العناوين الرئيسيةفلاش

المحطة الحرارية في حلب: ثلاثة أعوام من الانتظار على “منفسة” التصريحات

في آخر تصريح حول المحطة الحرارية في حلب، صرح وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية، أن “الشركة الإيرانية التي من المتوقع أن تعمل على تأهيل المحطة موجودة حالياً في دمشق”.

وبين خربوطلي، بحسب الصحيفة، أنه “يتم التفاوض معها والأمور في مراحلها الأخيرة، لكن لم يتم توقيع العقد حتى الآن”.

ومازالت المحطة الحرارية في حلب منذ تحريرها من حوالي ثلاثة سنوات، متوقفة عن العمل بسبب تضرر مجموعات التوليد فيها.

ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، كثرت الأحاديث والتصريحات الرسمية حول قرب إعادة تشغيل المحطة عبر عقود مقدمة من الجانبين الروسي والإيراني، وحتى الصيني أيضاً.

وكان من أول التصريحات الرسمية لوزارة الكهرباء حول المحطة الحرارية بتاريخ 3-1-2017، بأنه “تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة صينية لتركيب 6 مجموعات توليد في المحطة الحرارية تعمل على المازوت والغاز استطاعة كل مجموعة 25 ميغا واط”.

ولم تحدد الوزارة حينها موعد بدء عملية تركيب المجموعات، ليأتي تصريح آخر من قبل مجلس الوزراء، بتاريخ 11-4-2017 يفيد بأن “وزارة الكهرباء تقوم بدراسة عرض فني مقدم من إحدى الشركات الروسية”.

وأضاف المجلس أن “العرض هو لتوريد وتركيب عشر مجموعات توليد بخارية باستطاعة 250 ميغا واط تعمل على مادتي الغاز والمازوت لتركيبهم ضمن المحطة الحرارية في حلب”.

وأوضح المجلس، حينها، “يتم أيضاً متابعة الإجراءات الخاصة بإعادة تأهيل العنفة الغازية باستطاعة 34 ميغاواط عن طريق الشركة الايطالية المصنعة بتكلفة 400 ألف يورو وذلك على نفقة وزارة الكهرباء”.

وبعد مضي أشهر على التصريحات السابقة، بقيت المحطة الحرارية ساكنة دون تشغيلها، ليأتي تصريح آخر بتاريخ 1-12-2017 من قبل مصدر مسؤول في الوزارة توقع حينها عبر تلفزيون الخبر “عودة عمل المحطة الحرارية بداية عام 2018″.

وشرح المصدر حينها أن “عمل المحطة سيكون بمجموعاتها الخمس، لكن ليست الموجودة ذاتها، بل مجموعات جديدة باستطاعة 125 ميغاواط، من خلال عقود تمت مع الجانب الإيراني لتوريد خمس مجموعات توليد جديدة، باستطاعة 25 ميغاواط لكل واحدة”.

ونوه المصدر بأن “الطريقة المتبعة لإصلاح المحطة الحرارية هي عبر الاستبدال، وذلك لصعوبة تأمين القطع المتضررة اليابانية والأمريكية المنشأ، نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، والتي تمنع وصول تلك القطع”.

ومع بداية عام 2018، وبتاريخ 1-2-2018، أعلنت وزارة الكهرباء مجدداً أنه “تم الاتفاق على إعادة تأهيل المجموعات 2 ـ 3 ـ 4 في محطة حلب الحرارية، عبر عقد وقع مع روسيا بقيمة حوالي 1.8 مليار يورو”.

وعلى الرغم من أن عام ٢٠١٩ كان عام استقرار الوضع الكهربائي بمدينة حلب ككل، وبدء دخول الكهرباء إلى المناطق المحررة فيها بشكل خاص، وذلك بعد تأمين المحولات ومستلزمات الشبكة الكهربائية تباعاً ووضعها في الأحياء المحررة، إلا أنه بالمقابل بقيت المحطة الحرارية دون تشغيل.

وتعد المحطة الحرارية في حلب واحدة من أكبر محطات توليد الكهرباء في الشرق الأوسط، وليس في سوريا فقط، وبإمكانها تغذية مناطق شمال سوريا كافةً دون انقطاع، علماً أنها قبل الحرب كانت تغذي مناطق من العراق ولبنان وحتى تركيا، عبر عقود مبرمة مع تلك الدول.

وتملك المحطة الحرارية خمس مجموعات توليد استطاعة كل واحدة منها حوالي 312 ميغا واط، أي أن حرارية حلب بإمكانها توليد 1100 ميغاواط في حال تم تشغيلها بكامل طاقتها.

ومر على المحطة الحرارية خلال سنوات الحرب العديد من الأحداث القاسية، بدأت منذ احتلال الريف الشرقي للمدينة، حيث تقبع المحطة بالقرب من السفيرة.

وبقيت المحطة لسنواتٍ محاصرة من قبل مختلف الفصائل المسلحة التي كانت موجودة هناك، وصولاً لتنظيم “داعش” الإرهابي الذي سيطر على محطة الغاز التابعة لها، محاصراً بذلك عناصر حامية المحطة من عناصر الجيش العربي السوري داخلها.

وشهدت المدينة في تلك السنوات وضعاً كهربائياً سيئاً جداً، نتيجة تكرار توقف عمل المحطة الحرارية بسبب قطع “داعش” الغاز عنها، في محاولات للضغط على الدولة وعناصر الجيش العربي السوري الذين بقوا داخلها يحمونها.

وكانت المبادرات الأهلية حينها تتدخل لإعادة تشغيل المحطة، إلا أن “داعش” كان يستمر بقطع الغاز بكل فترة من أجل إيقاف عمل المحطة.

وبقي عناصر الجيش العربي السوري محاصرين داخل المحطة الحرارية ومتصدين لعشرات الهجمات لـ “داعش” من أجل دخولها، حتى منتصف عام 2014.

وفي ذلك العام شهدت المحطة الحرارية هجوماً كبيراً للإرهابيين عليها، تم بعد وصول المئات من مسلحي “داعش” المنسحبين من مدينة السفيرة التي حررت حينها من قبل الجيش العربي السوري.

واحتل إرهابيو “داعش” في هجوم ضخم شن من كافة الجهات المحطة الحرارية، مسببين أضراراً فيها، لتتدخل المبادرات الأهلية في محاولة لإصلاح بعض الأعطال وإعادة تشغيل المحطة.

إلا أن “داعش” كان يرفض الأمر ويمنع تشغيل المحطة، ما أدى لخسارة حلب الكهرباء بشكل كامل منذ ذاك الحين، وبقيت المدينة تحت رحمة أصحاب مولدات “الأمبيرات” لسنوات حتى تأمين خطوط بديلة لها من محطة حماة.

وفي أواخر عام 2016، وخلال معارك تحرير حلب، تمكن الجيش العربي السوري من طرد مسلحي “داعش” من المحطة الحرارية وإعادة السيطرة عليها.

إلا أن حجم الضرر الذي خلفه الإرهابيون والسرقات التي قام بها لمعدات وقطع في المحطة طيلة فترة سيطرته عليها، حال دون التمكن من إعادة تشغيلها.

يذكر أن نسبة أضرار المحطة الحرارية في حلب نتيجة الحرب وصلت لحوالي 50 % منها، بحسب تصريحات رسمية، مع وجود العديد من القطع المتضررة أجنبية المنشأ، الأمر الذي يسبب صعوبة في إصلاحها أو تبديلها بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى