موجوعين

العيد في دير الزور .. قذائف وموت وحرمان

يمر عيد الأضحى بعامه الثاني على سكان الأحياء المحاصرة في ديرالزور، كما العيد الذي سبقه فلا جديد يذكر سوى الجوع والفقر والمرض، وربما الجديد يكون بعدد من الجرحى والشهداء الذين يرتقون كل يوم نتيجة القذائف التي تستهدفهم فأثقلت حصارهم وأنهكت أحوالهم.

جميع أحياء المدينة تخلو من أي مظهر أو دلالة على وجود العيد أو بالكاد تذكر هذه الأسواق آخر مرة أنيرت بها هذه المحال أو اخر مرة ملأت رفوفها بالأطعمة أو الملابس أو الحلويات، جميع المحال مغلقة، باتت الشوارع والأرصفة هي المحال لأن أثاثها استخدم في طهي الطعام أو بيع مقابل ثمن بخس لتأمين حاجة أكثر ضرورة من تعليقاها على الجدران .

سوق الوادي الوحيد في هذه الأحياء خال حتى زواره، سوق أنهكته قذائف الهاون وجرار الغاز المتفجرة، باستثناء قلة قليلة من المواد التموينية وبعض الحشائش .

وقالت مراسلة تلفزيون الخبر في دير الزور إن عدة قذائف هاون سقطت في حيي الجورة والقصور صبيحة أول يوم من أيام عيد الأضحى، في وقت تمكن الجيش العربي السوري من صد محاولة تسلل نفذها عناصر “داعش” على نقاط الجيش في حويجة صكر ، تزامنا مع تنفيذالطيران الحربي عدة غارات على مواقع التنظيم في جبل الثردة والرشدية.

أحد سكان حي الجورة قال لتلفزيون الخبر” ما يمر على أهالي ديرالزور حتما لم يمر على احد قبلهم في التاريخ، فنحن منذ عامين نعيش خارج الخارطة السورية، ونسينا ماذا يعني العيد فجميع الايام اصبحت تشبه بعضها ولا شيء جديد سوى ازدياد عدد القذائف التي تتساقط علينا بقرب حلول العيد”.

وأضاف “أي عيد يمر على محافظة خاوية من كل شيء.!، العيد هو يوم فك الحصار عنا وعن مدينتا التي ماتت من الجوع والقذائف، العيد هو أن أرى الفرح في وجوه أطفالي وعائلتي يوم يزول الطاغوت عن مدينتنا .”

وأشار إلى أن اطفال مدينة ديرالزور لا يعرفون ما هو العيد منهم من عايش القذائف والحصار والحرب التي تشهدها البلاد من أكثر من خمسة أعوام ، أطفالنا اعتادوا استقبال الأعياد بأجساد هزيلة .. و ملابس بالية .. بوجوه شاحبة .. لا يقرأ فيها سوى ملامح الخوف والجوع والحرمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى