العناوين الرئيسيةمجتمع

الجمعيات الخيرية في سوريا: “العين بصيرة واليد قصيرة”.. والحلبيون: “الله معنا”

مع دخول فصل الشتاء لهذا العام ينشغل الحلبيون في البحث عن وسائل للتدفئة تلائم وضعهم المادي السيّئ، فمنهم من جمع الحطب ومنهم من ادخر كمية قليلة من المازوت والغالبية ينتظرون الفرج من الله أو مساعدة تنتشلهم من الواقع السيء القادم، لاسيما أن برد هذا العام قارس.

الكثير من قصص الأهالي نسمعها يومياً عن كيفية استقبال فصل الشتاء وما تم تحضيره في ظل الظروف الصعبة الراهنة من ارتفاع أسعار وسائل التدفئة من جهة وعدم توفر المال اللازم لشرائها من جهة أخرى، فيما يعلق الأهالي آمالهم على الجمعيات الخيرية والمحسنين لمساعدتهم علّهم يكسرون برودة الشتاء.

أبو محمود من أهالي حي الميسر يروي لتلفزيون الخبر معاناته في تأمين احتياجاته خلال فصل الشتاء بأنه لم يتم توزيع مادة مازوت التدفئة لنسبة كبيرة من الأهالي الأمر الذي دفعه أن يفكر بالحطب ومع ذلك تكلفته كبيرة جداً فضلاً عن صعوبة تأمينه.

وتابع: “عقدنا الأمل على الجمعيات الخيرية لمساعدتنا إلا أنهم يقتصرون على عائلات محددة في التوزيع معللين ذلك أنها معايير المتبرعين لايمكن تجاوزها، واكتفى ابو محمود بالقول “نحن معنا الله”.

وفي ذات السياق تحدثت سيدة لتلفزيون الخبر في حي السكري بأنها باتت تسعى لتأمين ملابس شتوية مستعملة من المحسنين لدرء البرد القادم كونها لاتستطيع شراء الألبسة الجديدة لارتفاع ثمنها كثيراً، مضيفة “حتى كهربا ما عنا يادوب مشغلين أمبير للانارة”.

من جهة أخرى قال “ابراهيم” أحد المسؤولين في الجمعيات الخيرية العاملة ضمن مدينة حلب: إن “مهمة الجمعيات في تقديم خدماتها للأهالي كبيرة جداً ومع ذلك نعمل على تأمين أكبر قدر ممكن من لوازم الأهالي في مجابهة فصل الشتاء لهذا العام.”

وتابع ” إلا أن حاجة الأهالي كبيرة جداً بالمقارنة مع حجم التبرعات التي تتلقاها الجمعية الأمر الذي يحملنا عبء البحث أكثر عن موارد لدعم المحتاجين”.

بدوره يقول “هيثم” مدير أحد الجمعيات الخيرية أنه “تم توزيع ألبسة شتوية لما يقارب 1300 طفل يتيم وذلك عبر جمع التبرعات من التجار والصناعين الموجودين في مدينة حلب وذلك حسب معايير الأشد حاجة وفقراً، إلا أنه هناك آلاف الأطفال الآخرين يحتاجون أيضاً، معبراً بالمثل الحلبي “العين بصيرة والإيد قصيرة” .

وعلّق “هيثم” على عمل المنظمات الإنسانية في مساعدة أهالي مدينة حلب: بأن “المنظمات كان لها دوراً كبيراً ومازال إلا أن دورها في الفترة الأخيرة بات يتركز على التنمية المجتمعية وتفعيل مشاريع سبل العيش الأمر الذي أدى إلى تدني حجم المساعدات الإغاثية من ألبسة وأغذية”.

وفي المقابل قال “صالح بركات” مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بحلب لتلفزيون الخبر: إنه “في مدينة حلب ما يزيد عن 25 جمعية خيرية وأهلية فاعلة تعنى بالشأن الإنساني والإغاثي.”

وتابع “لكن الحاجة أكبر بكثير من قدرة الجمعيات فيما يتعلق بتأمين مستلزمات فصل الشتاء ووسائل التدفئة التي تُوزع على الأهالي المحتاجين”.

وبين أن “عمل الجمعيات في توزيع المواد اللازمة يعتمد على المتبرعين والمحسنين من أهل المدينة إلا أن الحرب دمرت معظم أعمالهم ومنشآتهم الأمر الذي أدى إلى تدني حجم التبرعات وفي المقابل ازدادت الحاجة نتيجة الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد”.

من جهة أخرى نوه “بركات” إلى أن “الحصار المفروض على البلد وصعوبة تحويل الأموال من المتبرعين المقيمين خارج القطر أيضاً ساهم في زيادة حجم المعاناة والحاجة لدى الأهالي”.

إلى ذلك يبقى معظم أهالي حلب ينتظرون حتى “الله يفرجها عليهم” لايجاد وسائل يقاومون فيه برودة الشتاء القادم ويحمون أنفسهم وعائلاتهم من الأمراض الناتجة عن البرد، وسط تعدد الأزمات التي تشهدها البلاد.

ابراهيم حزوري – تلفزيون الخبر – حلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى