موجوعين

الحسكة بلا خبز.. والمعنيون يتقاذفون المسؤولية

تعيش مدينة الحسكة أزمة قديمة جديدة تكررت أكثر من مرة خلال سنوات الحرب التي تعيشها البلاد نتيجة توقف عدد من المخابز العامة بالمدينة بسبب انقطاع الكهرباء و تعطل مجموعات التوليد فيها بالإضافة إلى النقص الحاد بمادة الطحين و تقاذف المسؤوليات بين الجهات المعنية ( المطاحن – المخابز – التموين – شركة الكهرباء ) .

فبعد 17 يوم على التوقف المستمر للعمل بمخبز الحسكة الأول ( المساكن ) الآلي بمدينة الحسكة نتيجة تعطل مولدة الكهرباء الخاصة به و انقطاع التيار الكهربائي ، توقف مخبز آذار الآلي بمدينة الحسكة هو الأخر عن العمل نتيجة نقص الطحين وهو نفس السبب الذي يهدد مخبزي الباسل بحي غويران و السابع من نيسان الاحتياطي بحي الصالحية بتوقف العمل فيهما .

وقال مدير فرع شركة المطاحن المهندس جرجس قومي لتلفزيون الخبر أن هناك أزمة حقيقية في إنتاج الطحين نتيجة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي و نقص المياه فانخفضت الكميات المنتجة بنحو50 % إضافة إلى توقف إنتاج المطاحن الخاصة الأربعة المتعاقد معها ( اثنين في مدينة الحسكة و مثلها بمدينة القامشلي ) لدخولها فترة التصفية واعدا بتحسن بالإضافة لموجة الحر الشديد التي أثرت على عمل الآلات ميكانيكيا .

وبحسب القائمين على صناعة المادة اثر نقص الطحين بشكل سلبي على عمل الأفران الخاصة في كافة مناطق محافظة الحسكة وعمل المخابز العامة في مدن رأس العين و عامودا و المالكية و التي مهددة هي الأخرى بالتوقف التام عن العمل رغم كل الوعود الرسمية بحل هذه المشكلة.

ولاقت الأزمة الحاصلة في المدينة رواجا كبيرا في السوق السوداء حيث نشطت بشكل ملحوظ و وصل سعر كيس الخبز 16 رغيف من 200 إلى 250 ل.س بحسب النوعية .

وكان محافظ الحسكة المهندس محمد زعال العلي أكد خلال لقائه المعنيين بإنتاج الخبز ( وجود خلل في إنتاج الخبز من حيث الجودة والوزن ونوعية الطحين والأقماح الداخلة في صناعته يضاف إليه التراجع الكبير في انتاجية المطاحن بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وضعف الإدارات تجاه متابعة العمل في المطاحن و تعطل المولدات في المخابز العامة ) .

من جانبه أوضح مدير فرع المخابز العامة بالحسكة المهندس محمد بشير عمر لتلفزيون الخبر أن انقطاع الكهرباء و تعطل المولدات و نقص مخصصات الطحين اثر بشكل سلبي و كبير على إنتاج الخبز و نقص كمياته من المخابز العامة بمدينة الحسكة وخروج مخبزين عامين عن العمل وهما الحسكة الأول و آذار الآليين .

وتابع مدير فرع المخابز أن رفض إدارة المطاحن العامة بالمحافظة من استلام الحبوب ذات الدرجة الأولى و الثانية من قبل فرع مؤسسة الحبوب نتيجة تكيسها و إصرارهم على استلام القمح ذو الدرجتين الثالثة و الرابعة من فرع الصوامع بعد غربلته انعكس بشكل سلبي على جودة و نوعية الرغيف .

بدوره أكد مدير شركة كهرباء الحسكة المهندس محمد الذياب ( أن مطاحن المحافظة مستثناة من التقنين الكهربائي إلا أن انخفاض الكميات المنتجة من الكهرباء في محطة توليد السويدية نتيجة الأعطال الفنية فيها وعدم انتظام كميات الكهرباء القادمة من سد تشرين وأوقاتها أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن المطاحن في بعض الأحيان ما ينعكس مباشرة على إنتاجها ).

ويبقى ابن مدن محافظة الحسكة التي تعد أرض القمح ومركز زراعته في سوريا في حيرة من أمره حتى يجد مسؤولو المحافظة حلا لمشكلة الخبز الذي يعد المصدر الأساسي للغذاء وسط ارتفاع أسعار مستلزمات الغذاء الأخرى فضلا عن النقص في توافرها.

                                                                                                             عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى