كاسة شاي

“الليد” والشاحن والبطارية .. أبطال من هذا الزمان

لكل زمان دولة ورجال، وفي زمن الحرب في سوريا، يثبت السوريون كل يوم جدارة جديدة، جدارة أن صنعنا ببلدنا ما صنعنا، وجدارة أن وجدنا الحلول، حلول لم تكن تخطر ببال، لكنها الحرب، تقهر الرجال، وتكون أم الاختراع، فالحاجة أحوج ما نكون إليها في زمن الحرب.

وكان ياما كان، كان هناك في زمن السلم، ما يسمى “ الليدات الكهربائية “، لم يكن يعرفها إلا قلة من الناس، يقال أن أهم ميزات استخدام الليدات الكهربائية “في سنوات السلم” أنها صديقة للبيئة، حيث أنها خالية من السمية ولا تحتوي على أية مواد كيماوية، وأيضاً القدرة على التحمل، وأيضا قدرتها على تحمّل العوامل الخارجية والعوامل الطبيعية، والقدرة على تحمّل الصدمات والاهتزازات، و توفير الطاقة.

واستخدمت لمبات توفير الطاقة والليدات قبل سنوات الحرب، لتوّفر استهلاك الطاقة ما بين 85 إلى 90% بالمقارنة مع أنواع المصابيح التقليدية الأخرى، بالإضافة لعدم نشر الحرارة حيث تبقى ذات ملمس بارد، وكانت توضع داخل آرمات المحال التجارية لإنارتها، بأقل تكلفة، وبألوان مختلفة.

وخلال سنوات الحرب تحوّل استخدام الليدات الكهربائية من التوفير إلى الإنارة، ولم يبق للمواطن شيئاً من الكهرباء سوى ضوء هذه الليدات، ولم يعد يخلو بيت سوري من الليد الكهربائي، الذي ينير غرف الجلوس أثناء ساعات انقطاع الكهرباء، وما أكثرها، وفي معظم الأحيان يكون الليد صديقاً للطلاب أثناء الامتحانات، ومرافقاً لربات المنزل في المطبخ وأثناء إعداد الطعام.

وتقول رنا طالبة جامعية لتلفزيون الخبر “الليد أصبح جزءاً لا يمكن أن يتجزأ من حياتنا، نعمل على شحنه، لكي ننعم بالقليل من الضوء، لدينا في منزلنا بطارية صغيرة وشاحن، تكفي لانارة لليد في غرفة الجلوس وآخرى في المطبخ”.

وتضيف “ساعات انقطاع الكهرباء أصبحت طويلة جداً، حتى أنها لم تعد تكفي البطارية التي تشحن الليد، ونُجبر على إطفاء الليد في المطبخ، في آخر ساعة قبل وصول الكهرباء، لكي نحافظ على ما تبقى من الشحن، و تبقى غرفة الجلوس مضاءة”.

وتتابع “إن البطارية والشاحن بالنسبة لنا مهمة أيضاً لشحن الراوتر، وتشغيل الانترنت، حتى نبقى على الأقل على تواصل مع العالم الخارجي، وأنا في كلية الحقوق يوجد الكثير من المجموعات المغلقة الخاصة بالامتحانات على فيسبوك، وأحتاج إلى انترنت كي اتابعها، البطارية والشاحن والليد من أساسيات حياتنا”.

وانتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي مجموعات وصفحات لبيع وشراء البطارات الكهربائية وغيرها، تعرض هذه الصفحات البطاريات والشواحن وأنواعها وأسعارها، وتلاقي إقبالاً وتجاوباً لدى السوريين، الذين يبجثون عن ماهو أفضل وأوفر على جيوبهم”.

ويعتبر سوق دمشق من أكثر الأسواق التي استجابت لمتطلبات الحرب في سوريا، وغزت البطاريات والشواحن والليدات المحال والبسطات التجارية بأحجامها، وأشكالها المتنوّعة، لتعود إلى الواجهة باستخدامات مختلفة تماماً عمّا كانت عليه قبل سنوات الحرب.

وبمرور الوقت أصبحت هذه الأشرطة المؤلفة من 70 “ليد زينون”، الحل الأمثل لتوفير الإضاءة الجيّدة للغرف، حيث يمكن للشريط الواحد أن يضيء الغرفة بشكل جيد لسبع ساعات، باستخدام بطّارية من نوع 7 أمبير/12 فولت.

وتشهد معظم المحافظات في سوريا ساعات قطع طويلة للكهرباء، وخطة تقنين غير منتظمة، بينما تشهد القرى انقطاعاً متواصلاً للكهرباء، وأعطال كهربائية متواصلة.

ويبلغ سعر الليد والشاحن والبطارية الصغيرة نحو 15 ألف ليرة، بينما توجد بطاريات كبيرة الحجم تكفي لإنارة المنزل بأكمله وتشغيل التلفزيون، دون ذكر الغسالة أو السخّان، ويبلغ سعرها نحو 70 ألف”.

سها كامل – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى