العناوين الرئيسيةكي لا ننسى

الذكرى 83 لسلخ اللواء.. سوري رغم تتابع الويلات

قال السياسي البريطاني “دزرائيلي” إن “مصير العالم سيتقرر من خلال اسكندرون” وتحدث المؤرخ ستيفين لونغريج أن “مدينة الاسكندرون هي الألزاس واللورين السورية” وذلك لأهمية هذه المنطقة التي تآمرت فرنسا وبريطانيا وتركيا لسلخها عن وطنها الأم سوريا قبل 83 عاماً.

أصل الحكاية

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بخسارة الدولة العثمانية أقرت عبر معاهدة “سيفر” في عام 1920 بعروبة اللواء الذي يضم مدن انطاكية واسكندرون وأرسوز والريحانية والسويدية.

وأعلن الجنرال الفرنسي غورو ما سُمي لاحقاً بـ”مراسيم التقسيم” حيث صنف اللواء كدولة مستقلة في 1921، واستمرت كذلك حتى إعادة ربطها بالدولة السورية عام 1926.

واندلعت عام 1936 تظاهرات مطالبة بالاستقلال عمت جميع المدن السورية ما دفع فرنسا للرضوخ لمطالب السوريين، وعقدت مع سوريا معاهدة تتضمن الحرية والاستقلال بما في ذلك لواء اسكندرون.

ورفضت تركيا هذه الإجراءات وطالبت بتحويل اللواء إلى دولة مستقلة ورفعت القضية إلى عصبة الأمم، فيما خالفت فرنسا صك الانتداب الذي يمنع الدولة المنتدبة من التنازل عن أي جزء من الاراضي المنتدبة عليها.

بداية المؤامرة

بحثت عصبة الامم نهاية عام 1936 الطلب التركي الذي زعم أنه يريد حماية حقوق الاتراك من الاضطهاد ضمن اللواء، وأقر مجلس العصبة إرسال لجنه من 3 مراقبين دوليين لدراسة الوضع في اللواء.

وقدمت اللجنة تقريرها الذي أفاد بأن الأغلبية العظمى من السكان هم عرب سوريون، وأن الأتراك لا يشكلون إلا نسبة ضئيلة والسكان العرب يعارضون انضمام اللواء إلى تركيا.

سلخ اللواء..

اتفقت فرنسا وتركيا على جعل اللواء منطقة مستقلة ذاتياً في نطاق الوحدة السورية، وفي تموز 1938 دخلت القوات التركية بشكل مفاجئ إلى مدن اللواء واحتلتها وتراجع الجيش الفرنسي إلى أنطاكية.

وعقدت فيما بعد الحكومة التركية صفقة مع الحكومة الفرنسية بموافقة البريطانيين على ضمان دخول الأتراك إلى صف الحلفاء في الحرب العالمية الثانية مقابل السماح للأتراك بضم اللواء بشكل كامل.

وأشرفت الإدارة الفرنسية في 1939 على استفتاء في اللواء حول الانضمام لتركيا، فاز فيه الأتراك وشكك العرب بنتائجه خصوصاً أن الأتراك تلاعبوا بالأصوات لصالحهم.

وابتدأت سياسة تتريك اللواء وتهجير سكانه الأصليين حيث سُرقت كل أراضي السوريين الزراعية في تلك المنطقة، دون أن تدفع تركيا أموالاً للمتضررين ثم قام بفرض اللغة التركية على كل ما هو عربي في اللواء لتقوم تركيا في 29/11/1939 بسلخ اللواء كلياً عن سوريا وإعلانه مدينة تركية أسمتها “هاتاي”.

وتأتي ذكرى سلخ اللواء هذا العام لتُعيد تأكيد التزام المواطن السوري الوجداني والعاطفي والوطني مع قضية اللواء، مؤكداً أنه رغم ويلات سنين الحرب والضنك المعيشي والاقتصادي مازال متمسكاً باللواء كتمسكه بكل بقعه من بقاع الوطن السوري من اللواء حتى الجولان، معتبراً أنه حق أبدي لا يسقط بالتقادم ولا بتراكم الأوجاع.

يذكر أن السوري يربط اليوم بين ما تقوم به تركيا من عمليات احتلال وتهجير واغتصاب حقوق في الشمال السوري منذ مطلع الحرب على سوريا في 2011، وبين ما قامت به منذ 83 عاماً من جهة، وبين ما تقوم به ألية الاحتلال الصهيوني من فظائع في الجولان السوري المحتل وفلسطين المحتلة.

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى