موجوعين

بعد البسكويت .. “القداحات” بديل جديد عن الـ 50 ليرة و”سرافيس” حلب تتحول إلى دكاكين

دخلت “القداحات” على خط حلول مشكلة “الفراطة” التي اخترعها المواطن كبديل عن غياب عملة الـ 50 ليرة سورية التي أصبحت شبه معدومة في الأسواق، ورقياً وحتى معدنيا، ليقوم بعض سائقي “السرافيس” في مدينة حلب بإرجاع “قداحة” للراكب بدل “الفراطة”.

ويرى سائقو السرافيس أن “القداحة حالياً هي الخيار ذو الفائدة الأكبر للمواطن”، بدلاً من البسكويت “الذي من الممكن أن يذوب صيفاً، فالقداحة يمكن الاستفادة حتى من ضوءها لغير المدخنين”.

وأصبحت “الفراطة” المعتمدة في مدينة حلب بوسائل النقل كافةً هي “البسكويت أو العلكة” بقيمة الـ 50 ليرة سورية المختفية، التي حتى وإن وجدت تكون مهترئة، كما اعتادت لصقات الجروح أن تكون هي “فراطة” الصيدليات.

ويسخر بعض المواطنين من مشكلة الـ 50 ليرة التي طالت مدتها بالقول أن “سائق السرفيس سيصل بيوم ما لفتح “دكانة” داخل سيارته، ويصبح إرجاع الفراطة بحسب الطلب بين بسكويت أو مصاصة للطفل أو علكة أو قداحة أو قصاصة أظافر مثلاً!”.

والاختفاء شبه التام للخمسين ليرة في الأسواق هو ليس للعملة الورقية فقط، بل للمعدنية التي أطلقت مع بداية العام، إلا أنها ما زالت غائبة في مدينة حلب، فمن النادر جداً أن تراها، حتى أن بعض المواطنين لم تصل لهم حتى الآن.

ويعد سائقو السرافيس وركابهم أكثر الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الخمسين ليرة، إلا أن هذا الأمر لا ينفي تعمد بعض السائقين للتحجج بهذه المشكلة من أجل عدم ارجاع “الفراطة” للراكب.

وبحسب آراء بعض المواطنين فإن “الخمسين ليرة واختفاءها تكون حجة لبعض السائقين، فهم لا يعيدون المبلغ ولا يعطون الراكب أي شيئ مقابلها، ففي الوقت الذي تجد فيه بعض السائقين يعتمدون “القداحة” كبديل، فالبعض الآخر لا يقوم بإرجاع شيئ بالأصل”.

وأضاف مواطن آخر أن: “السائق إن أراد تأمين الخمسين ليرة فهو بامكانه، عبر العملات النقدية الأخرى التي توجد بمحلات كثيرة، أغلبها محلات القهوة، تتجمع فيها “فراطة حديد” من فئة 25، يمكن للسائق أن يصرف منها”.

ورأت الآراء أن “هناك حالة عامة سببها تململ المواطن من موضوع الخمسين ليرة، في كافة الأعمال، ليس فقط في وسائل النقل، فمعظم المواطنين عندما يكون باقي له 50 ليرة، يتركها لدى البائع”.

وتابعت الآراء: “المواطن يترك الخمسين بمعظم الأحيان لعلمه أنه في حال أخذها فهي ستكون مهترئة بشكل كبير ومن الممكن أن لا يقبلها غيره”.

ومن المؤكد أن هذا التخلي عن الخمسين يؤدي لربح زائد لدى البائع يتراكم رويداً رويداً، والحال نفسه بالنسبة لسائقي وسائل النقل.

يذكر أن مصرف سوريا المركزي كان صرف هذا العام عدة مرات، مبالغ مالية كتعويضات عن العملة المهترئة المقدمة من قبل المواطنين، إلا أن تلك الإجراءات لم تحل مشكلة الـ 50 ليرة المهترءة والمفقودة، ومازالت بازدياد.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى