العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

الشغل بالبيت و التسويق عبر النت .. مشاريع سورية صغيرة في مواجهة التحديات

إذا كنت تبحث عن هدية مميزة لمناسبة خاصة سواء كانت عيد ميلاد شخص عزيز اواحتفال بذكرى عزيزة فلابد وأنك مررت بصفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تعنى ببيع قوالب الكيك المصنعة منزليا بتصاميم مميزة حسب الطلب أو صفحات حرفيين مستعدين لتنفيذ أي فكرة تخطر ببالك و صناعة ماترغب بدون عناء الذهاب إلى الورشات أو محال الهدايا و المخابز الشهيرة التي أصبحت منتجاتها تجارية و مكررة و تفتقد الابداع و التجديد.

 

التسويق عبر النت و التصاميم حسب رغبة الزبون

صعوبة افتتاح متاجر للبيع و تعقيدات التراخيص و التكلفة العالية من آجارات و عدة و رواتب موظفين، دفعت العديد من الراغبين بالعمل للاتجاه نحو العمل من المنزل و البيع عن طريق النت .

حيث يقوم من يرغب ببيع منتج ما لإنشاء صفحة على فيسبوك او انستاغرام ويعرض صور منتجاته عبرها ليقوم الزبون المحتمل بمشاهدة هذه المنتجات و طلب مايرغب منها مع إمكانية التعديل عليها و إضافة لمساته الخاصة بما يناسب ذوقه الشخصي .

 

بعيدا عن جشع المحلات الكبيرة

جيما صاحبة مشروع لصناعة الكيك و بيعه عبر النت تتحدث عن تجربتها ، حيث بدأت منذ 4 سنوات بخبز قوالب كيك حسب الطلب

تقول صاحبة المشروع لنلفزيون الخبر أنها بدأت بصناعة اللوزينا في المنزل و بيعها لمعارفها و لبعض محلات الحلويات ، و من ثم انتقلت إلى صناعة تصاميم فنية بعجينة السكر مستغلة خبرتها الفنية (خريجة فنون) وبيعها لأحد المحلات الشهيرة مقابل حصولها على مبالغ زهيدة ،لتقوم فيما بعد بأخذ القرار للعمل على صناعة قوالب كيك كاملة بمفردها.

مايميز عملها على حد تعبيرها هو قدرتها على صناعة تصاميم خاصة بكل زبون بحسب رغبته بالضبط بحيث يكون قالب الكيك مميز و خارج عن المألوف.

أما عن الصعوبات فتقول جيما أن انقطاع الكهرباء أكبر المشكلات التي تواجه مشروعها، حيث انخفض إنتاجها بالفترة الماضية من 5 قوالب باليوم إلى قالب واحد، بالإضافة إلى عدم قدرتها على توسيع العمل أو توظيف مساعدين لها بحكم غلاء أجور المواصلات وعدم قدرتها على دفع رواتب ثابتة لموظفيها بما أن دخلها غير ثابت و يتحكم به عدد الطلبيات .

 

أبو الحروف في مجال الخشبيات

يوسف صاحب صفحة على فيسبوك يقوم من خلالها ببيع منتجاته الخشبية ، من أصايص الورد الى حمالات المفاتيح ، يقول أن تصاميم الخشب و الحفر عليه “ملعبه”، ما يمييز المنتجات التي يصنعها هو تلبيته لطلبات الزبون من حيث نوع الخشب و لونه و حجم القطعة و القدرة على الحفر عليها كما يرغب الزبون .

أغلب القطع التي يصنعها ذات طابع شخصي مثل حفر اسم شخص على القطعة أو رسمة معينه أو تاريخ ما و أكثر من يرغب بهذا النوع من الهدايا هم من العشاق على حد تعبيره لتلفزيون الخبر

ودخل يوسف في هذا المجال عن طريق الصدفة عندما قرر أن يصنع هدية من جذع شجرة لحبيبته و بعد انتهائه من العمل عليها نشر صورتها على صفحته الشخصية على فيسبوك لتنال إعجاب أصدقائه و تشجيعه على صناعة المزيد.

يوسف (خريج معهد صناعي) بداية كان يستعين بورشة قريبه لتنفيذ طلبات الزبائن و بعد أن تمكن من الصنعه قام بافتتاح ورشة صغيرة يعمل بها وحده ، يطمح يوسف إلى افتتاح معرضه الخاص ولكن غلاء الآجارات و التكلفه العالية للبضاعه يمنعه من ذلك، فيكتفي الآن بالعمل على القطع التي تطلب منه عبر الفيسبوك .

انقطاع الكهرباء و فقدان بعض المواد هي أهم الصعوبات التي تواجه هذا العمل حيث يضطر أحيانا لرفض بعض الطلبيات بسبب حاجته لوقت طويل لتنفيذها في حين يكون الزبون بحاجة للقطعة في وقت معين . وبعض المواد الأولية يضطر إلى طلبها من محافظات أخرى بسبب فقدانها من السوق المحلي .

 

من الخرز الى اكسسوارات

إحدى الصفحات على فيسبوك توحي لك بأنها ماركة للإكسوارات المستوردة ، حيث تتمتع بالذوق المواكب للموضة و الجودة العالية ، لتكتشف بعد البحث أنها مصنعة يدويا في المنزل من قبل أختين رأس مالهم الخيوط و الخرز.

فيكي والين بدأن بمشروعهن في 2017 عندما بحثن في السوق عن إكسسوار يتناسب مع ذوقهن و ميزانيتهن فلم يجدن بسبب الغلاء فقمن بصناعة أساور من الخرز الموجود في المنزل . فيما بعد قررت الأختان إنشاء صفحة على فيسبوك لعرض منتوجاتهن ، لتلقى اقبال كبير من قبل الصبايا المحبين للموضة و الإكسسوارات البسيطة.

تقول فيكي لتلفزيون الخبر أنها تشتري المواد الأولية لصناعتها من سوق الحرير و سوق الحميدية و تقوم بتصميم الأساور و الأطواق بألوان متناسقة و حسب الموضة الرائجة لتناسب جميع الأذواق وبهامش ربح بسيط .

تغير أسعار المواد الأولية من يوم إلى آخر هو أكبر الصعوبات التي تواجه هذه الصناعة بحسب فيكي ،الأمر الذي يسبب إحراج لها أمام الزبائن لتضطر أن تشرح لهم أسباب ارتفاع السعر و أنه خارج عن إرادتها .

 

الأسعار مقارنة مع السوق

قد تعتقد أن أسعار المنتجات المصنعة بالمنازل أرخص من أسعار السوق بحكم عملية الشراء المباشرة “من المنتج الى المستهلك” ، ولكن في الحقيقة الأسعار مقاربة من أسعار السوق، ولكن تبقى نقطة القوة لهذه المنتجات في جودتها و تميزها و أنها “هاند ميد” و هذه المنتجات متعارف عليها عالميا أنها أعلى جودة و أغلى من المنتجات التجارية العادية.

ايمى غسان – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى