العناوين الرئيسيةكاسة شاي

السوريون يستقبلون رمضان بسفرة “بيضاء” خجولة

تستقبل العائلات السورية شهر رمضان بخجل، فالعين بصيرة واليد قصيرة، فرمضان الذي يأبى السوريون أن يبدأ بأولى أيامه بدون أن يستقبلوه بالأبيض، والأكلات الذي يدخل اللبن فيها بشكل واضح، أملاً أن تكون الأيام التالية بيضاء كلونه.

لكن أسعار المواد الغذائية، وانقطاع الغاز لفترات طويلة عن العائلات السورية، وضعتها بخانة “اليك”، فالأسعار ارتفعت بشكل كبير مقارنةََ بأسعارها برمضان الفائت.

تقول السيدة “راميا” وهي ربة منزل، عائلتها مكونة من خمسة أشخاص، لتلفزيون الخبر: “نستقبل أول يوم في رمضان بالشيشبرك، ليدخل رمضان عبياض”.

وتتابع “نحتاج كعائلة لنصف كيلو غرام من اللحمة الحمراء بسعر 18 ألف ليرة سورية، وأكثر من نصف كيلو طحين، وحوالي كأسين أو ثلاثة زيت نباتي والليتر سعره 16 ألف ليرة، ناهيك عن الغاز ، الذي وصل سعره إلى نحو ٩٠ الف ليرة للجرة”.

وتضيف” تحتاج الطبخة إلى كيلو رز بسعر 2500 ليرة، وبذلك يكون إفطار أول يوم رمضاني بفاتورة 35 ألف ليرة سورية، وهو ثلث المرتب الشهري”.

ويعود سبب تسمية “الشيشبرك” بهذا الإسم للحقبة العثمانية، فهي تركية الأصل وتعني “عجينة مقفولة”، أو “شيش درك” أي “قبعة العسكر”.

السيدة “أم حسام” اختارت طبخة الكوسا بلبن الأمر الذي سيكلفها ثمن اللبن واللحوم والكوسا وغيرها، تقول “بيفرجها الله، هاد رمضان، كل سنة بيزورنا مرة، وبدنا نغنجو ونغنج حالنا فيه”.

أما لأبو غسان، الذي يملك بسطة صغيرة في سوق الخضرة، فقد عانى في اليوم الأول من الطلب الزائ على الألبان الأمر الذي دفعه البحث مطولا، يقول: “البطل بأول يوم رمضان هو من يستطيع أن يحصل على كيلو لبن، فاللبن انقطع “الله وكيلكن” فجأة، وأم غسان بدها كيلتين لبن

بدورها تقول” نورا” وهي مدرّسة اختارت أن تطبخ” الشاكرية”: “استبدلنا اللحوم الحمراء بلحم الدجاج، فسعر الكيلو يصل لـ 18 ألف ليرة سورية، كما أن كيلو الفروج بيشبع العيلة، ونضيف كيلو اللبن ونصف كيلو بصل يابس، وطبق الأرز، فتحضير الوجبة يلزم حوالي 28 ألف ليرة”.

ويعود تاريخ “الشاكرية” إلى مئات السنين، حسب رواية قديمة تفيد بأن أماً كان لديها ابن يدعى” شاكر” أحب اللحم مع اللبن المطبوخ، واستمر بطلبه من أمه، فأسمتها شاكرية.

وفي رواية أخرى، تفيد بأن تسمية الشاكرية جاءت من “شكر النعمة”، كونها من الأكلات الفاخرة والمكلفة مادياً، فلا يمكن للإنسان المتوسط الحال أن يحضرها في منزله باستمرار، بل في فترات متباعدة حتى لا ترهق مصروفه ‏الشهري.

وأمام الأسعار غير المعقولة مقارنة بالأجر والرواتب، يبدو استقبال رمضان بسفرة بيضاء أمراً مرهقاً يفوق قدرة الكثير من السوريين الذين يتمنون أن تكون الأيام القادمة بيضاء وأن يستطيعوا حينها تحضير وجبات بيضاء.

شذى يوسف – تلفزيون الخبر – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى