الأخيرة

لم يُعر السكان في محافظة حمص اهتماما كبيرا لانعكاس الاعتداء الذي حصل يوم الجمعة على خط الغاز المغذي لمحطة دير علي بريف دمشق، والذي تسبب بانقطاع الكهرباء عن دمشق وعدد من المحافظات.

ومرت الحادثة مرور الكرام جراء ما يعانيه أهالي المحافظة من تقنين كهربائي سيء بشكل دائم ، فـ”خَد الحمصي تعود على اللطم” وهو الذي يشكو دائما من الظلم الذي تتعرض له المحافظة مقارنة بمحافظات أخرى.

ويقول ياسر وهو من أهالي حمص القاطنين في دمشق لتلفزيون الخبر أن” الحماصنة مافرقت معهم”، ولطالما قضوا أيامهم على ضوء “الليدات” والكاز مع تقنين خمسة بساعة، بينما تنعم بقية المحافظات كدمشق بتقنين 3ب3″.

وأضاف أحد أهالي حي الزهراء” شو بيعرفو عن التقنين”، وهل من محافظة عانت كما عانينا نحن من أيام طويلة دون كهرباء، وهل يدركون ما خسرناه ثمن أجهزة إلكترونية نتيجة الترددية التي “فحّمت” كل أغراض المنزل”.

وأردف آخر من حي باب السباع لتلفزيون الخبر” سمعت أحد المسؤولين يصرح أن الكهرباء ستقطع عن المدن الصناعية أيام العطلة، وسينعكس ذلك على المواطنين بساعات التقنين إيجابيا، “والنهفة” أن الوضع أصبح أسوأ بعد تصريحه”.

اعتداء معتاد أم ترويج للطاقة الشمسية كما حصل مع البطاريات

بينما أقر أبو مهند وهو صاحب محل طاقة شمسية بانعكاس واقع التقنين في حمص إيجابيا عليه، وأضاف” لا أنكر أنني استفدت من تراجع ساعات التغذية، حيث أبيع يوميا ألواح الطاقة مع مستلزماتها محققا ربحا جيدا”.

وبعيدا عن آثار الاعتداءات على واقع الكهرباء السيء أصلا، تثار التساؤلات بشكل دائم عن تأخر الجهات الحكومية باعتماد الطاقات المتجددة من شمسية وريحية كحل بديل عن استخدام الفيول والغاز، وهي التي أثبتت نجاعتها في كثير من دول العالم.

ويقول أحد سكان حي الأرمن لتلفزيون الخبر” بدن يبلصونا بالطاقة الشمسية”، لكن السؤال لماذا لا يعتمدون العنفات الريحية بشكل أكبر، حيث أن الجميع يعلم مدى قوة الرياح في فتحة حمص، وكنا سمعنا كثيرا عن فعاليتها في توليد الكهرباء بشكل نظيف وذو قدرة إنتاجية كبيرة”.

انعكاس التقنين على التعليم

وتخوفت أم حسين من تراجع الكهرباء مع بدء فصل الشتاء وقالت لتلفزيون الخبر” صيفا يقطعوها، شتاء يقطعوها، في الهواء والشمس والمطر والثلج، في كل ظرف مناخي يقطعوها الحجج متعددة، وكأن اسلاك الشبكة الكهربائية” ملزقة بلزيق”.

وأضافت رجاء وهي معلمة في ابتدائية بحي المهاجرين أنه” لا عتب على الطلاب في حال رسوبهم، فلا يتوفر لهم ظروف ومقومات النجاح في المدرسة التي يؤكد المعنيون أنفسهم أنها الحلقة الأهم بتشكيل إدراك وتركيز الطالب، والخوف الأكبر من “برد تشرين”.

وكان المهندس الزامل عزا في تصريح أواخر شهر حزيران زيادة عدد ساعات التقنين ” إلى النقص في مادتي الغاز والفيول، وهو ما يعود إلى “ظروف خارجية قاسية جدًا من الحصار الاقتصادي، أو قدم التجهيزات”، مضيفًا أن لموجة الحر التي تشهدها البلاد تأثيرًا سلبيًا أسهم في زيادة التقنين، بحسب تعبيره”.

قرارات “خنفشارية” ووعود في الهواء

وعلى المقلب الآخر، لم ينس المواطن في حمص آخر قرار تم إصداره من قبل معظم المكاتب التنفيذية في المحافظات حول إغلاق الفعاليات والأنشطة التجارية في الأسواق، قرار وبحسب بعض المعنيين كان الهدف منه توفير للكهرباء وانعكاسها ايجابيا أيضا على المواطن.

وعن هذا القرار، قال حيدر وهو صاحب محل جوالات في حي الارمن أن” القرار كان مجحفا وغير مدروس، فالجميع في حمص يدرك جيدا أن ذروة حركة المواطنين بعد الساعة الثامنة، واعتمادنا يتركز على هذا الوقت وحتى منتصف الليل، لاسيما مع انقطاع الكهرباء في المنازل وخروج معظم السكان للأسواق”.

وفي هذا السياق، صرح مدير شركة كهرباء حمص المهندس صالح عمران في وقت سابق لتلفزيون الخبر أن” قرار الإغلاق لم يؤت بأي نتائج إيجابية على تحسن واقع الكهرباء في المحافظة، فالأسواق تخضع لنظام التقنين الكهربائي كحال المنازل السكنية”.

وكان عدد من المعنيين قدموا عدة مبررات حول صدور قرار الاغلاق، كان منها هدف “توفير الطاقة وتوجيهها إلى المنازل” و”تنظيم الدوام”.

وفي السياق نفسه، يوجه السؤال عن استهلاك الكهرباء الكبير للمدينة الصناعية بحسياء ومعمل السماد، وانعكاس ذلك سلبا على الكميات الواردة إلى المحافظة، دون إيجاد حل بديل لتأمين ما يلزمها دون الاعتماد على الشبكة الكهربائية، حيث أن المدينة الصناعية تستهلك 35 ميغا وحدها، بحسب مديرها الدكتور بسام منصور.

“تطنيش” طاقة الرياح المشهود بقوتها في حمص

يشار إلى أن المدير التنفيذي لشركة wdrvm للطاقات البديلة والصناعات الثقيلة ربيع الياس بيّن في وقت سابق لتلفزيون الخبر أن” فتحة حمص تمتلك طاقة ريحية هائلة، وتخسر سوريا تريليونات الدولارات سنويا لعدم الاستثمار بها”.

وأوضح أن العنفتين المركبتين في ريف حمص الغربي تكفيان لإنارة ما بين 7000_10000 منزل، ما يثير التساؤلات عن تجاهل المعنيين بقطاع الكهرباء لهذا الحل.

تجاهل مقصود حسب بعض المواطنين، تزامنا مع ترويج لاعتماد فكرة الطاقة الشمسية عوضا عنها لـ”تمرير صفقات اقتصادية” لبعض التجار، مع العيوب الكثيرة مقابل التكلفة عالية والمساحة المكانية الكبيرة مقابل إنتاجية ضعيفة نسبيا، بحسب المختصين.

يذكر أن معظم المحافظات السورية تعيش وضعا كهربائيا يماثل محافظة حمص، وحديث السكان فيها يندرج بشكل كبير على باقي المحافظات، التي لا ينافسها سوءا إلا محافظة حلب التي تعتمد بشكل كبيرا على ” الامبيرات” مع غياب كهرباء الدولة منذ بداية الأزمة.

عمار ابراهيم _تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى