العناوين الرئيسيةحلوة يا بلدي

“الدقاقين” في دمشق.. ملتقى مغمور لطرق عريقة

عند التقاء سوق البزورية بشارع مدحت باشا تقع منطقة الدقاقين أو ما يسمى شارع المجاهد حسن الخراط ويصل من مدخل البزورية بعد قطع شارع مدحت باشا إلى الباب الصغير (باب الحديد).

ويقع هذا الشارع يقع بين منطقتين عقاريتين، يمين الشارع منطقة الشاغور جواني (أي داخل السور) ويسار الشارع منطقة مئذنة الشحم العقارية.

وعُرفت جادة الدقاقين بهذا الاسم لتميّزها بدقّ قطع قماش الحرير المعروفة باسم (الصاية) وقطع قماش القطن المعروفة باسم (الديمة)، فضلاً عن دق قماش (الألاجة).

وكانت هذه المنطقة هي المصّب لكافة السلع والبضائع التي تأتي إلى دمشق حيث تصل الشاحنات الكبيرة إلى هذا الشارع وتفرغ بواسطة العتّالة إلى “الطنابر” المتواجدة هناك وتوزع إلى كافة أنحاء دمشق، بحسب التوثيقات.

ويتفرع عن شارع الدقاقين عند باب الحديد جادتان: الأولى نحو الشرق وتؤدي إلى ما يعرف بجادة الإصلاح والتي تعتبر من الشاغور الجواني فهي موازية لسور مدينة دمشق من جانبه الجنوبي.

وتتفرع الجادة الأخرى عنه نحو الغرب وصولاً إلى مناطق (الصمادية والخضيرية والياغوشية)، إلى جامع يحمل هذا الاسم، وتسند تسمية الخضيرية إلى القاضي المملوكي قطب الدين الخضيري.

وإلى الغرب من الخضيرية ثم إلى الشمال تكون الصمادية التي تتصل بسوق الصوف بنزلة (أرض منحدرة) تنعطف في نهايتها إلى الغرب بدخلة مسدودة إلى اليسار من نهايتها كانت مدرسة أبي عبيدة بن الجراح.

وكانت منطقة الدقاقين قلب دمشق القديمة، خاصة خلال الأعياد، إذ يأتي الأطفال من مختلف المناطق ليعَيّدوا فيها حيث تنصب المراجيح والدويخات والقلابات من مدخل البزورية حتى الحارة الثانية حيث ينتهي الشارع وتبدأ البيوت العربية.

في أواخر الستينيات حَلّت سيارات نقل البضائع الصغيرة مكان “الطنابر” بالتدريج إلى أن أتت الشاحنات الكبيرة في السبعينيّات.

وفقد الشارع بعد ذلك وظيفته كطريق واصل للبضائع لذهاب كل منها إلى منطقتها بدون العبور منه لتوفر وسائل النقل الصغيرة، وأصبحت محلاته، مؤخراً، تقتصر على بيع الجملة من المواد الغذائية وبعض السلع الأخرى.

تلفزيون الخبر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى