محليات

“بردى” على أعتاب “عملية تجميل” مُكلفة .. هل يلفظ “قليط” أنفاسه؟

قررت وزارة الإدارة المحلية تخصيص مبلغ 14 مليار ليرة لمعالجة تلوث نهر بردى، الذي يعرف في بعض مناطق دمشق بنهر “قليط” نظراً للأوساخ والروائح الكريهة التي تنبعث منه.

وكشف وزير الإدارة المحلية حسين مخلوف إنه “تم الوصول الى قرار لمعالجة تلوث نهر بردى بشكل كامل، بقيمة إجمالية تتجاوز 14 مليار ليرة”، موضحاً، بحسب صحيفة رسمية، أن “المشروع سيبدأ من منبع نهر بردى وحتى المصب”.

وأضاف مخلوف أنه ” تم تخصيص محطتي معالجة جمرايا والهامة، إضافة الى محطة الزبداني وإنشاء شبكات صرف صحي، وأصبحت الخطة الخاصة بذلك برنامج عمل للوزارات المعنية”.

وأشار وزير الإدارة المحلية إلى أن “الوزارة أعدت الانظمة الوطنية التي تعنى بتصنيف وادارة نفايات الرعاية الصحية والنفايات الصناعية الخطرة المتولدة عن النشاطات الصناعية والخدمية”.‏

و كان الوزير مخلوف عقد اجتماعاً في مبنى الوزارة بحضور وزير المالية ومحافظي دمشق وريفه، وتم الوصول الى قرار لمعالجة تلوث نهر بردى بشكل كامل بدءاً من المنبع وحتى المصب.

وكانت محافظة دمشق قامت بإكساء نهر بردى في العام 2005، بالحجر و البيتون المسلح، في محاولة لإعادة الأسيقة _التي تسببت برائحة كريهة_ للنهر عن المجرى.

و أقامت المحافظة حينها مجارٍ جانبية لتلك الأسيقة، حيث عارض عدد كبير من المهندسين المختصين بالجيولوجيا و جهات بيئية هذا المشروع و اعتبروه محاولة لقتل النهر من خلال عزله عبر البيتون المسلح عن مجاله الحيوي الطبيعي.

ويعد نهر بردى أحد أبرز رموز دمشق التاريخية، و لكنه تحوّل إلى ما يشبه المجرور الممتلئ بالأوساخ والروائح الكريهة على ضفافه في مناطق عدة في العاصمة دمشق، ما دفع أهالي دمشق لتسميته بنهر “قليط”.

ويتذكر كثير من الدمشقيين نهر بردى حتى بداية السبعينيات، حين كانت مياهه تفيض في مواسم الأمطار وذوبان الثلوج، و كانوا يتنزهون على جوانبه بقية أيام السنة، فيما يُسمى “السيران”، الذي يُعد تقليداً ثابتاً لدى العائلات الشامية.

وحسب الدراسات الرسمية التي أجريت أواخر عام 2013 من قبل وزارة البيئة ، التي اعتمدت على عينات مأخوذة من مياه النهر، فإن منسوبه منخفض، حتى تحول إلى ساقية مليئة بالأوساخ الصلبة الواضحة للعيان، و تطفو بعض المواد الصلبة على سطح المياه وتظهر فيها الطحالب.

وينبع نهر بردى من نبع غزير جنوبي بلدة الزبداني شمال غرب دمشق، ويسير متعرجاً بضعة كيلومترات حتى مزرعة التكية، إذ يدخل في وادٍ عميق شديد الانحدار يعرف باسم وادي بردى.

ويتكون وادي بردى من نحو 13 بلدة ومصيفاً، هي سوق وادي بردى، برهلية، كفر العواميد، الحسينية، كفير الزيت، دير مقرن، عين الفيجة، بسيمة، جديدة الشيباني، الهامة و دمر، و عين الخضراء، التي تكثر فيها المنتزهات والفنادق والمقاهي.

ثم يدخل نهر بردى منطقة الربوة بجانب سكة القطار وطريق المصايف، ليدخل إلى دمشق مخترقاً المدينة وصولاً إلى الغوطة المحيطة بالمدينة .

 تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى