كاسة شاي

الأربعاء 18 نيسان عيد رأس السنة الإيزيدية

يحتفل الإيزيديون في العراق و سوريا و بلاد المهجر بأول أربعاء في السنة باعتباره عيد رأس السنة الإيزيدية ويسمونه “جرشما سري نيساني” أوما يسمى عند العامة “الأربعاء الأحمر” هو يوم تكوين الخليقة، حيث يصادف في هذا العام يوم الأربعاء18 نيسان 2018 أول يوم من شهر نيسان الشرقي الذي يتأخر عن نيسان الغربي ثلاثة عشر يوماً.

والديانة الإيزيدية تعد وريثة الديانات السومرية والبابلية والآشورية وهي إحدى الديانات الشرقية القديمة والعريقة في بلاد مابين النهرين، حيث يعتمد الحساب الشرقي في الأعياد والمناسبات وهذا لا ينطلق من اعتبارات خاصة ذاتية لا عاطفية مرحلية وإنما من رؤية من تاريخها ودستورها الديني.

وعيد رأس السنة الإيزيدية خير مثال على ذلك والذي يصادف في يوم الأربعاء الأول من شهر نيسان بالتقويم الشرقي أو الشمسي، حيث يحظى شهر نيسان بقدسية خاصة لدى الإيزيديين حيث لا يحرثون الأرض ولا يقطعون الأشجار وكذلك لا يجوز أن يتزوج الإيزيديين في نيسان، ولكل تلك المحرمات تفسيرها الخاص في الميثولوجيا الايزيدية.

وتبدأ العوائل الايزيدية بالتحضير لعيد رأس السنة، اعتباراً من مساء الثلاثاء، حيث تحضر عجينة خاصة تدهن قبل أن تخبز وتوزع على الجيران والفقراء وعلى قبور الموتى وتسمى “ساوك”.

كذلك تقوم كل عائلة نهار الثلاثاء، بقطف باقة من وردة نيسان(شقائق النعمان)، لتعليقها صبيحة الأربعاء مع القشور الملونة للبيض المسلوق أعلى عتبة البيوت، كدليل لقدوم الربيع وعيد رأس السنة الايزيدية، ويأتي اهتمام الايزيدية بشقائق النعمان التي تسمي بوردة نيسان، اعتقاداً منهم بأن الله قد أكمل خلق الكون في الأربعاء.

وكذلك في المعتقد اليزيدي في الأول من نيسان نزل تاووس ملك على أرض لالش فاخضرت الأرض وبدأت الحياة، بالإضافة إلى زيارة المقابر صبيحة الأربعاء وتزور العوائل بعضها البعض للتهنئة بمناسبة العيد.

وهناك قناديل في المعبد الخاص بالديانة الايزيدية بعدد أيام السنة حيث تتم إضاءة القناديل في المعبد بعدد أيام السنة (365 قنديل)، إيذاناً ببدء السنة الجديدة.

أما لماذا سمي “الأربعاء الأحمر” كانت ذكرى لإبادة الإيزيديين حيث أبيحت فيها دماء حتى الرضيع من قبل أعداء الإيزيديين مستغلين احترام الإيزيدية لقدسية الأربعاء والتي كانوا لا يرفعون سيفاً ولا يقاتلون في هذا اليوم لأنه يوم رحمة مقدس مخصص لعبادة الخالق.

ويوم الأربعاء بشكل عام في الديانة الإيزيدية هو يوم مقدس مثل الأحد عند المسيحيين والجمعة عن المسلمين والسبت عند اليهود.

وتعتبر ديانة الإيزيديين ديانة قائمة بذاتها، ولم تستمد ماهيتها من أية ديانة أخرى، حيث نشأت منذ القدم في العراق وهي تدعو من خلال نصوصها الدينية وشعائرها ورجال دينها إلى المحبة والتسامح والسلام وعبادة الخالق و ملائكته واحترام باقي الأديان والمعتقدات والدعوة إلى إصلاح نفس البشرية وتهذيبها.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى