موجوعين

الأم وزوجها قلعا أظافرهم .. تفاصيل رحلة التعذيب الوحشية لأبناء الشهيد في سلمية تصدم السوريين

لا يمكن لمن يسمع قصة تعذيب زوج الأم لأطفالها أن يصدق أن هناك أماً تستطيع التخلى عن انسانيتها ومشاعرها وأمومتها بهذه الطريقة، وأن تشارك بتعذيب أولادها بالتعاون مع زوجها بهذه الوحشية التي قامت بها أم الطفلين نتالي وأمير، في مدينة سلمية بريف حماة.

تلفزيون الخبر دخل إلى منزل الطفلين نتالي (6) أعوام وأمير (3) أعوام، للإضاءة على رحلة العذاب التي تعرضا فيها لأبشع الأساليب البربرية من إطفاء السجائر بأجسادهما، إلى الحبس والتجويع وقلع الأظافر، على يد أمهما وزوجها، قبل أن يلقى القبض عليهما.

وقال عم الطفلة لتلفزيون الخبر “بعد استشهاد أخي، تزوجت والدة الطفلين، من المدعو م.ج الذي كان يعمل على سيارة تكسي وسكنت معه في منزله” .

وأضاف “بعد زواج أمها، بدأت تظهر على الطفلة بعض التغيرات، حيث أصبحت أكثر انعزالية في المدرسة عن باقي الأطفال حسب أساتذتها، وكانت تبدو عليها آثار سوء التغذية وعدم الاهتمام.”

وتابع عم الطفلة “انقطع التواصل بشكل كامل بين أهل الشهيد وزوجته بعد الزواج حيث غيرت الزوجة أرقامها وامتنعت بشكل نهائي عن التواصل مع أقرباء زوجها، رغم محاولة أقرباء الأطفال المتكررة رؤيتهم ولكن لم يتم استقبال أحد منهم ويبقى الحديث على باب المنزل ويمنعوا من الدخول” .

وتحدثت عمة الطفلة، لتلفزيون الخبر “أبلغونا الجيران عن سماع صراخ الأطفال وبكائهم بشكل دائم وحتى ساعات متأخرة من الليل، نتيجة ضربهم وتعذيبهم من قبل زوج والدتهم”.

وأضافت “ذهبنا عدة مرات إلى منزلهم ولكن كانوا يمنعونا من الدخول ورؤية الأطفال ويتحججون في كل مرة نذهب فيها لمنعنا من رؤيتهم، وكلما طلبنا من الجيران أن يقوموا بالشهادة لتقديم بلاغ للشرطة ضد الزوج، كانوا يقابلوننا بالرفض خوفا منه ومن قيامه بأي رد فعل تجاههم.”

وتابعت العمة “بعد عدة محاولات تعاون معنا أحد أقرباء المذكور وقمنا بتقديم ادعاء إلى النيابة العامة في سلمية، ذكرنا فيه تعرض الطفلين ناتالي تولد ٢٠١٣ وأمير تولد ٢٠١٦ للتعذيب من قبل والدتهما وزوجها المدعو م.ج، حيث قامت دورية من الشرطة بإلقاء القبض على المذكور م.ج وزوجته ر.ح وإحضار الطفلين”.

وأكملت “عند مشاهدة الأطفال لوحظ بشكل ظاهر آثار الحروق الناجمة عن إطفاء السجائر في أجسادهما، إضافة إلى وجود آثار لربط حبل على عنق الطفلة وجروح وكدمات في مختلف أنحاء الجسم ونزع أظافر الطفلين باستخدام “البانسة” .

إضافة إلى” نحول في جسمي الطفلين ناجم عن سوء التغذية، إضافة إلى إصابة أمير بمرض السحايا نتيجة تعرضه لأشعة الشمس لأوقات طويلة”.

ونوه أقرباء الطفلين إلى أنه “بعد دخول الشرطة إلى منزله عثر على أربع قنابل إحداها منزوعة المسمار ومثبتة بشريط لاصق وخنجرين و”كلبشة” كان يستخدمها لربط الطفلة بالطاولة”.

وأضاف عم الطفلين: إن “زوج الأم كان يقوم بتصوير عملية التعذيب والضرب حيث عثر في موبايله على مقاطع فيديو توثق عملية التعذيب”.

وتحدثت نتالي، مواليد 2013، لتلفزيون الخبر أن “المدعو م.ج كان يوقظها وأخيها ليلا من النوم ويرميهما في الحمام ويقوم برش المياه عليهم وضربهم وتعذيبهم”.

وقالت نتالي “أكثر ما كان يزعجني هو عندما يشتم أبي الشهيد وكان ذلك يؤلمني أكثر من الضرب أو إطفاء السجائر في جسمي” .

وأضافت نتالي “كان يقوم بربط يداي وقدماي ورمي فتات الخبز أمامي على أرض الحمام، وكنت ألتقط فتات الخبز بفمي كون يدي كانتا مربوطتين خلف ظهري” .

وتحدث الطبيب الشرعي، رامي رزوق، الذي كشف على الطفلين، لتلفزيون الخبر قائلاً “بناءً على الاتصال الهاتفي من السيد رئيس النيابة العامة في سلمية القاضي أسامة خضور تم استدعائي من أجل الكشف عن الأطفال “نتالي ج” والطفل “أمير ج ” حيث تم الكشف عليهما بحضور النيابة”.

وتابع الطبيب الشرعي “من خلال الكشف السريري على الطفلة نتالي تبين وجود كدمات عديدة على الجبين والوجنتين والأنف والذقن مع تورم شديد بالكف السفلي رضي المنشأ وكدمات وسحجات حول الرقبة وعلى كامل الظهر والصدر”.

كما “تبين في الكشف أيضاً ضياع لمادة الجلد على الساق اليسرى والساعد الأيسر مع قص شعر الرأس بطريقة بشعة، وظهرت علامات جبر وشدة كبيرة على الأظافر (محاولات قلع) مع فقدان جزء كبير من الأظافر ونزف”.

وأشار الطبيب إلى أن “الكدمات كانت بأعمار مختلفة، مما يشير إلى تعنيف مديد ومتكرر”.

وتابع الطبيب ” أما أخيها أمير صاحب الثلاث سنوات، تبين وجود مشكلة لديه في الاستيعاب والحديث (لا يتناسب مع عمره لعدم اختلاطه مع العالم الخارجي) نتيجة حجز الحرية وعدم الاختلاط” .

وأكمل الدكتور رامي رزوق “من خلال فحص الطفل تبين عليه علامات جبر وشدة عديدة وندبات دائرية الشكل بقطر نصف سنتمتر وخاصة في منطقة أسفل البطن والمؤخرة، والطرفين السفليين، إضافة إلى نحول شديد يشير إلى سوء تغذية، إضافة إلى قلة نظافة وإهمال أدى إلى التهابات وفطريات”.

يشار إلى أن قصة الطفلين شهدت رفضاً شعبياً واسعاً من أهالي المنطقة، ومطالبات باتخاذ أشد العقوبات بحق الأم وزوجها، وقال أحد المصادر المطلعة، لتلفزيون الخبر إن “رجال الشرطة الذين شاهدوا الأطفال معظمهم بدأوا بالبكاء من وحشية المنظر”.

يذكر أن والد الطفلين كان قد استشهد في نهاية عام 2016 أثناء الاشتباكات مع المجموعات المسلحة في جبهة السطحيات غربي مدينة سلمية.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى