العناوين الرئيسيةمجتمع

الزهراء ياسين.. تكسر قاعدة تصليح الأشياء التي يختص بها الرجال

بدخولك لمنزل “الزهراء ياسين” في مدينة الحفة، تلاحظ تناسق الألوان الغريب في ملابسها واكسسواراتها، تلفتك المشغولات اليدوية، الصغيرة والكبيرة، الملونة بحرفية، والموضوعة في الركن المنزلي الخاص بها.

الركن الذي يضم نوافذ ملونة حولتها الزهراء لأبواب متحركة تفصل الركن عما يحيطه، فيه مكتبة صغيرة ملونة، مكونة من عدة رفوف، تضع فيها الزهراء الكتب المحببة لديها.

تقول الزهراء لتلفزيون الخبر: “عمري 28 سنة، من عائلة تحت الوسط مادياً، وبسبب شغفي بالرسم وتدوير الأشياء وإعادة استخدامها، اعتمدت على نفسي لعدم وجود أي دعم مادي لموهبتي، وخاصة بفترة الحرب التي عشناها في الحفة”

May be an image of indoorMay be an image of indoorMay be an image of indoor

وتضيف: “الرسم كان الأساس الذي تفرعت منه باقي المجالات كالأعمال اليدوية، التصميم، الخياطة ، إعادة تدوير الأشياء، وكلها من أجل اعتمادي على نفسي مادياً، بالرغم من نظرة المحيط على أن عملي ليس إلا مجرد كركبة”.

“كتير بحب صلح الشغلات الخربانة، والقديمة، بحب اعطيها روح”، وتتابع: “أستعين بالأشياء المادية كالورق، القماش، الزجاج والكرتون ، كنت أراقب والدي بالتصليحات، واتبعت هذا المجال لكن بلمسة أنثوية ملونة”.

فكرة التصليحات التي بدأت بمبلغ 3500 ليرة، بعد عدة سنوات، عملت على تحويلها لمشروع، يعطيني مردوداً مادياً أعتمد عليه بدراستي، بـعام 2017 ، أنشأت ورشة في منزلي، لإعادة تدوير الأشياء وتصليحها وتصميمها من جديد، وأسميت المشروع “معتق” الذي ربطته باللون الفيروزي.

May be an image of 1 person, standing, turban and outdoorsMay be an image of indoorMay be an image of indoorMay be an image of table

“بالبداية بسبب الحرب التي عشناها، كان منزلنا ممتلئاً بمخلفات الحرب، وأنا لا أرمي شيئاً”، وتضيف: “بسبب حاجتي لوجود فاصل بين مكان وآخر في المنزل، قمت بتصميم “البارافان” الذي يستخدم كفاصل، وخاصة مع عدم وجود قدرة مادية لإنشاء جدار، قمت بصناعته من شبابيك تضررت بسبب الحرب”.

وأضافت: “زملائي وزميلاتي بالجامعة دعموني معنوياً، هذا الدعم الذي لم أجده في محيطي في المدينة بسبب ثقافة معينة متبعة، أعجبوا بملابس من صناعتي، واكسسوارات من تصميمي اعتمدت بصناعتها على مواد منسقة لسنا بحاجتها، وبدأت القصة كطالبة جامعية، تروج لمشغولاتها عن طريق صفحتها على فيسبوك”.

من خلال مردودي المادي، اشتريت ماكينة خياطة، ووسعت العمل، وتابعت الزهراء: “لعملي في هذا المجال قيمة جمالية، نفعية، اقتصادية لما توفره علينا من شراء الجديد، وأيضاً لا يمكننا إنكار الفائدة البيئية بدلاً من رمي المواد أو حرقها”.

“لكل بنت، بحب قلها، تمسكي بالشي اللي بتحبيه لتوصلي، وإن كانت إمكانياتك المادية بسيطة، بداخلك فن ولمسة خاصة لازم نغير لون الحرب الأسود للوحة ملونة فيها روح” وختمت الزهراء كلامها.

شذى يوسف-تلفزيون الخبر-اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى