العناوين الرئيسيةثقافة وفن

“الفالنتاين” في سوريا: “الزمن ده طبعه غريب”

“لولا النهار في جبينِك، لولا الورود في خدودك، لولا الأمان في وجودِك، ما كنت هويت ولا حبّيت ولا حسّيت بطعم الحب يا عمري” هكذا قال عبد الحليم حافظ عن الحب في رائعته (مدّاح القمر) التي كتبها محمد حمزة واستنبطها من التراث الحلبي”قدّك الميّاس”.

لكن اليوم اختلفت أسباب الحب ومظاهره وتغيرت نقاوة طعمه ولذة مشاعره، ورغم أن عيد “الفالانتاين” هو مناسبة لتبادل هدايا المحبّة، لكنه لا يمكن أن يؤطّر الحب بيوم و لا شهر و لا حتى “روزنامة”.

و يأتي عيد “الفانتياين” أو عيد الحب في سوريا هذا العام بمظاهر مخفّفة جداً إن كان بالزينة الحمراء أو عرض الهدايا في المحلّات أو الإقبال على الشراء، و يرجع البعض السبب إلى قلّة القدرة الشرائية لدى معظم الناس.

يقول محمد الصوفي وهو طالب جامعي لتلفزيون الخبر: “حب إيه اللي إنت جاي اتقول عليه ده انت عارف قبله معنى الحب إيه في هذه الأيام”.

و يضيف الصوفي: سعر أقل وردة 5000 ل.س، بمعنى لو قبلت الحبيبة أن أهديها “زهورات” بهذا السعر لكان أفضل، فهي تحوي الكثير من الورود المجففة عوضا عن وردة واحدة بالإضافة للفائدة الصحّية، و بذلك نحقق الترابط بين الحب و طب الأعشاب”.

بينما يقول جمال إبراهيم و هو صاحب محل هدايا وإكسسوارات لتلفزيون الخبر: قبل الأحداث ازدهرت تجارة الهدايا في هذا اليوم بشكل ملحوظ مثل “الصمديات” التذكارية و حبّة الرز التي يُكتب عليها اسم الشريك و توضع ضمن قلادة حول الرقبة”.

وتابع “بالإضافة للألعاب و العطور و الكثير من الهدايا، لكن الآن نتيجة الغلاء المتزايد أصبحت هذه التجارة تأخذ منحى تنازلي و يتجلّى ذلك بشكل واضح أكثر من قبل”.

وأضاف إبراهيم: حالياً يتم بيع بعض الساعات الخفيفة و العطور المعبّئة، و يحرص الزبائن على تزيينها بغلاف أحمر، و هذه أكثر السلع الرائجة من مبدأ “على قد بساطك، حدّد غرامك”.

و أردف ابراهيم: وجه الاختلاف أضحى واضح جداً لأن من يقارن بين الماضي القريب و بين اليوم يرى بشكل جلي الفرق بين أيام (الحبايب عالمحبّة عودونا) و بين الآن”.

أبو ثائر قال لتلفزيون الخبر: سابقا كنت أحتفل بهذا اليوم على طريقتي حيث كنت اجتمع مع نصفي الآخر التي أضحت الآن زوجتي في الجامعة، وكانت هي طالبة جامعية و كنت أجلب لها زهرة”.

و لفت أبو ثائر: حالياً بعد زواجنا و بعد أن أصبح لدينا أولاد تابعت هذا النهج مع اختلاف بسيط حيث أجلب لها زهرة في هذا اليوم، و أقول لها: قطّعي هذه الزهرة “القرنبيط” و اقليها و لا تنسي السلَطة”.

و ذكر أبو ثائر: أن الحب هو نفسه نفسه ولكن اختلفت الهدية نسبة لاختلاف حاجيات الحياة و طبائعها.

و ختم أبو ثائر: العاطفة لا تتغير فهي فطرة تخلق مع الإنسان و لكن .. “الزمن ده طبعه غريب”.

حسن الحايك_تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى