كاسة شاي

“الموبايل” نعمة تطورت إلى “نقمة العصر”

دخل “الموبايل” الحياة ليلبي حاجة التواصل والاتصال بين البشر، وبدأ كوسيلة للاتصال الصوتي، وتطور لينقل الصورة مع الصوت، وأخيراً تفوق على الحاسوب ليصبح صلة وصل سهلة الحمل بين الشعوب والثقافات وليبني عالماً افتراضياً جعل من الكرة الأرضية بيت صغير وبدأ بالتعدي على العالم الحقيقي.

وقالت المختصة بالإرشاد النفسي كلودا رجب لتلفزيون الخبر” أن للموبايل أثار سلبية عديدة على سلوك الناس وبشكل خاص المراهقين، ومنها الانعزال عن المجتمع المحيط بسبب الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي والاكتفاء بمتابعة الحياة عبر الشاشة مما يؤدي في كثير من الحالات إلى الإصابة بالاكتئاب الذي بدوره سينعكس سلباً على الصحة الجسدية”.

وأضافت رجب ” الضرر أيضاً سينعكس على التحصيل العلمي للطلاب الذين يتراجع مستواهم بشكل ملفت بسبب صرفهم لجل وقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي دون هدف أو فائدة، ناهيك عن انتهاك الخصوصية والابتزاز الذي من الممكن أن يتعرض له المراهق خلال غوصه فيها”.

وقال ليث الحموي (17عاماً) لتلفزيون الخبر ” الفيسبوك وسيلة تواصل مهمة، ولكنني عندما أجبرت على التخلي عن موبايلي الشخصي شعرت براحة نفسية أكبر وأصبح لدي الوقت الكافي لأقوم بمهام مؤجلة أو ممارسة هواية ما أو حتى النوم بشكل أفضل، ولكن في بعض الأوقات شعرت بالوحدة لأنه كان صلة الوصل الوحيدة بيني وبين أصدقائي”.

وتابع ليث قائلاً “أحب الحركة كثيراً والموبايل يجعل مني ساكناً معظم اليوم، وخلال انقطاع الكهرباء أو شبكة الأنترنت أعمل على ممارسة الرياضة أو هوايتي في صناعة أشغال يدوية”.

فيما قالت حنين سمية (16عاماً) لتلفزيون الخبر ” عندما أفصل الأنترنت عن الموبايل أقراً روايات أو كتب الكترونية ذات مواضيع مختلفة، أما في حالة عدم وجود الموبايل فأقوم بكتابة بعض الخواطر أو زيارة خالاتي أو الاهتمام بأناقة البيت وتزيينه”.

وأشارت رجب إلى “خطورة امتلاك الأطفال لحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تفتقر للرقابة الفعالة وينشر فيها مواضيع مختلفة لا تناسب الأطفال كالعنف والجنس، الأمر الذي سيؤدي إلى توجيه طاقاتهم نحو أفعال سلبية وبالتالي صناعة أجيال مشوهة السلوك”.

وعن الحلول تحدثت رجب لتقول: “دمج التكنولوجيا بالتعليم وسيلة فعالة لتحويل الادمان من سلبي إلى ايجابي ومحدود، والتوجيه بشكل رئيسي يجب أن يكون من خلال المدارس والجامعات بحيث يتم شغل المراهقين والشباب بالبحث عن مواضيع علمية أو أدبية”.

وتابعت رجب “وإعطاء الطلاب ضمن المنهاج المدرسي مواد جديدة قادرة على توعيتهم وتحديد وتشذيب سلوكهم على الأنترنت بشكل عام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص سيشكل خطوة فعالة نحو الحل”.

يذكر أن “للموبايل” الذي اخترعه المهندس الأميركي مارتن كوبر عام 1954 أثار سلبية على الصحة الجسدية بشكل مباشر أيضاً، فهو يقلل القدرة على التركيز ويسبب العديد من الأمراض منها العينية والعصبية والقلبية.

سامر ميهوب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى