فلاش

“الفارس مارسيل” .. فرنسا تكرم “نضال” مارسيل خليفة ضدها

لم يتفاجأ جمهور الفن الملتزم بتقليد الفنان الملتزم “السابق” مارسيل خليفة لوسام برتبة “فارس” من قبل دولة فرنسا.

الجمهور الذي طالما اشتعل دمه غضباً على كلمات وألحان “الفارس الفرنسي الجديد”، الجمهور الذي لعن جواز السفر والحدود والعدو والمستعمر، الجمهور الذي كبرت فيه الطفولة وانتظر الأغنية التي في البال ليرى منشدها يكرم من سلطة العدو، لم يفاجأ.

فمارسيل خليفة نفسه هو من وقف يداً بيد مع وليد جنبلاط، “اعظم” اشتراكيي لبنان والتاريخ، بجانب مي الشدياق، “الله لا يضر حدا”، وغيرهم ممن وضعوا يدهم بيد من كرم مارسيل عام 2011 ليتظاهروا ضد من ؟ ليتظاهروا ضد الجيش العربي السوري.

ومنح السفير الفرنسي في لبنان، برونو فوشيه، الفنان الملتزم “السابق” مارسيل خليفة، وسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب برتبة “فارس” في قصر الصنوبر، وهو المقر الرسمي للسفير الفرنسي، بالعاصمة اللبنانية بيروت، تكريما لـ “مسيرته المهنية”.

ووصف فوشيه فارس بلده الجديد بأنه “معلم من معالم الموسيقى العربية، الذي أثرت أغنياته في أجيال عديدة ليس فقط في لبنان، وإنما في العالم العربي أيضاً”، وبغرابة أكثر قال إنه يكرم “أيضاً إنساناً متحضراً، دافع طيلة حياته عن القضايا المحقة، خصوصاً في لبنان”.

ليأتي بعدها دور مارسيل في شكر الدولة التي تعتقل زميله في “الدفاع عن القضايا المحقة” جورج عبدالله، ويقول كلاماً كان أشبه بوضع التراب على آخر ما تبقى من نعش نضاله السابق ضد الظلم.

وقال الفارس مارسيل “فرنسا هي الأرض التي استقبلت عائلتي، وحيث درس أولادي، ونقطة انطلاق لي ولهم إلى العالمية، لقد انسجم في فرنسا اسم خليفة مع مارسيل، وغنى بكل قوة الحرية والحب والإنسان، وفي فرنسا أيضاً جهد مارسيل وخليفة على تحقيق وعد العاصفة أبعد من الحدود واللون والدين”.

وأضاف صاحب الفن الملتزم الذي هوا “في هذا المساء الخريفي ومن خلالكم سفيراً لدولة عظمى تقوم على المساواة والأخوة والحرية، ينشد الطفل الذي كبر أن تخصّوا الحرية بالتكريم وتحريرها من هيمنة السياسي لأنه بسبب ذلك وبلا عدل، يسجن أصحاب الرأي والضمير وخاصّة المفكّرون منهم والصحفيون والمصوّرون والفنانون”.

وأكمل مارسيل، بعد تقلده وسامه الجديد، “هؤلاء سجناء في كل مكان سعادة السفير، حتى في الدول التي تعتبر دول قانون وديمقراطية، في الوقت الذي يكون الطغاة وكبار المجرمين مدعومين بالحصانة والإفلات من القانون، خاتما “أكون شديد الامتنان، سعادة السفير، إذا ساعدتم (العاصفة) على التشبث أكثر بوعودها”.

والوسام الذي تقلده مارسيل يسمى “وسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب”، وهو جائزة شرفية تمنحها وزارة الثقافة والاتصال الفرنسية لمن تعتبرهم “تميّزوا من خلال إبداعاتهم في المجال الفني أو الأدبي، أو من خلال مساهماتهم في تعزيز الفنون والأدب في فرنسا وفي العالم أجمع”.

يذكر أن الوسام الفرنسي الفخري يتكون من ثلاث رتب، تمنح بموجب مرسوم صادر من وزير الثقافة والاتصال وهي: رتبة فارس، التي نالها “فناننا”، ورتبة ضابط، رتبة قائد.

أخيرا، لم يفاجأ الجمهور من فنان ملتزم سابق ركب أحصنة اليسار الجميلة في عصر اليسار والقضايا، ولما شاخت الأحصنة تركها تموت وحيدة، لـ “يصف سيارته” كغيره من اليسار العربي، يميناً، ويساهم في كتابة آخر فصل من هذه المسرحية ويلحقوا أغنية “يا بحرية هيلا هيلا” بجملة أخيرة أغلقت كتاب اليسار هذا إلى الأبد، “شدوا الهمة الهمة قوية نحنا وصلنا للحرية، ويا قضية هيلا هيلا”.

علاء خطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى