فلاش

الحفر الفنية تلوّث الآبار وتهدد الأراضي الزراعية.. 11 عاماً وأهالي بسيسين بجبلة ينتظرون الصرف الصحي

اشتكى عدد من أهالي منطقة بسيسين بمدينة جبلة من عدم وجود شبكة صرف صحي في القسم الجنوبي منها واعتمادهم حتى اليوم على الحفر الفنية.

وأكد الأهالي لـ”تلفزيون الخبر” أنهم في عام 2007 تقدموا بعدة شكاوى إلى مديرية الخدمات الفنية في اللاذقية لتنفيذ خط الصرف الصحي، إلا أنه وحتى تاريخه لم يُنفّذ شيء على أرض الواقع.

والطامة الكبرى بالنسبة لأهالي بسيسين هو معاناتهم من “دويخة” التنقل بين الخدمات الفنية وبلدية جبلة، موضحين أن “الخدمات الفنية تقذف بالمشتكين إلى بلدية جبلة، لتعلّق الأخيرة الشكوى على شمّاعة عدم وجود ميزانية وتقذف بهم مجدداً إلى المحافظة ليعاودوا الكرة من جديد”.

وأضاف الأهالي: “في العام الماضي قمنا بمراجعة المعنيين بالبلدية لتنفيذ خط صرف صحي رئيسي إلا أنهم تحججوا بعدم وجود مصب, فقمنا بالتواصل مع حوض الساحل بجبلة وحصلنا على الموافقة لمد خط الصرف الصحي لبسيسين إلى جانب خط ري قديم موجود ضمن أراضي تابعة لـحوض الساحل”.

وأردف الأهالي: “عندما راجعنا البلدية واخبرنا المعنيين بموافقة حوض الساحل عادوا إلى نغمتهم القديمة وهي عدم وجود ميزانية”، متسائلين: “هل يعقل انه منذ عام 2007 ولغاية عام 2018 لا توجد ميزانية لمد خط صرف صحي؟”.

والأنكى من ذلك بحسب الأهالي “هو انبعاث الروائح الكريهة على مدار الساعة وتجمع الحشرات الضارة” ناهيك عن “تعرض الآبار الارتوازية الموجودة في المنطقة للتلوث بسبب تسرب المياه الآسنة إلى الآبار”.

وأشاروا إلى أن “الحفر الفنية أصبحت فوق سطح الأرض ما أدى لسريان المياه الآسنة في الأراضي الزراعية وتشربها بالتربة بالإضافة لتسلّلها إلى مياه الآبار”.

وبيّن الأهالي “أنهم تقدموا بشكوى إلى وزارة الصحة بسبب تلوث مياه الآبار، فتم تحويلهم إلى مديرية صحة اللاذقية التي حولتهم بدورها إلى مديرية الخدمات الفنية التي قذفتهم مجدداً إلى بلدية جبلة، ليعودوا إلى منازلهم ولسان حالهم يقول: “كأنك يا أبو زيد ما غزيت”.

كما أشار الأهالي إلى أن “بلدية جبلة نفذت العام الماضي تفريعتين للصرف الصحي الأولى بطول 400 متر والثانية بطول 200 متر وتم وصلهما ببعضهما البعض بانتظار تنفيذ الخط الرئيسي”.

من جانبه، قال باسم اسبر مدير الشؤون الفنية بمجلس مدينة جبلة لتلفزيون الخبر “: “في عام 2011 انضمت بسيسين ومزارعها للحدود الإدارية لمجلس مدينة جبلة” اذ كانت قبل هذا التاريخ تُخدّم من قبل مديرية الخدمات الفنية في اللاذقية، ورغم ذلك نفّذت بلدية جبلة مشاريع صرف صحي في بسيسين خلال عامي 2003 – 2009، وذلك ضمن خطط مرحلية لاستكمال شبكة صرف صحي بالمنطقة بشكل كامل.

وأضاف اسبر: “ضمن الإمكانيات المتاحة لمجلس المدينة نقوم بتنفيذ مشاريع في المناطق التابعة لجبلة”، مشيراّ إلى “تنفيذ مشاريع في بسيسين خلال 2013 و 2015, وآخرها كان عقد بدأ العمل به عام 2016 وتم الانتهاء منه عام 2017 بقيمة 48 مليون ليرة لإنشاء خط صرف صحي مجمع لجمع خطوط الصرف الصحي في المنطقة”.

وأكد اسبر أن “مكتب الدراسات بالبلدية قام بمسح منطقة بسيسين ودوير الخطيب لمعرفة حاجة المنطقة للصرف الصحي ولتزفيت الطرق، وتبين من الدراسة أن البلدية بحاجة إلى 150 مليون لتخديم المنطقة بالصرف الصحي”.

وأردف: ” تعد بسيسين منطقة ينابيع ولذلك فان القساطل الإسمنتية غير مجدية، الأمر الذي جعل البلدية بصدد تنفيذ قساطل “بولي ايتلين” لميزاتها بأنها عديمة التسرب وذات ديمومة, واستطرد: “رغم تكلفتها العالية إلا أنها مجدية اقتصادياً”.

وأوضح اسبر أن “الدراسة باتت جاهزة ومصدقة من مجلس المدينة إلا أنها بحاجة إلى الاعتماد، مشدداً على أن خط الصرف الصحي الرئيسي في بسيسين والذي طوله 1800 متر له الأولوية ضمن خطة مجلس المدينة، ملمحاً في الوقت ذاته إلى انه حتى إذا توفر الاعتماد فانه سيتم تنفيذه على مراحل، وضمن المرحلة الأولى سيتم تنفيذ 400 متر على أن لا تتأخر المرحلة الثانية كثيراً.

حديث اسبر وخطة مجلس المدينة المرحلية والأولوية التي احتلتها بسيسين في أجندة المجلس، جميعهم برسم الاعتماد أي الميزانية المفقودة منذ عام 2007 والشماعة التي عُلق عليها خط الصرف الصحي الرئيسي لأكثر من 11 عاماً.

صفاء إسماعيل – تلفزيون الخبر – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى