العناوين الرئيسيةكاسة شاي

السعادة بأبسط أشكالها.. كيف يحصل السوريون عليها

يقوم السوريون بكل “تناحة” بملاحقة خيوط السعادة الهاربة من أبسط الأشياء، من بسكوتة سعرها 50 ليرة، أو كيس بطاطا شيبس نصف ممتلئ، أو يوم مشمس آخر، متبنين طريقة المهاتما غاندي “نبحث عن السعادة بعمق ونجدها في أبسط الأشياء”.

وتحدثت عبير، طالبة جامعية، لتلفزيون الخبر عن شعورها بالسعادة عند وصولها “بخير وسلامة” إلى باب كلية الحقوق في جامعة تشرين دون تعرضها للبلل نتيجة الجو المقبول في أول يوم من امتحاناتها، مبينةً أن من يطلب الفرح يجده، وأن أبسط حدث كالذي حصل معها كفيل بأن يجعل يومها إيجابياً.

وأشارت أم خالد لتلفزيون الخبر أن بقاء جرة الغاز لمدة شهر ونصف دون أن تنتهي فجأة و”الطبخة على النار”، إضافةً لشراء متطلبات المنزل وتوفير مستلزماته بسعر مقبول، كشراء علبة محارم ب700 ليرة من محل الجملة، أو كيلو بندورة أرخص ب10 ليرات كونه “مستوي زيادة ولازم ينباع اليوم” من الأشياء التي تبعث الفرح.

وكحال جميع السوريين، أشاد حسن بالدور الكبير الذي تلعبه الكهرباء في تحقيق السعادة، مبيناً لتلفزيون الخبر أنه عند رؤية شحن موبايله 100 يكون وصل لأقصاها، وكيف يغمره الاطمئنان عند سماع صوت السخان، البراد، التلفاز ومدفأة الكهرباء، وأهميتها في رفع معنوياته.

وبفرحة غامرة، بينت هلا لتلفزيون الخبر أنها استطاعت العودة إلى قريتها على مقعد سرفيس لوحدها، دون مشاركة المقعد مع غيرها، ولم تنتظر في الكراج لأكثر من نصف ساعة، ووصلت إلى منزلها قبل غياب الشمس واشتداد البرد خصوصاً في أيام انخفاض الحرارة الشديدة.

وشرح سومر، أب لطفلين، لتلفزيون الخبر كيف مجرد فكرة أن بإمكان طفليه الذهاب والعودة من المدرسة بأمان تمنحه السعادة، مبيناً أن غاية كل أب هي سلامة أسرته، وبقائهم بصحة جيدة، بغض النظر عن اللضغوطات التي يواجهها في سبيل تأمين متطلباتهم، لينهي حديثه بجملة “الحمدلله مستورة”.

وقال ابراهيم، طالب جامعة، لتلفزيون الخبر، “نجحت في الاعتماد على نفسي تماماً، وكطالب من محافظة ثانية قدم للدراسة، توجب علي العمل، السعادة بالنسبة لي تكمن عند دفع أجار المنزل الذي استأجرته مع بقية أصدقائي، محدثاَ نفسي، نعم، لقد نجوت شهراً آخر”.

ومن جهتها، قالت نغم ضاحكةً، “اشتريت حذاء من متجر يقوم بتصفية بضائعه بتسعة آلاف ليرة، ربما كنت مستعدة لدفع سعره الأصلي لولا شرائي قبله لسترة شتوية، ما سبب إفلاسي السريع بسبب أسعار الملابس المرتفعة، طبعاً حالها حال جميع المشتريات التي ترغب بها كل فتاة من المكياج إلى الحلي إلى الحقائب”.

وأشار كامل، طالب جامعة، أن العروض التي يقوم بها محال الأكل الجاهز تسبب حالة من السعادة للجميع، وترى أعداد كبيرة من الاشخاص يتهافتون للحصول على طلبهم، مضيفاً أنه وبالرغم من السبب “المخفي” وراء هكذا عروض، إلا أن تأثيرها جيد وفكرتها محببة لجميع الأعمار.

وتشهد المحافظات في سوريا حملة “ليرتنا عزتنا”، بأساس قائم على الليرة السورية، وتقدم العديد من المحال على اختلاف منتجاتها بعروض الليرة، من محال الملابس إلى الأكل الجاهز إلى المقاهي والمكتبات، ما سبب حالة عامة من السعادة كانت جليةُ بمظاهر الازدحام في المدن، بدءاً ممن أحضر ليراته للتسوق، وصولاً للمطالبين بعرض ال25 لعدم امتلاكهم الليرة.

وأنهى المصرف المركزي التعامل بالليرة السورية في 27 تشرين الثاني عام 2013، لتعود إلى الواجهة من جديد بشكل أمنية معدنية يحملها صاحبها ككنز ثمين، ويتباهى بها مقتنوها على مواقع التواصل الاجتماعي، عل هذه المظاهر البسيطة تكون قصة يرويها اللاحقون عن جيل حصل السعادة “بليرة”.

 

 

بتول حجيرة – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى