موجوعين

بعد أن بلغت من العمر “لوعات” .. وفاة والدة الأسير السوري صدقي المقت

قالها عميد الأسرى صدقي المقت، ذات عيد أم بانتظار ربيع لقائه بأمه: “سبعة وعشرون عاماً وأنت تجوبين البلاد طولاً وعرضاً صيفاً وشتاءً ليلا نهاراً، تطوين بين أضلاعك حباً لا يعرف الحدود، وهموم وطن لا تحتملها الجبال، تكتمين كل أوجاعك وتأتين لزيارتي بابتسامه كانت وحدها كفيلة بان تنتشلني من قاع البئر و تعيد لي حريتي”.

لتفارقه تلك الحرية بوفاة آخر ما تبقى له من أوصالها، والدته، التي توفيت الجمعة 22 آذار، عن عمر يناهز ثمانين عاماً، عاشتهم الأم مع حكايات السجن والسجان منذ اعتقال أبنائها بشر وصدقي الأخير.

هذا فيما عدا سنوات الألم و الشتات وتفريق العدو “الاسرائيلي” لشمل الأم عن ذويها وأبنائها الذين حُفِرت أسماؤهم على جدران سجون الاحتلال التي حفظت الراحلة أسماءها ومواقعها، وهي التي أنجبت مناضلين ماخانوا يوماً عهدها ولا عهد وطنهم.

تمسكت والدة الأسرى بالصمود والإرادة، كما تمسكت بزيارة أبنائها ودعمهم وتشجيعهم، حتى وافتها المنيه بينما غاب ولدها عميد الأسرى المناضل صدقي المقت عن عينها، وبين الحرقة والمرارة ولوعة الغياب وعمرها الذي بلغت منه مابلغت في مقارعة قضبان السجان وفي يوم عيد الأم توفيت والدة البطل.

وكانت عبّرت الأم الراحلة محمودة علي المقت، ابنة قرية امتان في محافظة السويداء، مؤخراً، عن فخرها واعتزازها بالمناضل صدقي الذي تربى وعاش على حب الوطن والدفاع عن قضية الجولان.

وبكلمات تخنقها لوعة الأم على ابنها قالت الأم، آنذاك، وبعد مضي 33 عاماً على أسر ابنها، لوكالة “سانا”: “الاحتلال عدو ظالم لا يعرف الرحمة ولا يحترم القوانين التي تحفظ كرامة الإنسان، لقد حرمني العدو من مشاهدة صدقي منذ إصدار الحكم عليه قبل خمس سنوات”.

وأضافت حينها “سلطات الاحتلال تعمدت وضع البطل صدقي في سجن النقب جنوب فلسطين المحتلة حتى لا أتمكن من زيارته ورؤيته بسبب تقدمي بالسن”، لافتة إلى أن “هذا يدخل في نطاق العقاب النفسي الذي تتعمد ما تسمى إدارة السجون الصهيونية ممارسته بحق الأسرى وأهاليهم”.

وأشارت والدة المناضل صدقي إلى أن “سلطات الاحتلال اعتقلت جميع أفراد عائلتها ومنهم ابنها الأسير المحرر بشر المقت بعد سجنه لسنوات”، مبينة أن “ما تسمى المحكمة العسكرية الصهيونية تمارس سياسة الاستدعاء الدوري للتحقيق مع ابنتها نهال المقت التي تم تأجيل محاكمتها إلى شهر تموز القادم”.

وتساءلت الأم، في ذاك الحديث، عن دور المنظمات والمؤسسات الحقوقية العالمية التي تدعي دفاعها عن حقوق الإنسان بهذا الخصوص، قائلة: “أين دورها في إطلاق سراح البطل صدقي وكيف لسلطات احتلال باطل أن تحرم الأم والأب المتقدمين في العمر من زيارة ورؤية ابنهما الأسير”.

رحلت الأم تاركة وراءها بطلاً لازال يتحدى السجن والسجان وحجز الحرية، غير آبهٍ بقرارات العدو الحاقدة وأحكامه الجائرة، التي كان منها الحكم الأخير الجائر بالسجن 11 عاماً ، رحلت الأم تاركة أرضاً محتلة وقرارات هوجاء بسحبها وضمها وتهويدها … لكن التراب الذي ضم جسد هذه الأم سيبقى سورياً مادام للجولان المحتل “مقته” وأمثاله.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى