ميداني

“النصرة” تسيطر على سجن إدلب.. و”التنظيمات” تستجير ب”أحرار الشام”

سيطرت “جبهة النصرة” على سجن إدلب المركزي الواقع غرب المدينة، بعد مواجهات بدأتها عصر يوم الأربعاء، رافضةً تسليم إدارته لـ “جيش الفتح” الذي يسيطر على المدينة، فيما شهدت إدلب إنضمام عدة تنظيمات متشددة لحركة “أحرار الشام” خوفاً من بطش “النصرة”.

وبحسب صحيفة “معارضة”، ونقلاً عن أحد إداريي السجن، الذي أكد أن “النصرة” حالياً هي من يدير السجن، الذي يضم حوالي الـ 400 سجين، ولم توضح “النصرة” حتى اللحظة سبب هجومها لاوسيطرتها على السجن.

وأعلنت عدة تنظيمات متشددة مقاتلة في الشمال انضمامها واندماجها مع حركة “أحرار الشام” في وجه الهجوم الأوسع الذي تقوم به “جبهة النصرة” حالياً، ومن التنظيمات المنضمة، “جيش الإسلام – قطاع إدلب”، و”ألوية صقور الشام”، و”كتائب ثوار الشام”، و”الجبهة الشامية – قطاع حلب الغربي”، و”جيش المجاهدين”، و”تجمع فاستقم كما أمرت”، و”لواء المقداد بن عمرو” الذي كان يقاتل في داريا، وغيرها من التنظيمات.

وكان علي العمر الملقب بـ “أبو عمار” قائد حركة “أحرار الشام الإسلامية” أعلن يوم الاربعاء 25 كانون الثاني “النفير العام” لمقاتلي تنظيمه لمواجهة الاقتتال في الشمال السوري، بين التنظيمات المتشددة و”جبهة النصرة”.

وأضاف أبو عمار في تسجيل صوتي نقلته صحيفة “معارضة”، أن مقاتلي “أحرار الشام” سيوقفون “الاقتتال” مهما كلف ذلك من ثمن، ولو كان بالقوة، مشيراً إلى أن “تنظيمه لن يقبل بالأخطاء السابقة، واستئصال الفصائل “المعارضة” من قبل “جبهة النصرة”، بمبررات كالتخوين وغيرها”.

فيما كانت أصدرت “جبهة النصرة” أو بمسماها الجديد “جبهة فتح الشام” بياناً بينت فيه أسبابها في الهجوم على بقية التنظيمات، مبينةً “أنها لن تعيد سيناريو حلب والجبهة الجنوبية”.

وأضافت “النصرة” في بيانها الذي تداولته المواقع الالكترونية، أنه على الرغم من قبولها كل الشروط التي وضعت عليها للتوحد وتنازلها عن “حقوقها الذاتية وإمارة التجمع المنشود”، إلا أن الفتاوى بتكفيرها استمرت.

وتابع بيان “النصرة”: “انطلقت الأقلام والفتاوى بتحريم الاندماج معنا وأنه “انتحار” وكان دافعهم (المقصود بقية التنظيمات) الحفاظ على قنوات الدعم والاستجابة لتهديدات وضغوط الداعمين، ثم تطاول البعض إلى أن طلبوا منا حل جماعتنا والتخلي عن أفرادنا ومقراتنا”.

وفي اعلان غير مسبوق قالت “النصرة” في بيانها أنه “من دون مزاودة على أحد ومن باب تبيان الواقع، ما تمثله جبهة “فتح الشام” على كافة الصعد عسكرياً وقضائياً وخدمياً تشكل ثلثي الطاقة العسكرية في الهجوم والدفاع”.

وأعلنت “جبهة النصرة” في بيانها صراحة السبب وراء هجومها الأخير وهو “إرغام الفصائل على حضور مؤتمر استانا برعاية من أسمته “المحتل الروسي”، وانخفاض سقف المفاوضات من اسقاط النظام إلى مفاوضات لوقف اطلاق النار وادخال المساعدات الانسانية”.

وتابع البيان عن سبب الهجوم “وشاركت الفصائل في تمرير ذلك المؤتمر الذي نص بيانه على إقامة دولة ديموقراطية، واتفاق مشترك لقتال جبهة “فتح الشام” وعزلها”، وأضاف البيان “ثم جرت المساومة علينا وعقد الاتفاقيات لقتالنا فضلاً عن كشف ظهورنا للتحالف الدولي”.

وأكدت “النصرة” في بيانها أنها لا تكفر التنظيمات التي تقاتلها في الشمال لا جندا ولا قيادات، ولكن كان لزاما عليها “افشال المؤامرات والتصدي لها قبل وقوعها”، مبينة أنها “أوصت جنودها بالحرص الشديد على عدم إراقة الدماء وحرمتها وأن الهدف هو إجهاض المشروع لا القتل والقتال”.

وتوعدت “النصرة” في بيانها كل من “يفاوض على مالا يملك” مثل هذه النتيجة، التي اعتبرتها “الجبهة” نتيجة طبيعية لمساعي مكاتبه السياسية في الخارج، مضيفاً في خطابها لمن أسمتهم “الخارج” : “إن من تحاولون أن تشتروا منهم تضحيات “ثورة” أهل الشام لا يملكونها”.

وكانت نقلت صحيفة خليجية عن مصادرها أن أحد بنود مؤتمر استانا يقضي بتثبيت فوري لوقف إطلاق النار بين التنظيمات المتشددة والدولة السورية، وتثبيت مواقع نفوذ القوى حالياً، مع السماح بالتقدم على حساب مناطق نفوذ تنظيمي “جبهة النصرة” و “داعش”.

من جهته، قال عضو وفد “المعارضة” في محادثات أستانا أسامة أبو زيد، أنه لا علاقة للمؤتمر بالاقتتال بين “جبهة النصرة” وبقية التنظيمات “المعارضة” في الشمال.

وأوضح أبو زيد لصحيفة “معارضة” أن “تحرشات “جبهة النصرة” بدأت منذ زمن طويل، من خلال تفكيك أكثر من 14 فصيلًا”، مضيفا “واليوم النصرة تحاول استعمال مؤتمر أستانا حجة”.

وأفتى ما يسمى بـ “المجلس الاسلامي السوري” بوجوب مقاتلة “جبهة النصرة” وردها عن “بغيها”، معتبراً إياها ” بغاة صائلون معتدون، استحلوا الدماء والحرمات”.

وأضاف المجلس في بيان له أن “قتالهم (المقصود النصرة) شرعي مبرر، ومن سيتردد فسيكون ضحيتهم المقبلة، ولا يعذر أحد شرعًا بنكوصه عن قتالهم تذرعًا بورع بارد”،مطالبا بعدم إيقاف القتال حتى استئصالهم أو توبتهم ورجوعهم عن بغيهم وإعلانهم حلّ أنفسهم.

وحذر المجلس في فتواه من الانضمام لـ “جبهة النصرة”، وأفتى بحرمة الانتماء إليها، ووصف من ينضم إليها بأنه “قاتل نفس هو في النار، ومن يقتلونه ممن يتصدى لهم شهيد بإذن الله”، داعيا إلى تركها وعدم اتباعها معتبرا الباقين “باغين مفسدين في الأرض”.

كما طالب “المجلس الاسلامي السوري” في بيانه “الشعب” بالنزول للشوارع والتظاهر ضد “جبهة النصرة” ومحاصرة مقراتها وقطع الطرق على مقاتليها، كما طالب الهيئات والمؤسسات الدينية بمنعهم من نشر “فكرهم الضال واعتلائهم المنابر التي يستغلونها لنشر ثقافة الغلو والبغي والفتنة وشرعنة التغلب”.

ونقلت مواقع الكترونية معارضة عن المدعو عبد السلام عبد المتحدث باسم “نور الدين الزنكي” وقوف الحركة على الحياد معلنا ” وقفنا على الحياد، ونحن من الثورة والجيش الحر وساحات الوغى تشهد، لم نكن الا مع الاصلاح بين “فتح الشام” و”جيش المجاهدين”.

إلى ذلك وميدانياً، تشهد المعارك حالياً هدوءاً متقطعاً بعد أن امتدت وتوسعت سابقا الهجمات والاشتباكات بين “جبهة النصرة” وبقية التنظيمات المتشددة في الشمال، خصوصا في ريف ادلب ووصلت لمعرة النعمان جنوب ادلب.

وذكرت مواقع الكترونية “معارضة” قيام عدة تنظيمات بينها “فيلق الشام”، و”أحرار الشام”، و”صقور الشام” بالهجوم على مقرات “جبهة النصرة” على أطراف مدينة معرة النعمان، وكانت “النصرة” سيطرت على مقار لتنظيمات “جيش المجاهدين” و “الجبهة الشامية” في ريف معرة النعمان، التي قام “جيش الاسلام” بأسر عدد من مقاتلي “النصرة” فيها.

وكانت تواصلت الاشتباكات العنيفة بين “جبهة النصرة” في مناطق جبل الزاوية وقرب مدينة اريحا، مع استمرار “النصرة” في محاولة اقتحام كفرنبل دون جدوى وقصفها بالهاون للمنطقة ما أدى، بحسب ناشطين معارضين، إلى سقوط ضحايا مدنيين.

وفي جنوب ادلب أيضا، سيطر تنظيما “صقور الشام” و”أحرار الشام” على بلدتي دير سنبل وشنان واقتحموا أحد مقرات “النصرة” في احسم بجبل الزاوية بعد اشتباكات عنيفة مع “جبهة النصرة”، مع ورود أخبار تفيد بأن “النصرة” اعتقلت عدداً من العناصر التابعة لتنظيم “جيش ادلب الحر” على الرغم من إعلانه الحياد في الصراع الدائر حالياً.

وفي شمال ادلب في منطقة رأس الحصن كانت اندلعت اشتباكات بين “جيش الاسلام” الذي يحاول اقتحامها وبين قوات من “جبهة النصرة” متمركزة في المنطقة، كما سيطرت “النصرة” على السيطرة على مقار تابعة لتنظيم “جند الله” في سرمدا.

وأفاد ناشطون أن “النصرة” سيطرت على بلدة الحلزون التابعة لـ “جيش المجاهدين” بعد توقيع اتفاق بين الطرفين، كما أفاد الناشطون عن اندماج “لواء أهل الشام” مع حركة “أحرار الشام” في البلدة، كما نقل الناشطون عن قيام “النصرة” بقصف بلدة بابسقا التابعة لـ “جيش الاسلام” في شمال ادلب.

وكان اللافت أعلان تنظيم “جند الأقصى” مساندته لـ “جبهة النصرة” وارساله لعناصر للقتال بجانبه في بلدات شمال ادلب، على الرغم من إصدار “النصرة” بيانا في وقت سابق من هذا الأسبوع أعلنت فيه فك ارتباطها بـ “جند الأقصى” لعدم التزامه بالبيعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى