موجوعين

اللاذقية تودّع “العراب” .. توفيق دبانة الى مثواه الأخير باقياً كوشمٍ في القلب

طوى الاستاذ توفيق دبانة ابن محافظة اللاذقية الصفحة الأخيرة من حياته بيننا فوق هذه الأرض ليلة الميلاد. تاركاً بذلك أثره المتفرد كعادته في قلوب أحبته حتى في الغياب.

غادرَنا الرجل المحبوب صاحب القلب المتعب الكبير. تاركاً في حياة المئات من الأحبة والأقارب والأصحاب ندبة يغلّفها الغياب، كوشمٍ يُستدلّ به على الأرواح أينما هامت. رحل رفيق الأصحاب.

بعد معاناة طويلة مع قلب متعب، رحل المعلم “الذي تمسك بالحياة حتى الرمق الأخير”. رحل من لم يكن في نظر طلبته عبر السنوات الطويلة التي عمل فيها مدرساً للرياضيات استاذاً فقط. “العراب” الصديق هو أكثر ما وُصِف به في حياته وسيبقى بعد الرحيل.

وإن كان الأحبة يغادرون لتبقى أصواتهم ووصاياهم ضحكات وكلمات تغلّف القلوب فتقويها. رثى العشرات عبر صفحات التواصل الاجتماعي الصديق الجميل توفيق دبانة، كشخصية متفردة تنتفي برفقته فوارق العمر والمعرفة.

ومما كتبه أحد أصدقائه عبر موقع “فيسبوك” في رثائه :
“لماذا اخترتَ يوم الميلاد موعداً لرحيلكَ، وأنتَ الذي امتهنتَ الفرحَ والابتسامة دائماً؟!
شاحبةٌ تلكَ الصورةُ في أعلى نعوتكَ؛ أين ابتسامتكَ المعهودة؟!
هل كنت تعلم مسبقاً أن هذي الصورةَ سترافق نعوتكِ فأسقطتَ عنها ابتسامتكَ احتراماً للموت؟ ”

من كل بلد حول العالم تهيم أرواح سوريين وسوريات من أجيال متعاقبة اجتمعت على أثر “العراب” في حياتهم. اتكأ كُثر منهم على كتف الراحل لتهرب دمعة او ضحكة او صمت، في أيام مرور تلك الارواح من اللاذقية بطريقها الى أي مكان.. في قلب هؤلاء نزفت اليوم دمعة حزن على الفراق تلتها ابتسامات مهداة للذكرى وعادات الفقيد.

وفي رثاء “العراب” قالت إحدى صديقاته :”السلام لروح متل روحك..
السلام لكل كلمة حفرتا بقلبي وكل ابتسامة زرعتا بوجي وكل حكمة علمتني هيي .. الله يرحمك”.
فيما نُشرت ايضاً: “ما رجعنا لنقللك شكرا على قد الحب الإسثنائي اللي عطيتنا ياه.. على قد الكرم الحقيقي اللي غمرتنا فيه..”.

فيما أجمع كُثر من أحبته أن توفيق دبانة يحفر مكانه في القلب وأن حضوره كأثر وفكر وفلسفة حياة لا يتأثر بغياب الجسد. كتبت إحدى صديقاته :
أشخاص قلائل يضيؤون الاماكن بالمحبة و السلام و الطيبة و الذكريات الرائعة بحضورهم و غيابهم”.

وتابعت “لانك كنت تجلب البسمات حيثما ذهبت، اليوم لن احزن بل سأبتسم مستحضرة كل اللحظات و الأيام الجميلة … و أتعلم منك مجددا لانك العراب الجميل كيف نحب الحياة و نترك اثرا في حياة مدينة و اشخاص في كل بقاع الأرض، اليوم يصلون لك بقلب ملؤه محبة .. ميلاد مجيد لك في عالم أفضل يرتقي لمقدار المحبة في قلبك
RIP dear soul”.

يودعنا العراب توفيق دبانة اليوم ليغير شكل المدينة الساحلية كما هو مطبوع في ذاكرة وقلوب كثيرة رحلت عن اللاذقية أجسادا لتبقى معلقة في هوائها قناديل ذكريات. برحيله خسرت المدينة عموداً من أعمدتها كانت ترتكز عليه. كما استندت إليه قلوب و حيوات كثيرة.
الاستاذ توفيق دبانة ليكن ذكرك مؤبدا

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى