العناوين الرئيسيةفلاش

القصة الكاملة لحريق “لاميرادا”.. تصريحات متضاربة وجثث مجهولة الهوية

لا تزال قضية حريق مول “لاميرادا” في دمشق، والذي أودى بحياة 11 شخصاً من عمال المنشأة، تكشف تفاصيلها واحدة تلو الأخرى، وسط تضارب ونفي ثم تأكيد لسبب الحريق من قبل المعنيين.

حكاية ما قبل الحريق

وفي تفاصيل الحادث، قال قريب أحد ضحايا الحادثة (المتوفى عباس أحمد)، مؤيد موصلي لتلفزيون الخبر إن “الحريق اندلع في ساعات الفجر أثناء قيام ورشة حدادة بتلحيم حديد في الطابق الأخير من المول، وتسبب الشرار المتطاير باندلاع النيران ابتداءً من القبو”.

وحول سبب تواجد صهره وورشة الحدادة ليلاً، أوضح “موصلي” أن “صاحب المول يقوم ببناء طابق جديد مخالف، لذا يتم العمل ليلاً، بينما ينام عدد من العمال في المول لصعوبة عودتهم إلى منازلهم في محافظة درعا بشكل يومي”

وأشار “موصلي” إلى أن “صاحب المول وجّه بإقفال الباب لمنع خروج العمال ليلاً لشراء الطعام أو للتسرب من العمل، ما منعهم من الخروج أثناء اندلاع الحريق”.

وبدأ الحريق في الطابق الثاني تحت الصفر بحسب “موصلي”، وامتد إلى الطوابق العليا بسرعة كبيرة، والتي تضم مفروشات وسجاد وبطاريات كبيرة ومولدات وكميات كبيرة من المحروقات”.

وقال “موصلي” إن “قريبه يعمل مسؤول عن الكهرباء في المول، وكان نبّه المستثمر قبل اندلاع الحريق إلى خطر وجود ورشة الحديدة، إلا أنه رفض نقل محتويات المول ريثما تنتهي الورشة من عملها لأن عملية النقل ستكلّف مبالغ كبيرة”.

واستطرد “موصلي”: “المول غير مجهّز بنوافذ لخروج الدخان، أو درج طوارئ أو جهاز إطفاء، ويحوي فقط جهاز إنذار السرقة والحريق على صلة مع صاحب المول”.

وأضاف أن “6 عمال تعرض للاختناق أو الإغماء أثناء نومهم في الطوابق السفلى، وهناك من رمى بنفسه من الطوابق العليا، بينما وصلت جثامين صهره عباس وعدد من العاملين متفحمة بالكامل، وقام أحد الحدادين وابنه، بالنزول بواسطة حبل ونجوا من الحريق”.

تصريحات متناقضة! 

ومع ساعات الحادثة الأولى، رجح مدير الدفاع المدني في دمشق، العميد أحمد عباس، أن الحريق سببه “ماس كهربائي في مولدات المول، لأن الكهرباء مقطوعة عن المنطقة في ذلك الوقت”، وعادت المحافظة وأكدت أن سبب الحريق “ماس كهربائي”.

وظلت التصريحات تتوالى حول “الماس الكهربائي” المتهم بالحريق، إلا أن صرح نجل مستثمر المنشأة عماد كريم، لوسائل إعلام بأن “ورشة لحام في الطابق الأخير تسبب شرار متطاير منها باندلاع النيران”.

وحول المخالفة التي كانت الورشة تعمل فيها، نفت “محافظة دمشق” في بيان نشرته على صفحتها في “فيسبوك”، وجود أي مخالفة على السطح، وقالت إن “لجنة الكشف لم تجد مخالفة، والأعمال التي كانت تتم هي عبارة عن إصلاح ولحام حديد في الطابق الخامس بغرض تركيب إنارة جديدة”.

وردّاً على نفي المحافظة، أرسل “موصلي” لتلفزيون الخبر صورة قال إنها قبل الحادثة بنصف ساعة، تُظهر ورشة الحدادة والعمّال يقومون بأعمال تلحيم الحديد على سطح المول.

وأعلن “موصلي” عن “نيته رفع دعوى على محافظة دمشق، في حال ثبت تغاضيها عن المخالفة، وسيعتبرها متسببة بوقوع الضحايا، رفقة صاحب المول الذي أقفل الأبواب على العمال، ولم يوفّر وسائل حماية ووقاية من الحرائق”.

الجانب القانوني

وقال المحامي رامي جلبوط لتلفزيون الخبر، إنه “يمكن لقريب الضحية عباس أحمد رفع دعوى على محافظة دمشق، في حال وجود الأدلة على ما تقدّم به من اتهامات”.

وأضاف أنه “لا يوجد مخالفة في إقفال باب المول، وإنما المخالفة الواضحة حتى الآن هي عدم الحصول على إذن ترميم لكي يتم تحديد ساعات معينة للعمل”.

وبيّن “جلبوط” أن “المبنى الذي يتضمن المول بالأساس كان مبنى سكنياً تم تحويله ليصبح مول تجاري، ولا نعلم ماذا تضمن الترخيص من ناحية إجراءات السلامة، وهو ما يجب فحصه بعناية لتحديد المسؤول عن الحادث”، مضيفاً أن “المستثمر يتحمل المسؤولية من ناحية الإهمال في تركيب نظام إنذار وإطفاء للحرائق”.

سر امتداد الحريق بسرعة!

وكشف الخبير بالوقاية من الحوادث والحرائق محمد الكسم لتلفزيون الخبر ما وصفه ب “السر” وراء امتداد الحريق بسرعة كبيرة إلى الطوابق العليا من مول “لاميرادا” في دمشق، والذي تعرض لحريق ضخم فجر الثلاثاء

وبيّن “الكسم” أن “السبب هو الواجهات البلاستيكية سريعة وشديدة الاشتعال، والتي تغطي جزء كبير من مبنى المول، والتي وضعت بغرض إعطاء جمالية، إلا أنها مكونة من مواد بترولية تجعلها ناقل سريع للحريق”.

وأوضح أنه “يمكن الاستغناء عنها بواجهات بلاستيكية مقاومة للحريق، أي مصنوعة من الألمينيوم أو الزجاج أو مواد أخرى. ونوّه إلى “ضرورة انتباه محافظة دمشق للأبنية والمولات والمنشآت الجديدة وتمنعها من وضع واجهات بلاستيكية”.

جثث لا تعرف هويتها 

من جانبه قال المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي د.زاهر حجو في حديث لتلفزيون الخبر، إن “6 من الضحايا لم يتم التعرف بالكامل على هوياتهم بسبب تشوه جثامينهم، وينتظر ذووهم نتائج فحص الحمض النووي (DNA)، لتأكيد هوياتهم 100%.

وأشار “حجو” إلى أن “عمل فرق الطب الشرعي استغرق حوالي 10 ساعات متواصلة، حتى تمكّنت من معرفة أسباب الوفاة ما بين احتراق أو اختناق أو غير ذلك، وباتت النتائج بعهدة القضاء”.

ويترقّب أهالي الضحايا نتائج التحقيقات التي باشرت بها الجهات المعنية، لكشف تفاصيل الحادثة ومحاسبة المقصرين.

وهاج عزام – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى