العناوين الرئيسيةفلاش

اعتداءات لفظية وجسدية بحق الأطباء في المشافي والعيادات نتيجة “ردات الفعل” .. من يحميهم؟

سجلت محافظة ريف دمشق رسميا ثلاث حالات اعتداء على أطباء في مشافيها، خلال العام الجاري، و غيرها الكثير من الحوادث التي تناقلتها مواقع التواصل في العاصمة دمشق، و ليس آخرها الحادثة التي وقعت الشهر الفائت عندما تعرض عدد من الأطباء بمشفى المجتهد لضرب من قبل مرافقي المريض في غرفة العناية المشددة .

” لا يمر يوم دون أن نسمع بوقوع اعتداء أو تعنيف لفظي أو جسدي لأحد زملائنا من قبل مرافقي المريض، أنا اليوم وزميلي غداً والآخر بعد غد، إذا لم تؤمن الحماية الكاملة للأطباء لإنجاز عملهم ” يقول طبيب لتلفزيون الخبر تعرض لحادثة تعنيف فضل عدم الكشف عن اسمه.

ويضيف الطبيب: “ليس العنف الجسدي الذي نتعرض له، بل تنمر وتعنيف لفظي بأبشع الألفاظ بحقنا وحق عائلاتنا، ونحن نؤدي واجبنا الانساني قبل الوظيفي، أصبحنا ضحايا مرافقي المرضى”.

يروي الطبيب لتلفزيون الخبر تفاصيل الحادثة التي حصلت معه: ” تسلمت مناوبتي من زميلي، وبعد خمس دقائق وصلنا خبر من الاسعاف بقدوم طفل أصيب بحادث سير”.

وأضاف “قمنا بتجهيز غرفة الانعاش بالسرعة القصوى وخلال فحصنا للطفل كان والده ومرافقيه يحاولون الدخول لغرفة الانعاش التي لا يسمح لأحد بالدخول إليها.. طلبت من الوالد الخروج، فما كان منه ألا أن بدأ بالشتم ورفع صوته ثم انهال ورفاقه عليّ بالضرب “.

ويرى الطبيب “أن الموضوع بحاجة لحل ورادع قانوني أن لم يكن الرادع الأخلاقي والانساني يوقفهم من التعدي علينا.”

ويقول مرافق أحد المرضى لتلفزيون الخبر أقدم على ضرب طبيب خلال وجوده في المشفى:” تشاجرت مع طبيب مقيم في مشفى المجتهد عندما أخبرني بوفاة صديقي أثر جلطة قلبية تسبب بها فايروس كورونا”.

وأضاف “كنت تحت ضغط نفسي كبير وحالة من التوتر لم أعي على نفسي آنذاك، وما قلته للطبيب، ولكن اتذكر أني حاولت تكسير باب غرفة الانعاش للدخول إليها ولكن مهما فعلت لم استطع إعادة صديقي للحياة .”

من جهته أوضح طبيب، أيضا فضل عدم ذكر اسمه، لتلفزيون الخبر:”أننا نتعرض لحالات اعتداء من قبل مرافقي المرضى خلال عملنا، وأحيانا كثيرة تكون طريقة تعامل الزملاء مع ذوي المريض تثير الاستفزاز، ولا تتم مراعاة الحالة النفسية لهم جراء مرض ذويهم”.

وأضاف:” علينا كأطباء أن نقدر الوضع النفس لأهالي المرضى، ونتعامل معهم بشكل لائق أكثر، لا أن نطردهم أو نتجاهل أسئلتهم، لان من يكون والده أو والدته أو ابنه أو أي قريب بين الحياة والموت، يكون تحت ضغط نفسي يفقده صوابه ولا يحسب ردة فعله”.

بدوره، قال رئيس نقابة أطباء فرع ريف دمشق الدكتور خالد موسى لتلفزيون الخبر “أن حوادث الاعتداءات على الأطباء تنقسم لقسمين، اعتداءات تحدث في المنظومة الصحية العامة والخاصة من مشافي ومراكز صحية، وحوادث تحدث في العيادات الخاصة .”

ويكشف الدكتور موسى “عن تسجيل ثلاث حالات اعتداء على الأطباء بريف دمشق اثنتين منهما حصلت في مشفى حكومي، وأخرى ضمن عيادة خاصة لطبيب”.

وينوه الدكتور موسى ” أن القانون رقم 16 لعام 2012 الخاص بقانون أطباء سوريا لا يحوي أي بند خاص حول حصانة للأطباء، أو بند خاص عن عقوبة لمن يتعرض بالاعتداء على الأطباء.”

ويؤكد موسى “أن الأطباء يسعون من خلال مؤتمرات نقابات الأطباء لتعديل القانون والحصول على بند تشريعي يمنح الحصانة للطبيب وفرض عقوبة على المعتدين.”

من جهتها، وضحت المحامية مروى الحمصي عبر تلفزيون الخبر أن “الأطباء المتعاقدون مع المشافي الحكومية يطبق عليهم قانون العاملين في الدولة أي هم بصفة ” موظف عام ” مما يجعل العقوبة المفروضة على المعتدي أشد. ”

وتضيف الحمصي “أنه يجب إصدار قانون خاص يضمن حماية الفرق الطبية خلال ممارسة أعمالهم، ويعاقب المعتدون بحسب الضرر الذي تسبب به المعتدي .”

وتختم الحمصي باقتراح “أن يُطبق على المعتدين قانون العقوبات العام على جرائم الذم والقدح والتعرض للآداب العامة وتنص العقوبة بين الغرامة والحبس والتعويض.”

صفاء صلال – تلفزيون الخبر- دمشق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى