محليات

الحسكة تستعد لأعياد الميلاد

تقلصت مساحة الفرح في حياة السوريين بعد ست سنوات من الحرب التي عاشوها بكل مرها، ولكن رغم كل هذه المآسي يستطيع السوريين استغلال بعض الفرص ليقنصوا بعض الساعات من الفرح، خصوصا في أيام الأعياد أو المناسبات الخاصة واللقاءات الاجتماعية ، ومنها أيام أعياد الميلاد.

ويعد شهر كانون الأول من كل عام شهرا مميز في حياة السوريين وأهالي محافظة الحسكة بشكل خاص باعتبار المحافظة صورة مصغرة عن سوريا ومثالا للتعايش والمحبة بين كافة المكونات، ويحاول الكثير من أبناء مدينة الحسكة إعادة ذلك الفرح الذي كاد أن يختفي من أجواء مدينتهم.

وقال القس كبرئيل عمانوئيل خاجو كاهن كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس بالحسكة لتلفزيون الخبر “بعد سنوات الحرب الطويلة يعيش المسيحيون كغيرهم من أبناء محافظة الحسكة حياة مليئة بالحزن والأسى على الواقع المرير الذي يعيشه وطنهم سوريا ومحافظتهم الحسكة”.

وأضاف خاجو “بعد أن هاجر ما يقارب الـ 50 % منذ بداية الحرب على سوريا سواء أن كانت هجرة خارجية إلى بلدان الاتحاد الأوروبي أو كندا أو استراليا وهي الدول التي ساهمت بشكل كبير عبر مشروع منظم لتفريغ المنطقة من مكون مهم لعب دورا كبيرا في بناء حضارة هذه البلاد منذ مئات وآلاف السنين، أو الهجرة الداخلية إلى محافظات سوريا أكثر أمانا واستقرارا مثل العاصمة دمشق ومدن الساحل السوري”.

ولفت خاجو إلى أن هذه الهجرة المخيفة أهم أسبابها الخوف من ظاهرة الخطف مقابل الفدية المالية التي انتشرت في نهاية 2012 وحتى نهاية 2013، بالإضافة إلى الهجمات المتعددة للتنظيمات الإرهابية المسلحة على مدينة الحسكة بشكل خاص والمأساة التي تعرض لها أبناء الريف الآشوري إبان غزو تنظيم “داعش” لقراهم في شباط عام 2015 وخطف 270 مدنيا لمدة تزيد عن العام.

وأوضح خاجو أن كل هذه العوامل أدت إلى تشكل مخاوف لدى سكان الحسكة بشكل عام والمسيحيين مثل غيرهم من أبناء المحافظة، وتعددت أهداف المهاجرين بين خائف على حياته وحياة أبنائه والخوف من المستقبل المجهول، وبهذه الهجرة خسرت الحسكة العديد من كفاءاتها وخبراتها في جميع المجالات الطبية والهندسية والحرفية والصناعية.

وبحسب القس خاجو، فالحصار البري المفروض على محافظة الحسكة من قبل التنظيمات الإرهابية منذ أكثر من 5 سنوات أدى إلى ارتفاع في أسعار المواد الأساسية اللازمة لمعيشة المواطن ما اثر بشكل سلبي على حياته اليومية وعادته و أعياده.

وقال خاجو “ولكن سعت الكنائس في الحسكة لتشجيع أبنائها المتمسكين بالوطن على تأمين حياة كريمة وتعزيز العامل النفسي لديهم من خلال النشاطات والأعمال التي تسعى للحفاظ على دور الشباب وإعطاء الأطفال حقهم في التعليم والترفيه”.

وأضاف خاجو “خلال السنوات الأخيرة كانت الكنائس تسعى لنشر جو من التفاؤل والفرح بين أبناء الرعية من خلال إضفاء نكهة مميزة لأجواء العيد تمثلت بوضع شجرتي ميلاد عملاقتين أمام مطرانية السريان الأرثوذكس وفي ساحة الرئيس حافظ الأسد بالتعاون بين هيئة مار افرام البطريركية للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي”.

ووجه خاجو تحية إلى كل من كان له دور في إضفاء السعادة ورفع الروح المعنوية لدى أبناء المدينة، ما شكل لديهم دافعا ورغبة ودعما للاستمرار في صمودهم.

عطية العطية – الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى