العناوين الرئيسيةكاسة شاي

“الضغط النفسي” آفة العصر التي تؤرق السوريين .. كيف نتجنب أخطارها؟

يختبر السوريون خلال الفترة الحالية الكثير من الضغوط النفسية، التي تترك آثاراً على النفس والجسد وتختلف من شخص إلى آخر، وقد تصل في بعض الأحيان إلى عواقب وخيمة حيث لوحظ تزايد حالات الانتحار والوفيات بأزمات قلبية.

وارتفعت الجلطات بشكل ملحوظ بين الشباب وصغار السن، ممن هم أقل عرضة في الأحوال العادية لهذه النوبات أو السكتات القلبية.

ولأن الضغط النفسي هو العامل الأول المتهم في معظم هذه الحالات، يتحدث الأخصائي النفسي الطبيب تيسير حسون، لتلفزيون الخبر، عن تعريفه والآثار المتوقعة له في حال لم يتم التعامل معه بالشكل المناسب، إلى جانب بعض الطرق التي تساعد في التخفيف من هذه الآثار.

ويقول الأخصائي حسون: “يعرّف الضغط النفسي بأنه ما نختبره عندما نعتقد أننا لانستطيع التعامل بفعالية مع وضع خطير، ويسبب الإحباط أو القلق أو الغضب”.

ويتابع ” تختلف استجابة الأشخاص للأوضاع الضاغطة، فليست كلها تشكل تهديداً، فعلى سبيل المثال: ترقية في العمل أو ولادة طفل جديد، قد نشعر بأنها أوضاع ضاغطة لأننا لانشعربالاستعداد الكامل للتعامل معها”.

ويضيف الدكتور تيسير “ما لايعلمه كثيرون أنه يمكن الاستجابة للضغط بطرق غير سلبية، فمن خلال فهم أنفسنا ورد فعلنا على المواقف المثيرة للضغط النفسي، نتعلم كيفية التعامل معها بشكل أكثر فعالية، حيث لا يمكن أن نتجنب الضغوط في الحياة بشكل كامل”.

ويبيّن الأخصائي أنه “تتعدد مصادر الضغط النفسي، بدءاً من البيئة كالازدحام والسكن غير الآمن والجريمة وغيرها، مروراً بالدور الاجتماعي الذي نمارسه، أو المواقف الاجتماعية كحالات الوفاة والطلاق والرسوب أو رعاية الأولاد”.

ويكمل “من مصادر الضغوط أيضاً أسباب فيزولوجية متعلقة بمراحل النمو مثل المراهقة، أو المرض والشيخوخة والولادة وسوء التغذية واضطرابات النوم وانعدام النشاط البشري، إلى جانب الأفكار وتفسير دماغنا للمواقف وتصنيفه لها، هل تسبب مشكلة في حياتنا أم لا”.

وعن تأثير الضغط النفسي على الصحة الجسدية، يوضح الطبيب حسون أن “الضغط النفسي المزمن ينتج عنه تغيرات في المادة الرمادية والبيضاء في الدماغ، كما يرتبط بعدد من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة”.

ويتابع “أظهر بحث نشرته مجلة “The Lancet” العلمية لأول مرة كيف يمكن ربط الضغط النفسي بأمراض القلب والدورة الدموية لدى البشر، وأشار باحثون في جامعة هارفارد أن الضغط النفسي عامل خطر مهم مثل التدخين أو ارتفاع ضغط الدم”.

وينصح الطبيب بمجموعة استرتيجيات للتعامل مع الضغط النفسي مثل :النوم الجيد ولعدد ساعات كافية، مع الانتباه إلى التقليل من استخدام الشاشة ليلاً وتجنب الاحتفاظ بالأجهزة الرقمية في غرفة النوم”.

ويضيف “كذلك تعد الرياضة أو ممارسة نشاط بدني مهدئ أساسي للضغط النفسي، للأشخاص من جميع الأعمار، حيث يوصي الطب بما لايقل عن 60 دقيقة من النشاط يومياً بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و17عام، وممارسة التنفس البطني المساعد على التهدئة، بشكل منتظم مرتين على الأقل يومياً لمدة 5 دقائق”.

كما يشير الأخصائي إلى أن ” التحدث عن المواقف العصيبة مع شخص موثوق، قد يساعد الشباب كثيراً في تخفيف الضغط النفسي وإيجاد الحلول، إلى جانب تخصيص وقت للمتعة والتسلية أو أي نشاط يجلب السعادة كالموسيقى والفن”.

ويردف “إن قضاء الوقت في الطبيعة هو وسيلة فعالة لتخفيف الضغط النفسي وتحسين العافية العامة، لقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق بها مساحات خضراء أكثر لديهم معلات أقل من الاكتئاب والقلق والضغط النفسي”.

ويختم الأخصائي “وإلى جانب هذا يساعد التعبير بالكتابة على تقليل الضغط النفسي وتحسين العافية، ووجدت بعض الأبحاث، على سبيل المثال، أن الكتابة عن المشاعر الإيجابية – مثل الأشياء التي نشعر بالامتنان لها أو فخر بها – يمكن أن تخفف من أعراض الضغط النفسي والقلق والاكتئاب”.

وتجدر الإشارة إلى أن الضغط النفسي هو جزء طبيعي من الحياة، وبمقاديرصغيرة، يُعدّ الضغط النفسي أمراًجيداً، يمكن أن يحفزنا ويساعدنا على أن نصبح أكثر إنتاجية، ومع ذلك، يمكن أن يكون الكثير من الضغط النفسي، أو الاستجابة القوية له مؤذياً، كما يؤكد علم النفس.

 

رنا سليمان _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى