كاسة شاي

“الخروف الضاحك” رمزاً للعيد عند السوريين .. على الرغم من أنه الوحيد الذي “يتخورف”

مر عيد الأضحى هذا العام على السوريين بتغيرات بسيطة عن الأعوام الماضية، استمرار التعافي من آثار الحرب التي لم تنتهِ بعد، واستمرار منهجية الحكومة، وزيادة في استخدام الخروف الضاحك رمزاً للعيد.

فمعايدات عيد الأضحى التي تُزَيَّن عادة بالخروف الضاحك نقلت الواقع كما هو، بعد أن اقتصر عند الكثيرين على اعتباره رمزاً لعيد الأضحى فقط وشكلاً من أشكال زينة العيد ولوحاته.

وكثر استخدام صورة الخروف الضاحك على صور المعايدات والتصميمات المخصصة لعيد الأضحى، ما أثار الاستهجان عند البعض بأنه كيف يمكن لخاروف تتم تهيأته للذبح أن يستخدم كصورة على أنه مبتسم؟

بينما يرى البعض أنه لإضافة الفرادة والتميز استخدمت صورة غير ضاحكة للخاروف، من ذلك ماقالته مسؤول قسم التصميم في تلفزيون الخبر، مستهجنة وضع صورة لخاروف “عم يضحك” وهو في طريقه إلى الذبح.

وقالت أحد الآراء التي ناقشت الفكرة من جهة فلسفية: “كلٌ يؤدي دوره بالحياة، من هنا تأتي تصميات عيد الأضحى التي ترفق خاروفاً مبتسماً فهو سعيد لإسعاد غيره وتأدية دوره.

من جهة أخرى، كثر اتخاذ خاروف العيد كموضع للتهكم (على سبيل المضحك المبكي) على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعامل ربات البيوت معه كفسحة إبداعية تصنعن منه أشكالاً مجسمة بالقصاصات الورقية لتزين بها زوايا من منازلهن في العيد.

حيث تأتي هذه التحولات التي طرأت على رمزية وقدسية أضحية العيد في الآونة الأخيرة بسبب ارتفاع أسعارها، لتكشف هي بدورها عن أسنانها ضاحكة مبتهجة مشاركة السوريين عيدهم بعد أن غادرتها سواطير القصابين، إلا القليل منها.

وكان هذا القليل من أضحيات عيد السوريين في أكثره من جهة المغتربين السوريين وميسوري الحال في سوريا، والجمعيات الخيرية، فأسعار الأضاحي حلقت قبل العيد مجددة عهد الغصات السابقة التي عاشها السوريون “أصحاب الخدود المتأهبة للطم”.

إذا قالت أم محمد، سيدة أربعينية، لتلفزيون الخبر: “كنت سابقاً أبدأ بالتحضير لأضحية العيد قبل العيد بأسبوعين، يذهب زوجي إلى القصاب ويحدد الوزن والنوع ويتفق معه وكنا نحضره ونركنه في زاوية من زوايا حديقة منزلنا وفي صباح العيد يتم ذبحه وتوزيع الحصص”.

اليوم، تردف السيدة، “أصبح من غير الممكن التفكير بنذر أضحية حتى في الأيام العادية خارج المناسبات، حيث تحولت نذورنا إلى توزيع الخبز”، تكمل “وممكن أن تصل لذبح قليل من الدجاج، فارتفاع سعر الخواريف دفعنا للاستغناء عن هذا الطقس الذي كبرنا عليه”.

سيدة أخرى، فضلت عدم الكشف عن اسمها، قالت لتلفزيون الخبر: “إنها كانت سابقاً تنتظر أكثر من حصة من الأضاحي لتوزعها على عدة أسابيع، فيما بعد العيد، وتطهو منها ليأخذ أطفالها نصيبهم من التغذية في الوقت الذي بات فيه شراء أوقية من اللحم أمراً مكلفاً ويحملها نفقات غادرت قائمة نفقاتها منذ سنوات”.

ويرجع أحد القصابين في دمشق غلاء أسعار الأضاحي إلى “تحكّم مربي الأغنام بأسعارها”، معتبرين (القصاب ينقل على لسان المربين) أن “تكاليف تربيتها باتت مرتفعة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل أيضاً، فهناك تدقيق بين الريف والمدينة على نقل الأضاحي”.

وكان رئيس جمعية اللحامين بدمشق، أدمون قطيش كشف، مؤخراً، بحسب وسائل إعلام محلية، أن “أسعار الأضاحي تتراوح بين 2200 ليرة إلى 2250 ليرة لكيلو الخروف الحي”، مبيناً أنه من المتوقع ذبح حوالي 125 ألف أضحية في دمشق خلال فترة عيد الأضحى”.

وبيّن قطيش أن “سعر الأضاحي ارتفع بعد أن كان استقراره متوقعاً بين 2100 ليرة و2150 ليرة”، مردفاً أنه “كان من المتوقع أن يهبط سعر الخروف بعد عيد الأضحى إلى 2000 وأن عدم هبوطه إلى أكثر من ذلك يعود لذبح كميات كبيرة منها في عيد الأضحى”.

يذكر أن ارتفاع الأسعار خلال الأعياد فى سوريا لم يقتصر على الأضحيات بل طال الحلويات والملابس الجاهزة، والمستعملة منها (البالة)، لتتابع غيمة خيرات العيد انقشاعها عن كثير من منازل السوريين الذين باتوا يعتاشون على أمل “تنفرج الأحوال” وتعود بهجتهم في مناسبات أخرى مشابهة إلى سابق عهدها.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى