كاسة شاي

بعد أن أصبحت تكلف ربع الراتب.. صينية البطاطا تمد لسانها للعائلة السورية

3 كيلو بطاطا، وكيلو بندورة، وفروج متوسط الحجم، وبصلتين وسنتين ثوم، مع ملح وعصرة ليمون، وربطة خبز، هذه ليست اليوم مجرد صينية بطاطا، لعائلة سورية مكونة من خمسة أشخاص، كانت فيما مضى أكلة رئيسية وبسيطة لعدد كبير من العائلات السورية ، بل مشروع كامل كلفته تصل إلى ربع الراتب .

وتحتاج صينية البطاطا الشهيرة لتحضيرها الآن إلى نحو ٨٠٠٠ آلاف ليرة، أي ما يعادل ربع راتب الموظف الحكومي، من٤٠٠ ليرة إلى ٨٠٠٠ آلاف، أضعاف كثيرة زادت على كاهل المواطن الذي يفكر بتحضير صينية البطاطا، وأضحت تدخل في الميزانية الشهرية، و ما تستطيع الأسرة تأمينه خلال الشهر، وكم مرة تستطيع ذلك.

وطال الارتفاع مكونات هذه الأكلة الشعبية، وارتفع سعر كيلو البطاطا خلال سنوات الحرب نحو 10 أضعاف، حيث كان يباع الكيلو في العام 2010 بين 25 ليرة إلى 35 ليرة، وأصبح الآن الكيلو بـ 500 ليرة، وكذلك البندورة التي ارتفع سعرها إلى 350 ليرة، بعدما كانت تباع بـ 50 ليرة قبل سنوات الحرب.

وتحتاج صينية البطاطا إلى الفروج، الذي كان يباع قبل سنوات الحرب بـ 125 ليرة للكيلو والآن أصبح بـ 1200 ليرة، وبدأ سعر الثوم بالارتفاع تدريجياً ليصل إلى 1200 ليرة للكيلو الواحد في بداية العام 2017.

واحتل الليمون الحامض المرتبة رقم واحد بالارتفاع كنوع من أنواع الحمضيات، حيث بلغ سعر الكيلو الواحد 400 ليرة، ولم تسلم أيضاً ربطة الخبر من الارتفاع، و بلغ سعرها 50 ليرة بعد أن كانت العائلة تشتري حاجتها من الخبز الطازج الساخن من الفرن بـ 10 ليرات.

وازدادت الفجوة خلال سنوات الحرب بين الارتفاع الكبير للمواد الغذائية، ودخل المواطن الذي بقي ثابت دون أن يحقق ارتفاعات تذكر، أو يستطيع تغطية غلاء تكاليف المعيشة، وإن حقق بعض الارتفاعات التي لم تتجاوز 25%، ولم ترق إلى مستوى الأسعار.

وإجراء عملية حسابية بسيطة، تظهر الفرق بين الأسعار والدخل، حيث أن متوسط دخل المواطن 35 ألف ليرة، أي أن العائلة المكونة من أم وأب عاملين، تتقاضى 70 ألف ليرة شهرياً.

وفي حال فكرت بتحضير صينية البطاطا مرتين في الشهر تحتاج إلى ١٦ الف ليرة، أي ما يعادل خمس راتب العائلة بأكملها.

والكثير من الناش يشبّه صينية البطاطا الشعبية الآن بالمناسف و لحم الغنم والسمك أيام زمان، حيث كانت معظم العائلات تجري عمليات حسابية عند شراء لحم الغنم وقتها، أو السمك لارتفاع أسعار هذه المواد عن البطاطا أو البندورة أو الفروج.

ومع سنوات الحرب دخلت صينية البطاطا إلى قائمة الأكلات المدللة، التي تهدد بكسر الميزانية في حال تكرار تحضيرها أكثر من مرة في الشهر.

وتندرج صينية البطاطا مع العديد من الأكلات التي ارتفعت أسعارها فـ المحاشي والمقلوبة والشاكرية وغيرها، لم تعد أكلات سهلة التحضير كما السابق، وجميعها تحتاج إلى نحو 4000 إلى 5000 آلاف ليرة، أي أن الراتب يكفى لغذاء العائلة في العشرة أيام الأولى من الشهر فقط، وباقي الشهر على الله.

وتستمر الحكومة بتقديم الأرقام والخطط الكفيلة بتخفيض الأسعار أو تثبيتها، وبعضهم يتحدث عن المواطن المعجزة الذي مازال مستمراً بالحياة براتب 35 ألف ليرة، بينما يحتاج مع عائلته إلى نحو 200 ألف ليرة شهرياً.

سها كامل – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى