العناوين الرئيسيةحلوة يا بلدي

“العطارة”.. مهنة “طب” أيام زمان المهددة بالاندثار

تتعدد المهن التراثية الشعبية بشكل عام وتتفق باعتمادها على توارث المعرفة و”الصنعة” التي هي أساس “الرزق” و على اختلافها فهي ثابتة راسخة في الموروث الشعبي، ومن هذه المهن “العطارة”.

يقول جلال سليمان وهو صاحب محل “عطارة” لتلفزيون الخبر: “العطارة” مهنة تخصصية تحتاج لخبرة واسعة وعلم زاخر يتوارثه الأبناء عن الأجداد.

ويتابع سليمان: حالياً مهنة “العطارة” تغيّر اسمها و أصبح “الطب البديل” وتعتمد على معرفة فوائد كل عشبة على حِدا، بحيث يتم صنع خلطات مختلفة من الأعشاب لأمراض شائعة مثل الحمّى والتهاب الكولون والمغص والكثير من الأمراض حيث يتم صنع مشروب ساخن بمسمّى “الزهورات”.

ويضيف سليمان: هنالك الكثير من الأعشاب المتنوّعة المتداولة في محلات العطارة مثل الميريمية و النعنع والمردكوش والصفصاف والبابونج وإكليل الجبل والكمّون والكثير من النباتات بالإضافة إلى أنواع الأعشاب والتوابل والزيوت العطرية بشتّى أنواعها.

بينما يقول الأكاديمي فؤاد الحكيم لتلفزيون الخبر: إحدى أشهر المقولات المتداولة هي “وهل يصلح العطّار ما أفسده الدهر” هذا القول يوضّح لنا أهمية مهنة العطارة في مداواة الناس حيث لا يعجز أمام صاحب هذه المهنة شيء إلا ما أفسده الدهر.

ويتابع الحكيم: العطّار قديماً كان هو الطبيب الذي يشخّص المرض ويصف الدواء اعتماداً على خبرته الكيميائية بتراكيب الأعشاب والفائدة العلاجية لها سواء عن طريق استخدامها كشراب ساخن “زهورات” أو حتى كـ “مراهم” عن طريق هرس الأعشاب وخلطها ببعضها.

ويتابع الحكيم: الجدير بالذكر أنّ أغلب “بضاعة” محلات العطارة تعود كأصل جغرافي إلى بلاد الهند واليمن وشرق المتوسط والصين نظراً لغنى هذه المناطق بأصناف الأعشاب المختلفة والبذور وأنواع البهارات العديدة.

ولفت الحكيم إلى موسوعية هذه المهنة وأهمية امتلاك المعرفة لمن يزاولها، فعلى العطّار معرفة فوائد كل عشبة وبذات الوقت معرفة مضارها فمثلاً بعض الأعشاب ترفع الضغط والعطّار يجب أن يكون مدركاً للمعلومة عن كل عشبة.

وختم الحكيم: حالياً قلَّ الانتشار الحقيقي لهذه المهنة نتيجة عدّة عوامل مثل التقدّم والتطوّر بمجال الطب والأدوية التي أضحت متوفرة بشكل صيدلاني أكاديمي وفي متناول الأيدي، بالإضافة لانتشار المعامل الخاصة بتعبئة الأعشاب الطبّية في ظروف “مرشحة” تشبه ظروف الشاي.

وتبقى “الزهورات” ذلك الشراب الساخن الرّاسخ في الذاكرة الشعبية والذي تصفه الجدّات هي آخر ما بقي من العطارين في كل بيت سوري وفي كل وقت.

حسن الحايك_تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى