ميداني

القابون تعود لحضن الوطن

تم يوم الاثنين 15 نيسان خروج آخر مسلح من حي القابون الدمشقي، ليعلن الحي وبشكل رسمي خاليا من المسلحين، بعد أكثر من خمس سنوات من احتلاله من التنظيمات المتشددة.

ويعتبر حي القابون من أوائل الأحياء في دمشق التي علت أصواتها بمظاهرات ضد الدولة السورية، حيث شهد يوم 18 آذار من عام 2011 خروج أول مظاهرة.

في 27 آب من عام 2012 في حادثة هي الأولى من نوعها في دمشق أسقط المسلحون الذين كانوا تحت مايسمى “الجيش الحر” طائرة مروحية للجيش العربي السوري فوق حي القابون.

ودخل حي القابون هدنة وقف إطلاق نار في بداية عام 2014، التي لم تلتزم بها التنظيمات المتشددة المسيطرة على الحي، لطالما قامت بخرق هذه الهدنة.

وتعددت تسميات المجموعات المتشددة التي كانت تسيطر على القابون فكان “الجيش الحر” أولا، ثم “جبهة النصرة” و “فيلق الرحمن” و “جيش الإسلام السعودي” هي أبرز الفصائل المتشددة المقاتلة في الحي.

وقدمت الدولة السورية في الشهر الثاني من عام 2017 ورقة تفاوض مع المسلحين في القابون كانت بنودها خروج المسلحين غير الراغبين بالتسوية باتجاه إدلب وبقاء من يريد وتسوية وضعه، بالاضافة إلى تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، لكن المجموعات المسلحة رفضت الخيار السلمي الذي هو التسوية واختارت ان تتحدى الدولة عبر الخيار العسكري.

وأطلقت الدولة السورية عملية عسكرية مكثفة استمرت قرابة الثلاثة أشهر كان هدفها إنهاء التواجد المسلح في المنطقة وإعادة الأمن والأمان للحي الذي يعتبر، بقربه من مركز العاصمة وإشرافه على الطريق الدولي، استراتيجيا.

وسيطر الجيش العربي السوري، يوم السبت 13 نيسان، وبشكل كامل على حي القابون، بعد هروب من تبقى من مسلحي “جبهة النصرة” عبر الأنفاق باتجاه الغوطة الشرقية، وخروج آخرين إلى جوبر والباقي توجهوا نحو إدلب، بحسب الاتفاق مع الدولة السورية.

وأوضح مصدر ميداني لتلفزيون الخبر أن “وحدات الجيش العربي السوري قامت بالدخول إلى آخر المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين، وتقوم بتمشيط الحي كاملاً من الألغام التي زرعها المسلحون قبل فرارهم من الحي”.

وكان المسلحون في حي القابون، طلبوا قبل سيطرة الجيش العربي السوري على الحي، هدنة من أجل الاتفاق مع الدولة السورية لإخراجهم من الحي، وبالفعل تم إعلان الهدنة يوم الأحد الماضي إلا أنهم قاموا بخرقها.

وتمكنت قوات الجيش العربي السوري خلال العملية العسكرية من السيطرة على أكثر من 25 نفق ثلاثة منهم لعبور السيارات باتجاه الغوطة الشرقية والباقي لعبور المشاة.

وبين مصدر عسكري في الجيش العربي السوري سابقا أنه تم تحرير 37 مخطوفا من بين أيدي المجموعات المتشددة، كانت اختطفتهم في وقت سابق ووضعتهم في سجن في حي القابون.

وبلغ عدد الخارجين من حي القابون باتجاه إدلب 2289 شخصا، بينهم 1058 مسلح، وتم تسوية أوضاع 600 مسلحا رغبوا بالتسوية في حي، فيما خرج 800 آخرين إلى حي جوبر المجاور.

ويقع حي القابون في شمال شرق العاصمة دمشق، يبعد عن مركز المدينة 4 كم، في منطقة مهمة حيث يجاور كل من برزة وجوبر وعربين وحرستا، ويخترقه الاتستراد الدولي، طريق دمشق-حمص، وعقدة طرقية مهمة هي عقدة القابون.

واشتهر حي القابون قبل الحرب بتواجد كراجات الانطلاق ووصول باصات البولمان، ويعتبر القابون بوابة دمشق وأول ما يراه القادمون إلى دمشق من المناطق السورية الأخرى.

وقدر عدد أهالي القابون قبل اندلاع الحرب السورية بأكثر من 80 ألف نسمة من الطوائف والأعراق المختلفة، والأغلبية منهم نزحت من الحي نحو المناطق المجاورة، أو باتجاه محافظات أخرى.

ويعود تاريخ القابون إلى العهد الآرامي حيث أن المنطقة كانت تعرف باسم “آبونا”، ثم حرفت الكلمة إلى القابون، وهي كلمة سيريانية ومعناها “مكان تجمع المياه”، وذلك بسبب مرور نهري يزيد وتورا في الحي، وهما فرعان م%

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى