كاسة شاي

اليبرق أو السفرجلية .. غداء عيد الأضحى في سيدة المدن

تستعد مدينة حلب التي يطلق عليها تسمية “المدينة التي لاتنام”، لأول أيام عيد الأضحى المبارك، من خلال االمنازل التي “تُعزّل” والأبنية التي “تُشطف” أدراجها، و”حمام العيد”، وتكون بدايته بالأطفال بعد انتهاء “التعزيلة” ونهايته بالكبار فجر أول يوم من أيام العيد، بعد انتهاء تقديم “الأضاحي”.

وكعادة مدينة حلب، فإن “يوم الوقفة” هو اليوم الذي تبقى فيه كافة أسواق حلب مفتوحة، ما يلزم منها وما لا يلزم، مع تجهيز أصحاب محلات “القصابة” وبيع اللحوم لخواريف العيد من أجل صباح اليوم التالي.

وكما لمدينة حلب عادتها الخاصة في أول يوم عيد الفطر وهو “فطور العيد” الذي يبدأ الساعة الثالثة فجراً، يوجد لعيد الأضحى أيضاً طقس خاص به لدى الحلبية، وهو “طبخة أول يوم عيد”.

والعادة المتعارف عليها في مدينة حلب هو أن وجبة الغداء في أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك يجب أن تكون من “الأضحية” التي يقدمها الأهالي.

وكما في كل عيد، فإن تجهيزات “الطبخة” تبدأ بيوم “الوقفة”، وتبقى بالانتظار لا توضع على النار إلا حين وصول قطعة من “الأضحية” في أول يوم من أيام العيد.

وهذه العادة، وعلى الرغم من قدمها، إلا أنه يمكن القول إنها تراجعت خلال السنوات السابقة، بسبب الظروف المعيشية التي لا تمكّن الجميع من تحمل تكاليف الأضاحي أو تكاليف غداء العيد، لكنها لم تتوقف بشكل نهائي.

وما حافظ على عادة “غداء أضحية العيد”، كون أن شرط لحمة الأضحية هي إما أن تكون من أضحية العائلة نفسها، أو تكون من أضحية الجيران، حيث أن الأهالي يتبادلون قطع من أضاحيهم فيما بينهم، ومنه فإن “لحمة الأضحية” تصل حتى لمن ليس لديه القدرة على شراء خاروف والتضحية به.

وفي مدينة “الطرب والكبب” يكون لليوم الأول لعيد الأضحى قانوناً خاصاً يلتزم به معظم الأهالي، فبعد صلاة العيد وزيارة المقابر، تبدأ عملية ذبح الأضاحي مباشرةً، منذ الصباح الباكر، وتنتهي بعد توزيع الأضاحي على المحتاجين والجيران عصراً.

ومن العادات المعروفة لدى عوائل حلب أيضاً أن أفرادها لا يقومون بذبح خواريف الأضاحي كلٌ بمفرده، بل يجتمعون بامتداد أفرع العائلة وكبرها، ويتفقون على “قصاب” معين أو مكان معين، (كانت قبل الحرب المزارع)، لجمع كافة الخواريف وذبحها سويةً.

وكلما كان العدد أكبر كلما زاد عدد الخواريف، لتتحول ببعض الأحيان عملية تقديم الأضاحي لـ “حفلة” كبيرة، ترى فيها العشرات من أطفال العائلة يقومون بقطع أجزاء صغيرة من اللحم وشويها على النار مباشرةً لأكلها.

ومن بعض العادات أيضاً، التي لا يتفق الجميع عليها، جعل الفتية من أعمار 15 لـ 18 عام يقومونم بذبح واحد من الخواريف، بمساعدة القصاب، ولا أحد يعلم من أين أتت هذه العادة، وكما ذكرنا لا يتفق الجميع عليها، إلا أنها تبقى تقليداً.

وبالعودة لطبخة العيد التي تنتظر جزءاً من الأضحية، فهي بأغلب الأحيان تكون محصورة بين أفضل خيارين لهذه الحالة، وهما “اليبرق” أو “السفرجلية”.

وبالطبع فإن عملية ذبح الأضاحي بأول يوم العيد ليست قانوناً ثابتاً، بل هناك بعض الأشخاص الذين يفضلون الذبح بالأيام الثلاثة التالية، إلا أن العدد الأكبر يكون في أول يوم العيد.

يذكر أن أضاحي العيد هذا العام، بلغ سعر الكيلو الواحد منها 2200 ليرة سورية، أي أن الخاروف وزن 50 كيلو، يبلغ سعره 110 آلاف ليرة سورية، وهذا السعر يعد مرتفعاً مقارنةً مع عيد الأضحى العام الفائت، الذي كان فيه السعر حوالي 95 ألف ليرة سورية.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى