محليات

العامل المتقاعد محمود النوري .. ذاكرة مجلس مدينة الحسكة

أربعاً وأربعون عاماً قضاها في عمله بدون كلل أو ملل، يعرف تفاصيل شوارع و حارات و المخطط التنظيمي لمدينته الحسكة بالرقم و المكان، ويعرفه جميع أهالي مدينته، لذلك يعتبر رجلاً بــ ” ذاكرة مدينة”، العامل المتقاعد محمود عبد الحي النوري.

ويعتبر محمود عبد الحي النوري أو “الخلف”، من أقدم و أشهر عاملي مجلس مدينة الحسكة، لما له من دور كبير في مجال عمله ضمن دائرة الصيانة فيه منذ عام 1967 و حتى عام 2010 تاريخ إحالته إلى التقاعد.

وقال العم محمود لتلفزيون الخبر أنه “من مواليد مدينة الحسكة عام 1950، ومن سكان حي غويران المعروف، تعينت بوظيفة “مراقب إشغال” في 4 حزيران من عام 1967، وقته كان محافظ الحسكة عزالدين نعيسة هو نفسه رئيس مجلس المدينة”.

وأضاف النوري “خلال عملي المستمر في المجلس، و على مدار أربعة عقود، عاصرت 16 رئيس مجلس لمدينة الحسكة، وحينها المحافظ كان هو رئيس المجلس، حتى عام 1982، حيث تم تعين أديب ميرو رئيساً لمجلس مدينة الحسكة”.

وتابع النوري “عندما تم تعييني كان عدد العاملين في المجلس 30 شخصاً، منهم 10 كعمال نظافة، وبناء المجلس الحالي كان عبارة عن غرفتين وصالون، وكان يضم بالإضافة لمجلس مدينة الحسكة دوائر الكهرباء و المياه و الهاتف”.

و أوضح النوري أن “مدينة الحسكة في عام 1967 كانت عبارة عن ثلاثة أحياء فقط، هي وسط المدينة (الحي العسكري) و غويران و العزيزية، و بعد عام 1980 إنشئت الأحياء الأخرى ومنها الناصرة و الصالحية و المفتي و النشوة”.

وأشار العم محمود إلى أنه “يحفظ كامل أسماء شوارع المدينة و أحيائه و منازلها القديمة، إضافة لمعرفته الكاملة بمخطط و سير شبكة الصرف الصحي التي أشرف على تنفيذها، وأنه يحفظ كامل المخطط التنظيمي للأحياء و المناطق في المدينة”.

واعتبر العم محمود النوري أن “رئيس مجلس مدينة الحسكة الأسبق الدكتور سهيل عروسي هو أفضل و أنجح رئيس مجلس مر عليه خلال عمله في مجلس مدينة الحسكة منذ عام 1967 وحتى عام تقاعده في عام 2010”.

ولفت النوري إلى أن “مدينة الحسكة تعرضت خلال السنوات الماضية، خصوصا سنوات الحرب، إلى الإهمال في الجوانب الخدمية، ما أدى لتشوه المناظر العامة للمدينة، والتي تحولت إلى ما أشبه البلدة الصغيرة، حيث عاشت المدينة و أحيائها خلال الأعوام التي سبقت الحرب حركة عمرانية جيدة و مميزة”.

وبحسب النوري، فإن “قلة الأيدي العاملة و هجرة الشباب و نقص الإمكانيات المالية و الآلات لدى مجلس مدينة الحسكة، نتيجة تعطل قسم منها وسرقة القسم الأكبر، و توقف جبهات العمل نتيجة وجود قوى مسيطرة أخرى، كلها عوامل انعكست بشكل سلبي على حياة مدينة الحسكة و مرافقها العامة و الخاصة”.

وختم النوري حديثه لتلفزيون الخبر بقوله “محافظ الحسكة الأسبق صبحي حرب يعتبر هو صاحب الفضل بتوسع مدينة الحسكة، من خلال المشاريع التي أشرف على تنفيذه من فتح الشوارع الرئيسية و إنشاء مداخل ودوارات للمدينة، مع التغير الكامل لمجاري الصرف الصحي و تعبيد الطرق الفرعية في الأحياء و إعادة تنظيمها وفق المخطط التنظيمي”.

وتمنى العم محمود عبد الحي النوري أن تعود سوريا كما كانت، و أن تتوقف الحرب ليعود أبنائها لتعميرها و جعلها أفضل و أجمل مما سبق، مؤمناً أن السوريين أصحاب تاريخ عريق في العمران و البناء وليس التخريب و الحرب.

عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى