العناوين الرئيسيةفلاش

بعد حادثة تسرب الفيول.. أثار تلوث البحر بالنفط على البيئة البحرية 

قال استاذ علم الاسماك والبيئة البحرية في جامعة تشرين الدكتور أديب سعد، لتلفزيون الخبر إنه ” فور انتشار بقعة الزيت النفطي من أي مصدر كان، تحدث الأمور كارثية، بالبداية، تتبخر منها الأجزاء الطيارة بنسبة 10%، إذا كان النفط من النوع الثقيل، وبنسبة 70% إذا كان من النوع الخفيف”.

وأضاف “تحمل الرياح هذه الأبخرة إلى مناطق بعيدة، لتلوث أجواء السواحل والشواطئ، وتلحق الضرر بالإنسان والحيوان والنبات”.

وتاع “أما الباقي من البقعة يختلط جزء منه بالماء، فيكوِّن مستحلباً تعلق به رقائق من الزيت، يمتص المستحلب العناصر الثقيلة، مثل الرصاص والزئبق وغيرها الناجمة عن ملوثات أخرى، فيزيد من سُمّيتها”.

وذكر الدكتور سعد أنه مع مرور الوقت، يختلط المستحلب بالمياه تحت السطحية، فتتلوث الأعماق، ويلحق ضرر مباشر بالأحياء البحرية، مثل الطحالب والمستعمرات المرجانية والإسفنجية وغيرها من القشريات والرخويات، وتتخرب الموائل البحرية.

وأضاف “يتحول ما تبقى من البقعة النفطية إلى كرات القار نتيجة أكسدتها، وتصل إلى الأعماق على شكل رواسب، وبعضها يلتصق بصخور الشواطئ والرمال بتأثير الأمواج والتيارات البحرية، التي تزيد من تفاقم ضرر هذه الملوثات، بالإضافة لدرجة حرارة الجو والماء”.

بدوره، قال الدكتور أديب سعد، الذي يشغل منصب رئيس الجمعية السورية لحماية البيئة المائية، لتلفزيون الخبر: هناك وسائل عديدة لإزالة البقع النفطية ومعالجتها، والمشكلة الكبرى هي في معالجة البقع الكبيرة من النفط.

وتابع “أحد وسائل المعالجة هي رش البقع بأنواع خاصة من البكتريا، والهدف من ذلك تحلّل البقعة إلى جزيئات هيدروكربونية، كي تتحول هذه إلى جزيئات أصغر سهلة الذوبان في الماء”.

وأضاف “هذه الوسيلة فضلاً عن أنها شديدة البطء، فإنها تتطلب شروطاً خاصة ملائمة من حرارة وأجواء مناخية، فوجود رياح وأنواء وتيارات بحرية سطحية يعطل فعل هذه الوسيلة”.

وأكمل أن من بين طرق المعالجة هي إحراق طبقة الزيت، وهي وسيلة غير فاعلة، إذ إنها تحتاج إلى أحوال جوية ملائمة، أهمها عدم هبوب الرياح، وعدم حراك التيارات البحرية السطحية ، لأن مياه البحر تبرد الطبقة الطافية في حال وجود أمواج، فتمنع اشتعالها.

ورأى أن استخدام وسيلة الحرق يتسبب في خلق ملوثات هباب النفط، التي تلوث الهواء وتلحق ضرراً بالكائنات البرية.

و يعتبر استخدام أنواع خاصة من المنظفات الصناعية إحدى طرق المعالجة، الأمر الذي شرحه الدكتور سعد بالقول “تعمل على نشر بقعة زيت النفط على مساحات واسعة، وتحولها إلى مستحلب ثابت، وبالنتيجة تختفي البقعة، إلا أن هذه الطريقة تتطلب كميات كبيرة من المنظفات تزيد على كمية الزيت”.

وأضاف الدكتور سعد ” يمكن استخدام حواجز طافية مطاطية، وهي تصلح لإزالة البقع النفطية المستحلبة، تقوم الحواجز بحصرها في مكان محدد، ليصار بعدها إلى شفطها وإزالتها”.

ونوه بأن طريقة المعالجة عبر إغراق الزيت عن طريق إضافة مساحيق خاصة كثيفة إلى بقعة النفط، مثل الرمال الناعمة تزيد من كثافتها، ويتم ترسب الزيت إلى القاع، لكن هذه الوسيلة لها محظوراتها، فترسيب البقعة ينقل الضرر إلى القاع وما يحويه من موائل وطحالب وأحياء بحرية.

يذكر انه تم تدشين المركز البيئي البحري في بانياس، على الساحل السوري، لزورق مكافحة التلوث النفطي في العام 2005، وكانت مهمته معالجة الحالات الطارئة للانسكابات الزيتية في مصبي بانياس وطرطوس.

وتم تجهيز الزورق بحواجز مطاطية بطول 750 متراً، وبشفاط للبقع الزيتية، وخزانات لرش مذيبات، ومشتتات لهذه البقع، كما أنه مجهز بخزانات سعة 30 طناً.

يذكر أن تسرباً لمادة الفيول وقع في محطة بانياس الحرارية بسبب اهتراء أحد الخزانات، وفق تصريحات القائمين على المحطة، ما أدى إلى وصول الفيول إلى شواطئ جبلة وشواطئ أخرى في محيط المحطة.

شذى يوسف-تلفزيون الخبر-اللاذقية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى