العناوين الرئيسيةفلاش

بعد 3 سنوات على التحرير.. “أمبيرات” حلب ما زالت موجودة لعدم ثقة الأهالي بالكهرباء

يلاحظ أنه ومنذ تحرير مدينة حلب نهاية عام 2016 وبدء تحسن وضع التيار الكهربائي منذ نهاية عام 2018، عدم تخلي أحد من أهالي المدينة عن اشتراكه في مولدات “الأمبيرات” التي كانت تعتبر الوسيلة الأساسية خلال سنوات الحرب للحصول على الكهرباء.

ورغم التحسن الواضح في وضع التيار الكهربائي عام 2019، إلا أن أهالي حلب القاطنين بالمناطق التي توجد فيها تغذية كهربائية، ما زالوا غير واثقين ببقاء الوضع الكهربائي على تحسنه، الأمر الذي دفعهم لعدم التخلي عن “الأمبيرات”، حتى لو كان تشغيلها يقتصر على ساعة واحدة أو حتى ينعدم في بعض الأحيان.

وظهرت صحة مخاوف أهالي مدينة حلب مع بداية دخول فصل الشتاء، لتتحول كهرباء حلب من حالة لا تقنين (في ذروة التحسن) إلى حالة التقنين بـ 3 ساعات قطع مقابل 3 تشغيل.

ويُجبَر جميع أهالي مدينة حلب على تحمل استغلال أصحاب مولدات “الأمبيرات” وأسعارهم المرتفعة، في حين أن المعاناة الأكبر تكون لسكان الأحياء المحررة التي لم يصل لها الدور بعد ضمن آلية شركة كهرباء حلب في تزويد تلك الأحياء بالأكبال والمحولات الكهربائية.

وتتبع الشركة منذ منتصف العام الحالي آلية معينة في تزويد أحياء حلب المحررة بالتيار الكهربائي، تقوم على إيصال التغذية بالتتابع للأحياء التي لا يوجد فيها شبكة على الإطلاق، من الأحياء القريبة منه التي توجد فيها، أو في جزء قريب منها، كهرباء.

أما عن أسعار “الأمبيرات” في أحياء حلب المحررة التي لم تصلها الكهرباء بعد، فوصلت لـ 2500-2700 ليرة سورية، لقاء 10 ساعات تشغيل كحد أقصى (في حال التزام صاحب الأمبير)، علماً أن هذا الاستغلال يحدث في ظل غياب عمل الجهات الرقابية المسؤولة عن هذا الأمر واختفائها كاملاً حتى.

وعن حجة أصحاب “الأمبيرات”، فهي “عدم توفر مادة المازوت بالسعر المدعوم وشراء المادة من السوق السوداء بأسعار مرتفعة”، ويجب هنا استذكار أن محافظة حلب خلال سنوات الحرب حددت نظام أسعار وأوقات لتشغيل مولدات الأمبيرات، مع تزويد أصحاب تلك المولدات بالمازوت المدعوم.

وبعد تحرير أحياء مدينة حلب، وانتشار مولدات “الأمبيرات” فيها، كان من المقرر إعادة تطبيق النظام المعتمد المذكور سابقاً على أصحاب المولدات في تلك الأحياء، إلا أن لا شيء من هذا القبيل حدث، بل على العكس، انتقل عدم التزام أصحاب “الأمبيرات” بالأسعار والأوقات إلى الأحياء الواقعة بالجهة الغربية من المدينة حتى، التي يوجد فيها كهرباء.

وظهور تجارة “الأمبيرات” في المدينة كانت بدايتها الرسمية بعد توقف عمل المحطة الحرارية في حلب، نتيجة الأضرار التي تعرضت لها بسبب سيطرة تنظيم “داعش” عليها وقطعهم الكهرباء عن المدينة بشكل كامل.

وقبل سيطرة “داعش” على المحطة، لم يكن الوضع بالأحسن، حيث كان “الدواعش” يقطعون الغاز اللازم لعمل المحطة بين الحين والآخر، الأمر الذي أبقى حلب حينها لأشهر طويلة دون كهرباء.

وبعد تحرير المحطة الحرارية وطرد “داعش” منها، تبين وجود أضرار كبيرة فيها منعت عودتها للعمل، لتقبع حلب دون كهرباء حتى تأمين خط بديل لها من حماة عبر طريق خناصر، كان البداية في مشوار عودة التيار الكهربائي للمدينة.

وعاشت مدينة حلب سنوات كاملة خلال الحرب معتمدةً على شرائط “الليدات” والبطاريات وألواح الطاقة الشمسية التي كانت تستخدم لإضاءة شوارعها وساحاتها المظلمة.

يذكر أن اللافت هذا العام بحلب هو عدد الوفيات الذي سجّل بسبب مولدات الأمبيرات، نتيجة التعرض للصعق من الأكبال الممدودة بشكل غير صحيح حول الأعمدة وفي الشوارع، حيث بلغ العدد 14 شخصاً، معظمهم أطفال وشباب يافعين.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى