موجوعين

بعد عام .. الرصاص الطائش يقتل أستاذ الرسم “فادي فاضل” و زوجته توجه رسالة إلى السوريين

توفي أستاذ الرسم فادي فاضل (43عام) وترك عائلته وأطفاله وطلابه وألوانه بعد معركة امتدت لأكثر من عام مع طلقة طائشة سكنت جسده، فحوّلت طريق المعلم من المدرسة إلى المستشفى ثم إلى خلاصه الأبدي .

ورحل فادي فاضل يوم الجمعة الماضية في مستشفى تشرين باللاذقية إثر مضاعفات الإصابة برصاصة سببت له شللا نصفيا في البداية، ثم أدت إلى عشرات العمليات وكمية ليست قليلة من الأدوية ومثلها من الآلام .

وتقول زوجته السيدة ريم لتلفزيون الخبر إن: ” الحادثة تعود إلى يوم الثلاثاء 5/9/2017 وهو يوم تعادل منتخب سوريا مع إيران وتحديدا عند الساعة 9.30 مساء وبعد انتهاء إطلاق النار احتفالا بالتعادل، ذهب فادي إلى مشروع الزين لشراء بعض الأغراض، وفجأة خرجت رشقة جديدة من الرصاص في الهواء.

وأضافت ريم: ” إحدى الرصاصات سقطت على رأسه وسكنت في دماغه وأدت إلى حدوث شلل تصالبي (نصفي) وتوقفت الحركة في رجله ويده وأتلفت الساحة البصرية في دماغه فأصبح يرى في المركز فقط”.

وتابعت:” بقي 20 يوما على المنفسة ثم شهرين في قسم العصبية مع معالجة فيزيائية يوميا لمدة عدة ساعات صباحا فتحسن في الفترة الأولى، وتمكن من المشي وتأقلم جسده مع الرصاصة التي لم تتحرك، لكن بعد فترة حصل توسع بطينات مترافق مع استسقاء منعه من الحركة مجددا بسبب تأثير السائل الدماغي على الحبل الشوكي”.
وأردفت زوجة فادي” تم تركيب جهاز لسحب السائل الدماغي لكنه زاد من المعاناة وأدى إلى مضاعفات وفي الشهر السادس من عام 2018 غاب فادي عن الوعي، وأدخل إلى العناية المركزة بسبب التهاب سحايا واختلاطات في الرئتين”.

وأكدت “: بالنهاية اقترح الطبيب عملية لسحب الطلقة رغم أن نسبة النجاح ضئيلة فوقّعت على تعهد بموافقتي على العملية رغم الخطورة العالية جدا على حياته وفعلا أزيلت الطلقة قبل شهرين”.

وأضافت السيدة ريم :” تأملنا خيرا مع إزالة الرصاصة لكنه لم يتحسن بل زادت المضاعفات مع وجود وذمة في الدماغ واختلاجات حتى قال الطبيب: أدعو له”.

وقالت:” فادي كان يداري نفسه ويحسب خطواته لكنه خسر حياته بسبب طيش البعض وترك زوجه غير موظفه وطفلين وأب سبعيني، وحتى في المدرسة خصموا من راتبه ومن إجازاته في فترة انقطاعه”.

وطالبت السيدة ريم بمحاسبة مطلقي النار في الأفراح والأتراح مؤكدة أنها عندما سُئلت إذا ما كانت تريد رفع دعوى قالت:” أريد رفع دعوى على الدولة”.

وتابعت:” أصبحت عندما أسمع صوت رصاص أشعر بالتوتر، فنحن نخسر حياتنا بسبب طيش ومزاج المنفلتين ومن لا يقدر ولا يعرف قيمة السلاح وقيمة الذخيرة فيطلقونها في الفرح والحزن والنجاح والمزاح “.

وفاة فادي دفعت زوجته ريم لتوجيه رسالة عبر تلفزيون الخبر إلى “كل مطلقي النار في كل المناسبات ليفكروا لحظة قبل إطلاق كل رصاصة فرح أو حزن لأنها قد تكون السبب في إزهاق روح إنسان بريء وقتل فرحة أسرته وأطفاله إلى الأبد.”

كيان جمعه – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى