كاسة شاي

“البقسمة”.. بوظة الشتاء في السويداء

ينتظر أهالي محافظة “السويداء” في فصل الشتاء، من كل عام، تساقط الثلوج، بفارغ الصبر لتذوق طعم ما يعرف شعبياً، بأكلة “البقسمة” أو “بوظة الشتاء”، ذات المذاق البارد الحلو، والتي تضيف بردوتها دفئاً، على أجساد متذوقيها.

وعن طريقة تحضير “البقسمة” تحدث العم أبو حسن لتلفزيون الخبر ” يتم إحضار كمية من الثلج النظيف، ثم يدق بواسطة الملعقة، من أجل طحن ذرات الثلج”.

وتابع “يضاف إليها القليل من دبس العنب الحلو ويخلط مع بعضه بشكل جيد، وبعدها تسكب في زبادي صغيرة الحجم، وتقدم إلى الضيوف كنوع من البوظة أو المحلى، والبعض يفضل أكلها من إناء واسع على شكل مجموعات”.

وأضاف ابو حسن ” علينا انتظار نزول ثلاث ثلجات متتالية حتى نتمكن من تحضير “البقسمة” حيث توارثنا عن أجدادنا، عدم أكل أو تذوق الثلج في أول هطول له، حيث كانوا يقولون “أول ثلجة سم، والثانية دم، والثالثة كول ولا تهتم” “.

من جهتها قالت إم سمير( 75) عاماً، لتلفزيون الخبر “يعد تحضير البقسمة بمثابة احتفال لجميع أفراد العائلة، فعند تساقط الثلج، ترى جميع أفراد العائلة يجتمعون، لجمع الثلج، ومشاهدة كيفية عمل “البقسمة”، وبعدها نجتمع كلنا لتناولها بجانب المدفأة بشهية”، مضيفةً ” بتعرفي خالتي بيستنوا هالأكلة من السنة لل السنة”.

وأكملت متنهدة “يا خالتي كنا نعزم على “البقسمة”، قرايبنا و رفقاتنا، ونضل كل السهرة عمناكل فيها”، وأكملت متحسرة “اسقالله هذيك الأيام”.

و لـ “البقسمة” فوائد غذائية ودوائية متعددة، حيث تمد الجسم بالطاقة والحيوية كونها تحتوي على “دبس العنب الحلو”، والذي يحتوي على سعرات حرارية عالية، وبالتالي يجعل حرارة الجسم عالية رغم البرد الشديد، وخاصة في المناطق الجبلية.

يذكر أن أهالي محافظة السويداء، مازالوا يحافظون على العديد من عاداتهم وتقاليدهم القديمة، بالرغم من الحداثة، التي حلت بتلك المحافظة.

كما شهدت محافظة السويداء هطولات ثلجية غزيرة، في الأيام الأخيرة الماضية، بعد تعرض البلاد لمنخفض جوي قطبي، كان أغزرها غربي قرية “سالي”، حيث بلغت سماكة الثلوج 30 سنتيمتراً.

منار محرز – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى