العناوين الرئيسيةحلوة يا بلدي

“السفرطاس”.. من ذاكرة العمّال والفلاحين في زمن “الفاست فود”

تحفل ذاكرة العمّال والمهنيين والحرفيين والفلاحين بعدّة مفردات لها ارتباط مباشر بساعات العمل الطويلة والجهد الذي لا يدخرّه هؤلاء في سبيل لقمة عيشهم.

و من هذه المفردات “السفرطاس” و هو وعاء متعدد الطوابق لحفظ زاد الطعام الذي تعدّه الأمهات و الزوجات لرجالهن الذين يعملون لوقت طويل من الزمن خلال اليوم الواحد.

يقول الأكاديمي سامر الحسن لتلفزيون الخبر: “السفرطاس” يتكوّن من كلمتين مركبتين و هما السفر و هي كلمة معلومة المعنى والطاس التي تعني وعاء أو كما يُقال طاسة و تركيب الكلمة تعني وعاء السفر.

و يتابع الحسن: “السفرطاس كمعنى مستخلص من كلمة الزوّادة، وكان يستخدمها الفلاحون في عدّة أهازيج و أغانِ تراثية شعبية مثل أغنية “رواحي عالحصاد رواحي” حيث يرد في أحد المقاطع “رواحي وردّي وراكِ الباب، و جيبي الزوّادة عالبيدر، و تويب الشغل ما ينعاب، يا محلا توب الفلّاحِ”.

و يضيف الحسن: ينتشر “السفرطاس” كمصطلح في مناطق غرب المتوسط و يُصنع قديماً من النحاس الذي يكون على شكل عدّة أطباق مغلقة و مركّبة فوق بعض لذلك يُطلق على “السفرطاس” اسم آخر و هو “المطبقية” نسبةً لأصل المصطلح”.

بينما يذكر السبعيني جميل القاسم و كان يعمل “طيّان” أو “مليّس” لتلفزيون الخبر أن: “السفرطاس” هو حافظة للطعام كانت تعدّه الزوجة في المنزل و يوصلّه الأولاد إلى مكان عملي لأنه لا يوجد وقت للعودة إلى المنزل لأجل الغذاء”.

و يتابع القاسم: يتكوّن “السفرطاس” من عدّة أطباق أربعة أو خمسة، و كان يوضع في أول طبق مثلاً “مفركة البطاطا” و في الطبق الذي يليه المرق، و في الطبق الآخر حبّات البندورة و المخلّل و هكذا …”.

و يضيف القاسم: يتألّف “السفرطاس” من عدّة “طاسات” مغلقة بالإضافة لمقبض نحاسي ذو يد خشبية في أعلى الطبقة الأولى له مهمّة رصّ الأطباق و إغلاقها بإحكام لتحافظ على سخونة الطعام، إضافة إلى أنّه أداة لحمل “السفرطاس”.

و ختم القاسم: حالياً قلّ جداً تداول “السفرطاس” و ذلك بعد انتشار الوجبات الجاهزة التي طغت على هذه الآداة التراثية التي أضحت من ذكريات الماضي، و تحتفظ به بعض المنازل ك “صمدية” تراثية توضع كذكرى من نحاسيات الزمن الغابر.

حسن الحايك_تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى