ميداني

“النصرة” تعلن الحرب على الجميع .. هذا ما يحدث في الشمال ؟

 

تتواتر وتتسارع الأحداث في الشمال السوري والتنظيمات المتشددة “فاتت ببعضها”، اشتباكات من العيار الثقيل من المتوقع حصولها بعد مقدمات مهدت الطريق أمام وضع “جبهة النصرة” لنفسها في مواجهة بقية التنظيمات.

ما يحصل في الشمال هو أشبه بإعلان حرب من “جبهة النصرة” على بقية التنظيمات التي على شاكلتها، والسبب المعلن هو الأخبار التي “همس” بها أحد ما في أذن الجولاني عن نية التنظيمات الغدر بجبهته وقتالها، فعمد لحرب استباقية و “تغدي فيهون قبل ما يتعشوا فيه”.

الهمسات والشائعات التي وصلت للجولاني أتت قبل وأثناء عقد مؤتمر استانا، الذي أعلنت عدة فصائل عن عزمها حضوره، فيما رفضت تنظيمات أخرى المؤتمر بالمطلق، وانفردت حركة “أحرار الشام” باعلانها عدم الحضور ولكنها قالت أنها لن تخون من يحضر، وذلك كرمى لعيون “النصرة” التي لم تصدق النيات الطيبة وغدرت بـ “الاحرار الإسلاميين”.

وشنت “جبهة النصرة” هجوما واسعا هو الأضخم من نوعه ضد التنظيمات العاملة في كل من أرياف حلب وادلب واللاذقية، واستولت على مقرات واعتقلت أفراد من كل التنظيمات أهمها حركة “أحرار الشام”، وتنظيم “جيش المجاهدين” الذي أعلن انضمامه وانضوائه تحت راية الحركة عله ينجو برأسه.

وفي أول رد فعل قوي ومباشر من حركة “أحرار الشام” أعلن رئيس المكتب السياسي والعلاقات الخارجية لبيب النحاس أن “النصرة” الآن أمام مفترق طرق، فإما أن توقف هجومها وتنضم لـ “ الثورة “ أو تصبح “داعش صغيرة”، حسب وصفه.

وأضاف النحاس في تغريدات له يوم الثلاثاء على “تويتر”، أن “أي اعتداء وبغي على الفصائل “الثورية المجاهدة “، هو تنفيذ سافر لأجندات خارجية وخدمة لأعداء “الثورة “ وإشباع لأطماع شخصية”.

وأوضح النحاس، الذي يحسب على جناح “المعتدلين” في الحركة، أنه “منذ أن ورطت النصرة الساحة الشامية ببيعتها للقاعدة، والثورة تدفع ثمنًا غاليًا، وفي نفس الوقت تحاول إنقاذ النصرة”

مضيفا أن “الفصائل الثورية التي تتهمها فتح الشام بالعمالة والردة، وتبغي عليها هي من دافعت عنها في المحافل الدولية واللقاءات المغلقة”، معتبرًا أن “الخيار الأسهل للفصائل معاملتها بالمثل والتخلي عنها سياسيًا، ولكنهم (الفصائل) غلبوا عقيدة الولاء والبراء وأخوّة الثورة والأرض”.

ودعا النحاس “جبهة النصرة” بألا تسمح لأصحاب النفوس المريضة، والأجندات المشبوهة أن يحولوا عناصرها إلى قطاع طرق، مخيرا إياهم بين “العودة إلى المشاريع المنهجية الضيقة” وبين “رحابة الإسلام وثورة أهله”.

كما أعلنت حركة “أحرار الشام الإسلامية” أنها ستقوم بمشاركة التنظيمات الأخرى بالنزول كـ”قوات فصل لمنع الاقتتال بين التنظيمات المتشددة و”جبهة النصرة”، مضيفة في بيان لها يوم الثلاثاء 24 كانون الثاني، إنها نشرت حواجز وقوات، لمنع أي أرتال لـ “جبهة فتح الشام” أو غيرها تتوجه لـ “قتال المسلمين والبغي عليهم”.

ودعت الحركة في بيانها إلى الاحتكام لـ “شرع الله” وتحكيم الشريعة الاسلامية لحل النزاع القائم، متهمة “النصرة” بأنها ” خالفت شرع الله، واستهانت في دماء عباده المعصومة، والاعتداء على المسلمين بغير حق ولا بينة، وتفريق المؤمنين، وإذهاب ريحهم وشوكتهم وآذية المستضعفين من أهل الشام في ديارهم وأموالهم”.

ومن جهتها، أصدرت عدة تنظيمات متشددة مقاتلة في ريف حلب بيانا نأت فيه بنفسها عن القتال والصراع الدائر في الشمال بين “جبهة النصرة” والتنظيمات الأخرى، مبينة أنها خارج الاقتتال الحاصل بين الأطراف العسكرية، وأنها تلتزم بالحياد، والامتناع عن مؤازرة أي فصيل من الفصائل، موضحة عدم قبولها مرور الأرتال العسكرية المتجهة إلى مناطق الاقتتال من الأراضي الخاضعة لسيطرتها.

بالمقابل، أعلن القائد العام لتنظيم “صقور الشام” أحمد الشيخ أنه دعا إلى “النفير العام” في مواجهة “جبهة النصرة”، مخاطبا من أسماهم “حملة السلاح ورواد الملاحم”، داعيا إياهم إلى حمل السلاح قائلا “اليوم يوم المفاصلة مع هذه الشرذمة المارقة”.

وأضاف أبو عيسى الشيخ في تغريدات على “تويتر” أنه “لا عذر لمتخاذل ولا رجولة لمتثاقل إلى الأرض، مردفا “لا نجونا ولا نجت الثورة إن نجت هذه العصابة فمن لم يغضب اليوم فلا غضب له”، متهما “النصرة بالغدر والخيانة “دافعنا عنهم في المحافل فآثروا الغدر والختر والطعن في الظهر، كما اصطففنا معهم وشددنا أزرهم فاصطفوا مع المجوس وأنقضوا ظهرنا”.

وعلى إثر عمليات “النصرة” أعلن المدعو علي العرجاني، وهو أحد أبرز قادة “جبهة النصرة”، انشقاقه عن الجبهة على خلفية الاقتتال مع التنظيمات المتشددة في مناطق الشمال، في ظل دعوات للتظاهر وحمل السلاح في وجه “النصرة” في بعض المناطق كالأتارب والقرى القريبة في ريف حلب.

يذكر أن “جبهة النصرة” كانت أعلنت مساء الاثنين هجوما هو الأوسع والأضخم في تاريخ الصراعات بين التنظيمات في سوريا، وهاجمت “النصرة” مقرات تابعة لعدة تنظيمات منها “جيش المجاهدين” و “الجبهة الشامية” في أرياف كل من حلب وادلب واللاذقية.

ميدانيا، قال ناشطون معارضون أن أرتال “جبهة النصرة” وصلت إلى مدينة كفرنبل في ريف ادلب في محاولة لاقتحامها، وهي التي تشهد اشتباكات تقودها “النصرة” ضد التنظيمات المتشددة المنتشرة في كفرنبل، وعلى رأسها حركة “أحرار الشام”.

وكانت “جبهة النصرة” سيطرت على مقرات لـ “الجبهة الشامية” في ريف حلب الغربي منها عندان وحريتان، وياقد العدس وكفر حمرة، كما هاجمت نقاطًا لفصيل “فيلق الشام” في المنطقة.

وهاجمت “النصرة” مقرات “جيش المجاهدين” في بلدة كفرناها ومنطقة القاسمية في ريف حلب الغربي، ونقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا تفيد بسيطرة “النصرة” على خان العسل، فيما بقيت مقرات “جيش المجاهدين ” في منطقة الراشدين قرب حلب بيده”، فيما سيطرت “النصرة” على مقرات “جيش المجاهدين” في ريف اللاذقية، وتحاصر بلدة معرشورين حيث يوجد مقر لـهم .

علاء الخطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى