تعليم

المناهج التعليمية الجديدة … الطالب هو الخاسر الوحيد

أثارت المناهج الجديدة التي تعمل وزارة التربية على طرحها بشكل مستمر، جدلاً كبيراً داخل قطاع التعليم في سوريا، وفي حين وجدها بعض المدرسين صعبة ومعقدة، بقي الطالب هو الخاسر الوحيد من هذه التغيرات.

وقال والد أحد الطلبة في الصف السادس الإبتدائي في اللاذقية لتلفزيون الخبر “إن المعلمين والمعلمات ليس لديهم القدرة على تعليم وتدريس المنهاج الجديد لمادة الرياضيات في الصف السادس الإبتدائي، ويظهر هذا من تحصيل ابنه الدراسي الضعيف في مادة الرياضيات”.

وأضاف “أنه في كل مرة يعود ابنه دون أن يكون حاصلاً على المعلومة الجديدة من الدرس الجديد، وخاصة الدروس المتعلقة بالكسور والجذر التربيعي والأشكال الهندسية”.

بدورها قالت معلمة صف سادس ابتدائي في اللاذقية “إن المنهاج الجديد ليس معقداً، ولكنه يحتاج إلى أسلوب جديد يجب على الأستاذ امتلاكه، وهذا الأسلوب لا يعتمد على طريقة التلقين التي اعتدنا عليها في مدارسنا”.

وأضافت “دخلت مع عدد من الزملاء في الورشات التدريبة التي نظمتها وزارة التربية لتأهيل المعلم ليستطيع تدريس المنهاج الجديد للطلبة، وجاء اسمي ضمن الأسماء التي اختارها المدير لتدخل التدريب”.

وتابعت “إلا أنني فوجئت بعدم جدية هذه الدورات من قبل الموجه الذي يعطيها، واقتصارها على أفكار بسيطة ووقت قليل، بينما يٌهدر باقي الوقت بالأحاديث الجانبية والعائلية والمشاكل اليومية، ولذلك لم استمر بالحضور، ودورة اللغة العربية فقط كانت أفضل دورة من حيث المعلومات التي قدمها الموجهون للأساتذة الجدد”.

و على الرغم من كل ما تحويه المناهج الجديدة من إيجابيات وسلبيات، إلا أن الطالب بقي يتحمل انعكاساتها، ورفض المدرسين لتغيير طريقتهم في التحضير و اتباع أسلوب جديد يواكب متطلبات التعليم الجديدة.

وعملت وزارة التربية على طرح المناهج التعليمية الجديدة وركزت عليها، من حيث دور المعلم الذي لا يقتصر على التعليم وإنما على التربية والتوجيه وتعزيز الفكر الإيجابي وحب العمل والابداع والإبتكار.

واختلفت آراء المدرسين والمدرسات حول المناهج الحديثة، إلا أنهم اتفقوا بالمجمل أنها جيدة، لكنها لا تتناسب مع الواقع التعليمي لمدارسنا، وبالأخص للكوادر القديمة الذين لم يتمكنوا من التماشي مع الأساليب الحديثة في التدريس والتعليم، لعدم استيعابهم لها وعدم رغبتهم في التعلم والتغيير.

ويعتبر منهاج اللغة العربية هو الأهم والأشمل، واعتمدت الوزارة من خلال مناهج اللغة العربية الجديدة على التحليل والتركيب والتقويم وتنمية التفكير الإبداعي عند الطالب، إلا أن الطالب لم يعتد هذه الطريقة في التعليم، كما ان الأستاذ أيضاً يجد صعوبة في التخليّ عن دفتره المحلول الذي يرافقه كمرجع له.

وتظهر الأسئلة الامتحانية الفرق بين المناهج الجديدة وعدم قدرة الأساتذة على استيعابها، حيث بقي نمط الأسئلة القديم كما هو، ولم يرتق لمستوى المناهج الجديدة التي ابتعدت عن الأسلوب التقليدي وعن التلقين والحفظ والتذكر، وفقاً لما أكده أستاذ لغة عربية لتلفزيون الخبر.

وكانت وزارة التربية أجرت دورات تدريبية على كيفية التعامل مع المناهج المطورة بهدف تمكين المعلم، والمدرس، والمدرس المساعد، والموجه الاختصاصي، من التعامل مع المناهج المطورة، لكن العديد ممن اتبعوا تلك الدورات رأوا أن فترتها الزمنية لم تكن كافية، ولم تحقق الهدف منها لاعتمادها الأسلوب النظري.

و افتقرت المناهج القديمة إلى التعلم الذاتي والعمل الجماعي وتحمل المسؤولية واكتساب مهارات اتخاذ القرار، وحل المشكلات، وطريقة المحتوى التعليمي في الكتاب المدرسي، أيضاً افتقرت إلى الأنشطة والتدريبات، بينما ركزت المناهج الجديدة على تطبق هذه المعارف و تنمية المهارات العقلية.

وأمام التحديات الكبيرة التي تواجة قطاع التعليم في سوريا، ربما كانت الخطوة التي اتبعتها الوزارة دليلاً على وجود فجوة كبيرة في طريقة التعليم وضرورة تغييره ومواكبته للأنماط الجديدة، في حين بقيت طريقة التنفيذ تحتاج إلى المزيد من الخطوات كي يستفيد الطالب والأستاذ معاً.

سهى كامل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى