العناوين الرئيسيةع البال

“الحكيم” وَ “عدو التسويات” .. جورج حبش في ذكرى الرحيل

تبدو قصة حياة جورج حبش أو الحكيم كما لقب دائماً كرواية تاريخ للقضية الفلسطينية، حيث تشكّل وعيه مع الدمار والدماء والمجازر والتهجير ، وعاش حبش مآسيها وتفاصيلها التي شكلت شخصيته النضالية المقاومة.

وكشفت هذه المأساة عن روح حبش الثائرة، فانضم مبكراً إلى كتائب الفدائيين العرب ليسترد وطنه المسلوب وأرضه التي تم تهجيره منها.

ولد حبش عام 1926 في مدينة اللد، وهاجر من فلسطين المحتلة قسراً في أعقاب حرب 1948متوجهاً إلى لبنان، وفيها تخرج طبيباً من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1951 في تخصص طب الأطفال.

وعمل في مجال دراسته بالعاصمة الأردنية عمان والمخيمات الفلسطينية، ثم استقر في دمشق عام 1982 ثم عاد واستقر في الأردن منذ عام 1992.

حبش الذي عُرف واحداً من القادة الذين لا يقبلون الحلول الوسط، تبلورت أفكاره وتعزز انتماؤه القومي، فأسهم في إعادة صياغة جمعية “العروة الوثقى” وتحويلها إلى منتدى سياسي وفكري، لتناول الحالة السياسية الفلسطينية، وتعزيز العلاقات بين الشباب العرب.

قام بتشكيل “كتائب الفداء العربي” التي التف حولها جمع من الشباب العرب ونفذت عمليات عسكرية عدة ضد أهداف “إسرائيلية” في الأرض المحتلة.

ترك جورج حبش مهنة الطب واتجه إلى ميدان السياسة، فأسس مع مجموعة من رفاقه “حركة القوميين العرب” عام 1951، وكانت الحركة تسعى إلى خلق حالة نهوض عربي شامل.

وانتقل إلى الساحة الأردنية، حيث واصل حراكه السياسي قبل أن يغادر الأردن إلى سوريا ثم إلى بيروت بهدف تشكيل خلايا لـ”حركة القوميين العرب” في الدول العربية.

وأسس حبش “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” وأعلن انطلاقتها في 11 كانون الأول 1967، وتشكلت الجبهة نواةً لحزب ماركسي لينيني، مع التركيز على البعد القومي العربي ميداناً للعمل.

واصل حبش قيادته “الجبهة الشعبية” أميناً عاماً حتى عام 1999، وترك موقعه طوعاً وخلفه أبو علي مصطفى الذي اغتالته إسرائيل في 27 أغسطس 2001 في رام الله.

وعاش الحكيم بعد استقالته في العاصمة الأردنية عمان متفرغاً للإشراف على مركز للدراسات والأبحاث، إلى أن توفي يوم 26 كانون الثاني 2008، في عمّان ودفن فيها.

ولطالما كان حبش هدفاً لـ”الموساد” على مدى سنوات طويلة، وحاول الجهاز “الإسرائيلي” عام 1973 اختطافه حين اعترضت مقاتلات “إسرائيلية” طائرة مدنية عراقية وأجبرتها على الهبوط في مطار “بن غوريون”، ومن ثم سمحت لها بالإقلاع والمغادرة بعد أن تبين خطأ المعلومات الاستخبارية، وأن حبش لم يكن على متنها.

وكان صدر في تل أبيب كتاب سيرة عن حبش للمؤرخ “الإسرائيلي” إيلي غاليا، قال فيه: إن حبش “كان واعياً إلى أن العنف الثوري ليس بديلاً للحركة الشعبية”، ووصفه بـ”العدو اللدود” “لإسرائيل” و”عدو التسويات”.

يذكر أنه صدرت في العام الماضي مذكرات الحكيم جورج حبش تحت عنوان “صفحات من مسيرتي النضالية” يحكي فيها تجربته النضالية التي امتدت لما يقارب نصف قرن.

 

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى