موجوعين

بقرار رسمي .. قلعة حلب “حزينة” وتتشح بالسواد

قام عناصر إطفاء حلب بإحراق الأعشاب الموجودة في سفح قلعة حلب من أجل التخلص منها ومنع اشتعالها بشكل مفاجئ، ما يمكن أن يتسبب بخطورة على القلعة، ليتشح بعد ذلك سفح القلعة بالسواد، الأمر الذي قوبل باالانتقاد من قبل معظم أهالي حلب والمهتمين بالآثار بشكل خاص.

وجاء “القرار الرسمي” لإحراق سفح قلعة حلب من قبل محافظة حلب، بعد اندلاع العديد من الحرائق في الأحراج والأعشاب بشكل كبير في المدينة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، حيث تخطى عدد الحرائق في الأحراج والأعشاب خلال السبعة أيام الماضية “80 حريقاً”.

وأشرف عناصر فوج إطفاء حلب على عملية إحراق الأعشاب المنتشرة في سفح القلعة وإخمادها قبل وصوله إلى سور القلعة، إلا أن الطريقة التي تمت بها معالجة الموضوع تعرضت لانتقادات شديدة من قبل الأهالي والمهتمين بالآثار، خصوصاً بعد أن رأوا فجأةً السواد يحاصر القلعة.

وبحسب رأي أحد الأشخاص الذي تحدث لتلفزيون الخبر قائلاً: “لا أحد يمانع حماية القلعة والتخلص من الأعشاب الموجودة، لكن إحراق السفح بالطريقة هذه أمر خاطئ، وكان من الممكن اتخاذ اجراءات أخرى كقص تلك الأعشاب عوضاً عن حرقها”، مستذكراً أن “أثناء الحرب لم تشهد القلعة هذا السواد الذي حل بها الآن”.

وشدد مواطن آخر على الرأي السابق بأن “الطريقة الأمثل كانت يجب أن تكون بإزالة الأعشاب عبر قصها، وهذا الأمر ليس مستحيلاً، وخصوصاً أننا رأينا مبادرات عديدة قامت بتنظيف سفح ومحيط القلعة سابقاً”.

ورأى المواطن أن “إهمال المعنيين لانتشار الأعشاب حول القلعة هو ما جعلهم يضطرون للجوء إلى الحل الأسرع، وهو الحرق، لكن لو أن تلك الأعشاب كانت تقص أول بأول، لما اضطررنا لمشاهدة هكذا مظهر”.

ولم تقتصر انتقادات حرق محيط القلعة على المظهر فقط، بل هناك اعتبارات أخرى تتعلق بالحجر الأثري للقلعة الذي تعرض للضرر بشكل ما.

وحول ذلك شرح الباحث والمختص بالآثار المحامي علاء السيد لتلفزيون الخبر أنه “لا شك ان من قام بعملية الاحراق بقرار من لجنة رسمية هم اشخاص حسنو النية وبذلوا جهداً كبيراً في محاولة منهم للسيطرة على حريق محتمل غير محمود العواقب”.

وأردف السيد “ما حصل أن عملية الإحراق لم تشمل السفح الترابي الكلسي فقط، الذي لا يتأثر كثيراً بعملية الحرق، بل كان التأثير الأكبر يصيب الأحجار الكلسية التي يزيد عمرها على الألف عام ويؤدي إلى فقدانها صلابتها، وغالباً ما يؤدي الى تفتتها بسبب تعرضها لارتفاع درجات الحرارة”.

وبين السيد أن “كمية كبيرة من هذه الأحجار متساقطة من المكانيين اللذين تعرض فيهما سور القلعة الخارجي للتفجير خلال الحرب، وسقطت هذه الآحجار على السفح ولم يتم جمعها لاعادة ترميم السور”.

وتابع “بعد عملية إحراق الأعشاب تعرضت هذه الحجارة للنيران، وأعتقد أنها فقدت صلابتها وأصبح لونها أسود، علماً أن الاحجار المحروقة لا يمكن تنظيفها بالماء، وبالتالي أصبح من المستحيل اعادة الترميم للسور الخارجي بذات الاحجار، مما يعد خسارة كبيرة”.

وأشار السيد إلى أن “أحجار السفح التي تم إحراق العشب النامي فيها تعرضت لضرر وتشويه لوني بالغ وأصبحت أحجاراً سوداء، وكما قلت فإن الماء لا ينظف هذا السواد ويحتاج الامر لمواد كيماوية او للجلي بالصاروخ، مما يعتبر خرقاً لميثاق “فينيسيا” للترميم ويشكل مخالفة ترميمية غير مقبولة”.

يذكر أن إحراق سفح القلعة كان أمراً معمولاً به قبل سنوات الحرب، إلا أن الانتقادات كانت تطاله أيضاً حينها، وتوقف العمل به قبل بدء الحرب أيضاً لخطورته، ليعود الاجراء من جديد هذه السنة، علماً أن المطالبات حالياً من الأهالي هي “عدم تكرار هذه العملية والبحث عن طريقة أنسب لحل الموضوع”.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى