العناوين الرئيسيةكاسة شاي

المنافسة تشتعل بين ورشات “فتح البلاليع” في شوارع طرطوس

على طول الطريق الواصل بين حمص وطرطوس، وصولاً إلى داخل مدينة طرطوس وأحيائها، تتوزع عبارة ” أبو فلان لفتح البلاليع وشفط الجور الفنية”، إلى جانب رقم الهاتف، على كل حائط اسمنتي تقريباً، وأبو فلان هنا باتت تضم قائمة طويلة من أصحاب هذه الورشات يتكاثرون يوماً بعد يوم، وبطريقة مثيرة للاستغراب والسخرية بآنٍ واحد.

فالعبارة التي توحي بأن المحافظة، ريفاً ومدينة، تعاني من مشكلة حقيقية بالصرف الصحي، ستصادفك كل حوالي 100م، على الجدران الإسمنتية بمختلف أشكالها، سواء كانت سواتر أو حوائط استنادية، أو فوق الجسر وتحته، وطبعاً على واجهات الكثير من الأبنية.

باختصار في كل زاوية وحيّ ما لايقل عن 5 جدران تحمل العبارة بخط عريض، تولى “الرجل البخاخ” أمر وضع هذا الإعلان، ويتضح من رداءة الخط أن كاتبها، ليس خطاطاً أو عاملاً في مهنة فنية.

وبين أبو راشد وأبو رباح وأبو فهد وآخرون ، ولا نعلم لماذا ليس لهذه الورشات اسم محدد سوى لقب صاحبها، فلدى المواطن خيارات عديدة كيف ما أدار وجهه في المدينة الصغيرة.

ربما لانملك اليوم رفاهية السخط على الشكل الجمالي للمدن والأبنية الذي تشوهه هذه العبارات التي تكتب بخطوط كبيرة يمكن رؤيتها من مسافة بعيدة، لكن كثرتها دون أن تولي محافظة طرطوس أي اهتمام لها، أمر يدعو للتساؤل.

من المعتاد رؤية إعلانات هذه الورشات الورقية ملصقة على مداخل الأبنية بشكل عشوائي أيضاً، وتعاني الكثير من الأبنية خاصة القديمة منها من مشاكل في الصرف الصحي، ولكن هل حجمها يستدعي كل هذه الورشات؟

يعتبر البعض أن قلة فرص العمل تقف سبباً أولاً في تزايد العاملين في هذه المهنة، واشتداد التنافس فيما بينها، حيث لوحظ مؤخراً إضافة المبلغ الذي تتقاضاه الورشة عن عملها، والذي يترواح بين 4000 و6000 ليرة سورية.

يقول محمود، 31 عاماً سائق تاكسي، لتلفزيون الخبر: “نستيقظ صباحاً فنجد الحائط الفارغ الذي تركناه ليلاً وقد بات يحمل إعلاناً لاسم جديد كل يوم، والغريب أن هذه الظاهرة تمتد وتنتشر حتى مناطق الريف أيضاً”.

ويتابع “لاأعلم لماذا يفعلون ذلك ليلاً، إحدى هذه الورشات، وهي الأقدم حسب اعتقادي، ترين إعلانها في كل مكان، ومؤخراص صرنا نرى أسماء جديدة”.

تجلس سهام وجارتها أمام مدخل البناء الواسع، وتشير ضاحكة إلى العبارة التي تركها أحد أصحاب هذه الورشات إلى جانب الياسمينة التي يجلسون قربها، وتقول ” كل ما دخل أحد أو خرج يلفت نظره التناقض بين المنظر والعبارة، نتمنى أن لانرى هذه المظاهر، لكن لا نحب قطع أرزاق الناس”.

الخوف من قطع أرزاق الناس، يمنع الكثير من أصحاب المنشآت الخاصة التي ينتهكها كاتبوا هذه الإعلان على جدرانها، من التقدم بشكوى ضدهم، ففي هذه الحارات، العشوائية صارت أمراً واقعاً وهموم الناس أكبر”، حسب سهام.

يذكر أنه ومنذ عدة أيام رصدت كاميرا أحد المغتربين العبارة “فتح بلاليع وشفط جور فنية” مع رقم هاتف إحدى الورشات مكتوبة على واجهة بناء قبل أنه في ألمانيا، ما أثار سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

رنا سليمان _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى